ها قد بالغتم وجُرتم في استخدام العنف ضد حجور، بل فجرتم فجور الأعداء اللدودين أعداء الإنسانية، مارستم الحقد في أبشع صوره، والكرة في أقسى مظاهره، قتلى حجور من الأطفال والشيوخ والرجال والنساء ستلاحقكم أبد الدهر، أيتصور مسؤول يمني أنه سيقتل ويدمر ويجرح أبناء بلدة ثم يسعى لحكمهم، بأي عقلية تعيشون، وبأي منطق تفكرون، لن تحكموا اليمن ثانية، ليست هذه هي السبيل المؤدي لحكم اليمن، هذا أمر لن تتمكنوا منه بعد اليوم. الإمامة لن تعينكم، ولن يسعفكم الماضي ولن تعينكم الخرافة المذهبية في الحكم.
لقد تمكنتم من تضليل البعض، سقتوهم فاقدي القدرة على التفكير، جرَّعتموهم تراثاً خرافياً سبق لأجدادهم أن تخلصوا من تأثيره، استخدمتموهم لمعارككم وشهوة السلطة لدى كهنتكم، فدفعوا بأبنائهم لمحرقة الإمامة البغيضة، هؤلاء اليوم يرتدون لعقولهم، يستعيدون وعيهم بحريتهم التي جبلوا عليها، وحجور ليست سوى المثال، هذه آخر صيحاتكم الضلالية، وآخر أفعالكم الشنيعة المشينة، وآخر حروبكم ضد الشعب اليمني ما بعدها سوى النصر ونور الحرية.
أنتم لا تقتلون أطفال حجور ونساءها ورجالها، أنتم تقتلون أبناء اليمن جميعهم من أقصاه إلى أقصاه، اليوم صواريخكم البالستية أراقت دماء أبناء اليمن جميعهم، اليمن كلها تنزف دماً، فابشروا بثورة بعد أخرى وانتفاضة بعد انتفاضة، ليس أمامكم سوى خيارين، أما خيار السلام القائم على العدل والحرية والمساواة، وما توافقنا علية في مؤتمر الحوار الوطني، او القتال حيث لا مفر من هزيمة منكرة ستلحق بكم عاجلاً أم آجلاً.
أتعتقدون أن صواريخكم الباليستية سوف تُخضع لكم شعب يتنفس قيم النور والتنوير منذ قرن كامل من الزمن، وجيل يعيش في فضاء مطلق من الحرية، أتعتقدون أن خرافة الحق الإلهي الكاذب سوف يقبلها جيل الثورة والجمهورية والوحدة، جيل القرن الواحد والعشرين خريجي جامعات اليمن التي لم تنشا منها واحدة فقط في عهودكم السوداء، لقد دخل العلم والمعرفة والقيم الإنسانية الحديثة إلى كل بيت، تخلَّق وعي جديد لدى هذا الجيل، وعي في تضاد تام مع الخرافة والجهل.
قد صنعتم بأيديكم هذه المرة نهاية لتاريخ أسود كان يوصم به تاريخ غالبية أسلافكم، كتبتم بأيديكم دليلاً آخر على أن دماء اليمنيين بالنسبة لكم ليست سوى سلعة في سوق الخرافة، كانت الفكرة كلها ضلالية عنصرية وسلالية، واليوم الفكرة والممارسة ضلالية وإجرامية وعنصريه سلالية أيضاً. حجور مقبرة الإمامة، ومقبرة فكر العبودية وعبودية الفكر، هذا الشعب يدرك أن مصالحة الكبرى تتعرض للفناء اذا قبل بإمامة جديدة تحكمه. وأول هذه المصالح الوحدة والدولة والمستقبل.
تتحدثون عن دولة على أشلاء أبناء اليمن، ولم تعتبروا من الماضي حيث مصارع طغاتكم الواحد بعد الآخر، يدفع الكثير منكم ثمناً باهضاً للنزوع العدواني والرغبة المحمومة في الحكم. تأملوا صمود تعز، والحديدة، ومأرب، والجوف والبيضاء، وأب، وصنعاء، وصعدة، وحجور آخرها، وقبل ذلك مقاومة المحافظات الجنوبية هل قرأتم في تاريخ اليمن مقاومة بهذا الحجم والأتساع، مقاومة تقاتلكم أربع سنوات، ترفض إمامتيكم، وترفض عمالتكم لإيران وترفض عنصريتكم.
نحن ندعوكم مرة أخرى للمرجعيات الثلاث، لا حيدة عنها ولا رجعة، شاركتم في صياغتها، وبصمتم على أهدافها ومبادئها، فيها ما يحفظ اليمن هوية ودولة ومجتمعاً ونظاماً، ويصون دماء اليمنيين، تتبعها مصالحة وطنية شاملة لا يستثنى منها أحد، واتفاق على ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مخرجاً من الحرب التي اشعلتموها، وحلاً لأزمة الدولة والمجتمع وتوزيعاً عادلاً للسلطة والثروة. فإن أبيتم وغركم بعض أرض اغتصبتموها من أهلها، وسلاحاً جاءكم من خارجها، فابشروا بسوء عاقبة. ولا تلومون سوى أنفسكم.
اقراء أيضاً
غزة ضمير الأمة.. وفلسطين جرحها الغائر
خواطر أكتوبرية
سبتمبر .. لحظة التحول الكبير