برزت مؤخرا ظاهرة جديدة في مجال حرية التعبير في اليمن يمكن تسميتها بـ " الحرية المزيفة " وهي في تصوري ناتجة عن تعدد القوى المسيطرة في مناطق مختلفة من اليمن، وجميعها تلتقي في مشترك واحد هو التضييق على حرية التعبير مع تفاوت في مستوى الحريات من منطقة إلى أخرى.
"الحرية المزيفة" تبدو واضحة في تناولات الكتاب ونشطاء التواصل الاجتماعي لقضايا ليست في إطار المنطقة التي يعيشون فيها وانما تتعلق بقضايا واحداث تحصل في مناطق أخرى فتجد أن الذي يتواجد تحت سطوة الحوثيين يكتب بحرية عن قضايا تقع في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا او القوى الأخرى المسيطرة وكذلك الوضع بالنسبة لمن يعيش في عدن او حضرموت او تعز وغيرها.
الإشكالية تكمن في شعور من يكتب انه يمتلك حرية التعبير عن رأيه لكن الحقيقة عكس ذلك.
هذه الظاهرة خطيرة وتحتاج إلى نقاش معمق اذ تعد مؤشر على فقدان واحدة من أهم الحقوق المتمثلة بحرية التعبير وبدون ان ندرك فداحة الامر او استشعار مخاطرة حتى ننكره ونعمل على استعادة هذا المكسب الذي ناضلنا من اجله سنوات.
إن جوهر حرية التعبير هو ان تعبر عن قضاياك المجتمعية بكل حرية لاسيما تلك المرتبطة بالسلطة التي تدير شئونك الحياتية اما انتقاد سلطات أخرى رغم أهميته لا يعد مؤشرا على تمتعك بحرية التعبير.
صحيح أن البلد ما يزال شكليا تحت مسمى واحد لكن عمليا أصبحت هناك سلطات متعددة تكاد تكون مستقلة وبسلطات واسعة.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
هل فشل مؤتمر المانحين لليمن؟