كان الاتحاد السوفيتي يمثل القوة العظمي المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية بما يمثله من مساحة جغرافية تمثل سدس مساحة العالم وامكانيات اقتصادية وبشرية.
وفي عام 1988 وصل لسدة الحكم ميخائيل جورباتشوف وورث اقتصادا اشتراكياً متدهوراً ووضعاً سياسياً مضطرباً مما جعله يطلق برنامجاً لإصلاح الوضع الاقتصادي أطلق عليه اسم "البرويسترويكا"، إلا أن هذا المشروع لم يكتب له النجاح وهو ما أدى في الأخير إلى انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى جمهوريات مستقلة وبسقوطه أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي القطب الأوحد في النظام العالمي الجديد.
فوز ترامب المثير للجدل بالرئاسة الأمريكية ووصوله إلى سدة الحكم أثار تساؤل هل يقود ترامب أمريكا إلى التحلل كما فعل جورباتشوف بالاتحاد السوفيتي سواء بقصد أو بغير قصد.
على عكس الرؤساء الأمريكيين السابقين القادمين من المؤسسات السياسية والعسكرية، يأتي ترامب بعقلية رجال الأعمال والتجارة وخلال حملته الانتخابية أثار الكثير من الجدل حول نظرته لعلاقات أمريكا مع دول العالم وقضية المهاجرين ونظرته للمرأة وهي في معظمها تصطدم مع القيم الأمريكية التي طالما فاخرت بها أمريكا وادعت الحرب من أجلها وهي شعارات المساواة واحترام الحقوق والحريات.
المظاهرات والنقاشات السياسية للقرارات التي اتخذها ترامب في أسبوع رئاسته الأول وكذلك تصريحاته الإعلامية المثيرة للجدل تشير إلى عصر من الصراع السياسي والايدلوجي ستشهده أمريكا بين مؤيدي ترامب ومعارضيه، وهو ما سيقود إلى عدم الاستقرار.
كما أن كثيراً من القرارات الارتجالية التي يتخذها ستؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد وهو ما سينعكس على الوضع الاجتماعي، كل ذلك ربما يقود الى طرح تساؤلات لأول مرة لدى بعض الساسة والأمريكيين حول أهمية الاتحاد الأمريكي وفائدته.
لكن على الناحية الأخرى فان نظام الحكم في أمريكا لا يمكن ترامب من فرض الكثير من أرائه فسلطة الحكم مشتته بين الحكومة التنفيذية والسلطة القضائية والكونجرس وهو ما يعني كثير من مراكز القوى وكذلك بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات.
وهو ما يشكل حاجز صد أمام أي حماقات يتخذها ترامب قد تهز النظام الاتحادي الأمريكي، وبالتالي فربما بعد فترة وجيزة يضطر ترامب وحكومته الى تغيير سياساتهم لتقليل الصراع مع كل هذه الأطراف.
كل هذه الاحتمالات ستكشفها الأشهر القادمة.
اقراء أيضاً
يوم بعث فينا الأمل من جديد