ما من شيء أثقل على النفس من ان تجد نفسك مضطرا للتعليق على مواقع يمكن ان تكون اي شيء إلا ان تكون صحفا لنشر الاخبار، فلا اظن صحفيا مبتدئا يجعل من امثال محمد البخيتي مصدرا للمعلومات التي ينشرها لكن ما يثير الغرابة ان هذه المواقع تصنف ضمن الحلف الرافض للانقلاب والذي يقاتل الحوثي ثم لا تتورع من الاعتماد فيما تنشره على خطاب هذا العدو نفسه الذي تخوض حربا معه، هذا امر يدعو للاستغراب ويجعلك تسألهم كيف تحاربون الحوثي وتعتمدون على خطابه الدعائي الا انه السؤال الذي لن تجد له جوابا.
الحوثي يسعى لتفكيك جبهة الشرعية لضمان تفوقه واستمرار سيطرته وهو امر مفهوم لكن ان يردد دعايته اعلام ينتمي للشرعية او للجبهة المقاومة للحوثي بشكل عام فهذا هو المستغرب وغير المفهوم اذ كيف تقوم باستكمال المهمة التي بدأها خصمك الذي يستهدف تماسك جبهتك والملفت ان يتم الامر بشكل يوحي بالتنسيق وتكامل الادوار.
يقولون ثمة تقارب بين الاصلاح والحوثي في اسمج كذبة عرفها تاريخنا الحديث ليس لأنها لا تعكس الحقيقة وتتصادم بشكل صارخ مع الواقع بل وايضا لأنها تصدر عن عقل طفولي يعمل خارج قواعد العقل السليم ويجهل شروط التحالفات والاتفاقات من هذا النوع الخطير الذي لا يمكن ان يصبح مادة خبرية بل تتم بتكتم عال وسرية تامة خاصة والمعركة مازالت قائمة، لا شيء يثبته خطابكم الا ان الاصلاح هو الجهة التي يصعب على الحوثي اختراقها ولذا يلجأ الى حديث الاماني ولو انه استطاعوا الوصول الى الاصلاح ما تحدث ابدا ما.
لا الحوثي يصلح مصدرا للمعلومة ولا موقف الاصلاح بحاجة لتوضيح وما نحتاجه جميعا ان نتنافس في مواجهة الحوثي وارث الاستبداد والكهنوت الامامي بدلا من السعي لتشويه طرف يبذل جهده المشهود في فعل ذلك.
التشويه للإصلاح ليس انجازا البتة ولا يرتفع به رصيد بقدر ما يخدم الحوثي عدو الشعب.
الامامة هي جذر ازمات اليمن ولقد خبرت اليمنيين وطرق مواجهتهم ولديها ارثها التراكمي بتفكيك كل الجبهات المضادة فهي لا تنتصر الا إذا تراخى الترابط الوطني وفقد اليمنيون جبهتهم الموحدة، وإذا كانت الامامة خطرا يرمينا بالنار فان تمزيق الجبهة الوطنية خطر يفقدنا قدرة الرد على نار الامامة تلك.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
ماذا يريد الحوثي؟
رجل التوحيد
نبش الذاكرة