يظل التجمع اليمني للإصلاح، والمؤتمر الشعبي العام، الحزبان السياسيان الرائدين في الساحة الوطنية؛ لإستنادهما الى قواعد شعبية عريضة وفاعلة على إمتداد الوطن. ولذا فإن المعنيين في الحزبين أمام مسؤولية وطنية تفرض على كلٍ منهم الخطاب التصالحي، وتوحيد الوجهة، وإنجاز تحالف قوي من أجل الوطن الذي دُمر؛ نتيجة اتساع البين، بين الحزبين، وإفساح الساحة لمشاريع عنصرية وطائفية ومناطقية صغيرة.
ولابد للمضي في ذلك، أن يجري المؤتمر تصالحاً داخلياً؛ لإعادة لملمة التشظي الناتج عن الأخطاء الكارثية خلال السنوات الست الأخيرة، والتي على رأسها المغامرة بالتحالف مع جماعة طائفية دخلت على الحياة العامة لليمنيين من خارج الدولة والجمهورية والدستور والقانون ودمرت هذه الأربع الأخيرة واستبدلتها بـ"الجريمة" بكل أشكالها وسردياتها اليومية كمشروع كل العصابات.
اليوم المؤتمر، هو الحزب الحاكم في الشرعية اليمنية؛ فالرئيس ورئيس الحكومة وأغلب أعضاء الحكومة من حزب المؤتمر وهذا عزاء كافي للحزب لخسارته في الحلف الانقلابي مع الحوثيين، فهو في النهاية لعب كل الأدوار، ولذا يعول على الحزب إسناد الحكومة الشرعية بمواقف موحدة وجدية لانهاء الانقلاب وكذا إسنادها فيما يتعلق بأخطاء التحالف وخاصة تدخلات الإمارات لتقويض الشرعية، لنقول يفعل ذلك لأجل وجوده على رأس هذه السلطة بصرف النظر عن معيار "الوطنية".
والأحداث رسخت قناعات لدى الجميع أن الأحزاب السياسية تحتاج للحفاظ على بعضها مهما كانت التقاطعات من أجل سلامة العملية السياسية التي تفرض التنوع والشراكة وبوجود دولة كضامن، والمؤتمر والإصلاح يلتقيان في كونهما حزبان سياسيان يقر كل منهما بالتداول السلمي للسلطة وفق عملية ديمقراطية حرة وتحت سقف الجمهورية والدستور والقانون وهذا يتأتي في ظل الدولة.
دخلت الإمامة من طريق الشقاق الذي توسع بين الصف الجمهوري بفعل تحول الصرع خارج أدوات اللعبة السياسية وتحويله الى ثأر شخصي وخصومة فجرت بالجمهورية والدولة وأهلكت صالح نفسه بسوء تقدير النتائج.
لا تتوفر الآن أرضية لأي منافسة بين المؤتمر والإصلاح، وكذا كل القوى السياسية؛ فالجميع في حكم المشرد والنازح، والبقية ما بين معتقلات وإقامة قسرية، ولامعنى للتراشق الإعلامي، واللوم المتبادل، والجميع أولى بإصلاح ما يرى أنه تسبب بإفساده، ونحتاج جميعاً لإسناد الدولة لتعود سلطاتها على كامل الأراضي اليمنية عندها يمكن الحديث عن عملية ديمقراطية ومنافسة سياسية شريفة وشفافة في ظل جمهورية ودولة حديثة.
#معاً_من_أجل_الجمهورية #اليمن.
اقراء أيضاً