تُعد العادات والتقاليد من أهمّ المُحرّكات التي تؤثر على حياة الأفراد في المجتمع العربي؛ بإعتبرها جزء لا يتجزء من البيئة والهوية الثابتة، وبالأخص في المجتمعات العربية التي تحكمها الظاهرة الإجتماعية والدينية منذ آلاف السنين.
يمتلك المجتمع العربي مجموعة من العادات والتقاليد التي استمدها من الدين والتاريخ والحضارة والأرض، والتي تميزه عن سواه؛ باعتبارها مجموعة قيم ثابتة لا يمكن التخلي عنها، والحفاظ عليها حفاظًا على أصالتهم وسلوكهم وعروبتهم.
إن الخروج عن العادات والتقاليد، والتمرد على الأعراف المجتمية، يهدد التجانس الاجتماعي، ويعتدي على خصوصيات المجتمع ويقوض أساساته، ويفقده القدرة على التماسك كمجتمع واحد، كما إنه ليس من السهل الخروج عن عادات المجتمع العربي، الذي يميل إلى الاستقرار بما هو عليه ويخاف التغيير وعواقب التغيير.
إن التاريخ العريق للوطن العربي تربطه علاقة متينة بمجموعة من العادات والتقاليد المجتمعية، التي لا يمكن التمرد عليها، والسير مع التيار المعاكس لها، فإن محاولة التغيير في بعضها يعرض المرء للسخرية والاستهزاء من قبل أفراد المجتمع، لاسيما تلك التي تعد من الأصول، ولا يمكن التخلي عنها مثل التي تتعلق بالزواج.
ومما لا شك فيه، أن بعض العادات حرمت بعض الفئات من حقوقهم، ومارست قيودا مجحفة عليهم، لكنها في الوقت ذاته حافظت على المجتمع ككيان واحد، وتمكنت من لفظ الأفعال المنحرفة التي تتنافى مع الآداب والأخلاقيات العامة للمجتمع.
لقد ساهمت ولازالت العادات والتقاليد على توطيد أواصر الترابط، والتلاحم، والتراحم بين الناس، ولعبت دورًا أساسيًا في بناء المجتمع وتقدّمهِ، وفي إقامة علاقات إيجابيّة وبناءة بين كل أفراد المجتمع، وهنا أقصد تلك العادات والتقاليد التي لم تتعارض مع الإسلام، الدين القيم الذي وحد بين البشر ورفع التقوى فوق اللون والعرق والجنس.
إن التخلي عن العادات والتقاليد المجتمعية، التي لا تتعارض مع الدين الحنيف، يعني التخلي عن القيم الاجتماعية والأخلاقية، والانتماء للأرض والوطن، كما أن التمسك بالأعراف والتقاليد يُعد من الشيم والمروءة التى عرف بها العرب، وجاء الاسلام معززاً ومؤيداً لها، وحث المسلمين على احترامها والعمل في بها.
اقراء أيضاً
المرأة العربية بين الإنفتاح والإنسلاخ
وداعا كأس العالم
الى عفاش.. لقد خانوك أتباعك