كتب الدكتور محمد الظاهري الأكاديمي اليمني وأحد قيادات الثورة تعليقا على صورة لي وضعتها في صفحتي بالفيس بوك قائلا:
(إن أسوأ ما في الإعلام العربي (المستقطب) أنهُ قد يضع مسافاتٍ مفتعلة بينك وبين أحبائك وأنصاره،! خالص التحية والود أ. أحمد.)
وكتبت له الرد التالي أحببت أن أشارككم إياه.
تحية محبة دكتور.
ما دمت قد تحدثت فلابد من توضيح.
أما الجزيرة فليست بالنسبة لي ولك إعلاما مستقطبا.
هي قناة الربيع العربي التي ناصرتك وناصرت الملايين في سبيل حرية وديمقراطية وتغيير في العالم الذي عصف به ولازال الاستبداد.
وهذا جزء من دور الإعلام الحر والمتنور بالتأكيد نقل المعلومة ، وتنوير الناس، بعيدا عن أجندة الاستبداد وتزييف الحقائق التي تطل برأسها من كل زاوية ومكان منذ قرون في عالمنا العربي التعب.
وهي لا تدفع ثمن كونها إعلاما حرا وفقط، بل هي الآن والدولة التي تقف خلفها في معركة وجود مع عتاة المستبدين الذين وقفوا ضد ثورتنا وثورات الربيع وتطلعاتها من أول يوم.
ومن الظلم الكبير ونحن في معركة هي معركتك ومعركة كل عربي حر أن تصف دفاع الأحرار عن وجودهم بالاستقطاب وأن يحول بينك وبين من وقفوا معك ومع الملايين في خندق حائل سوء الفهم أو التقدير.
حاشاك.
طبعا في مرورك السريع الذي بدا عاتبا قلت ما قلت، وكان بإمكاني أن أمر أنا ايضا وبسرعة وأعطيك العذر، وبالطبع من حقك وحق كل مشاهد أن يقول ما يشاء في حق قناة هي الأشهر عربيا وعالميا .
ولكن لأن من حقك علي التوضيح باعتبارك ثائر وأكاديمي يمني كبير سأقف معك وقفات حول عتبك.
إن ما تقوم به الجزيرة الآن هو جزء من ميراثها والتزامها المهني بالحرية ونقل المعلومات والتمسك بالقيم الصحفية والوصول للحقيقة وما تواجهه الآن هو ثمن التزامها بنقل كل ذلك لجمهورها.
هذا شيء لا يستطيع أحد القفز عليه ولا يمكن تجاهله أو نسيانه ونحن في معمعة طلب فيها المحاصرون لقطر رأس قناة الجزيرة أولا.
راقب وتأمل حجم شبكات الدعاية والتلفزة والسوشل ميديا التي تواجه الجزيرة وتواجه قطر، إنها بالمئات.
هي إذن حرب هدفها في الأول والأخير بث دعاية كبرى لأصدقاء الجزيرة وأعدائها لقول ما قلت أنت عن شاشتك الأولى ضميرا ومصيرا، بل إن هدف الدعاية السوداء هو جمهور الجزيرة وأحباؤها أصلا.
ورغم أننا مثلا في تغطيتنا لملف اليمن استطعنا أن نثبت أكثر من مرة لجمهورنا المصداقية في نقل الخبر والتوثق وإتاحة المساحة لكل الآراء مقارنة بالقنوات ووسائل الإعلام التي تحملت وزر تلك الدعاية السوداء وظللت جمهورها مثلها مثل الإعلام الحربي الموجه إلا أن الدعاية المتواصلة تتمكن بين الحين والآخر من تشويش جمهورنا .
هذا شيء متوقع في ظل حرب شرسة وممولة لاستعادة زمام المبادرة والسيطرة على الجمهور العربي الذي كانت الجزيرة منذ إنشائها عاملا مهما في تغيير بوصلته، بل وكثير من الأحداث التي مر بها.
الجزيرة يا دكتور كما عهدتها وعهدها الجمهور اليمني قناة تحترم سمعتها ومشاهديها وتعتز بإرثها وخطها المهني.
ومشاهد مثلك جدير أن أقف أمام عتبه وأن أوضح له ما التبس في ظل الدعاية الهوجاء، وتأكد دائما أنه لا مسافات بيننا أبدا.
لا مسافة بين طلاب الحرية والحقيقة إلا الحرية والحقيقة ذاتها.
وتقبل ودي
اقراء أيضاً
عن مسلسل "غُربة البن"