منذ قرابة شهرين وزملائي الصحفيين ممنوعين من الاتصال بذويهم وخلال تلك الفترة لا يُعلم ما حقيقة ما يمرون به وما هو وضعهم الصحي والنفسي وفيما إذا كانوا قد تعرضوا للتعذيب كما جرت العادة في كل فترات الإخفاء التي كنا نتعرض لها.
اتصال وحيد وسريع - تحت الرقابة الحوثية - لأحد الزملاء المختطفين بأسرته التي بدورها تواصلت معي على الفور صباح اليوم لتبلغني بذلك.
تم مصادرة الملابس التي بحوزة الزملاء وإبقاء قطعة واحدة إضافية فقط في محاولة لممارسة الضغط النفسي بحق الزملاء وبقية المختطفين.
الحرمان من الملابس له الكثير من المضاعفات الصحية وخاصة تفشي الأمراض الجلدية، يدرك الحوثيون ما يترتب على مصادرة تلك الملابس لكنهم يتعمدون ذلك في كل مرة من أجل الإضرار بالمختطفين ويصاحب ذلك في بعض المرات قطع المياه في دورات المياه بشكل متعمد ما يزيد الأمر تعقيداً.
يضطر الكثير من المختطفين لتمزيق أغطية الفرش وأجزاء من البطانيات الخفيفة لاستخدامها كملابس بديلة (معاوز) عوضاً عن تلك التي تصادر في كل مرة ويتم تعذيبهم في التفتيش القادم لأنهم فعلوا ذلك.
في إحدى المرات تم تجميع الملابس المصادرة في شماسي الأمن السياسي في أكياس سوداء كبيرة كانت كثيرة جداً رأيت من نافذة دورة المياه وبطريقة متخفية أحد السجانين يبحث عن مقاس مناسب له وسط ذلك الكم الهائل من الملابس المصادرة أخذ مقاسه سريعاً وغادر كما يغادر اللصوص ورأيت آخرين فعلوا ذلك أيضاً وسمعت أحد عناصر الحوثي يقول إنهم سيذهبون بها إلى الجبهات كإمداد للمقاتلين.
في عام 2016 في سجن احتياطي هبرة قدمت إحدى المنظمات الدولية لوازم صحية متنوعة وملابس واغطية فرش للسجناء وسط حضور وسائل إعلام ومصورين رأيت ذلك من نافذة دورة المياه لكن تلك المساعدات لم تصل الى السجناء فقط وصل معجون وفرشاة الأسنان.
كسجين ومختطف لدى جماعة الحوثي أنت مجرد رقم قابل للضرب والتعذيب والابتزاز والإخفاء والإهمال الصحي ويقولون ذلك لك على الدوام "أنت مجرد رقم في كشف".
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
رفاقي كيف أنتم؟
رفاقي كيف أنتم!
صفحة من كتاب أسود (2)