هناك حقيقة بادية للعيان نشاهدها في تفاصيل نقد الأشخاص والقوى والجماعات فيها يبدو بوضوح اختلال كبير في شوكة الميزان وتطفيف مخل في المكيال، ومع التسليم عموما بأن النقد ظاهرة ايجابية تحمد إلا أن التعرض بالإساءة والبهتان للأفراد والجماعات يخرجه من دائرة النقد الى الخوض في الباطل ولأننا في زمن بات فيه الإعلام مفتوحا متحررا من أي ضوابط أو حدود ومع الانهيار الكبير في الوعي والقيم فقد كثر الغارقون في مستنقعات الخوض في النقد الآثم المتجرد من أدنى قواعد الإنصاف والعدل.
لو أمعنا النظر وأجهدنا أنفسنا في تشخيص الواقع لوجدنا أن للنقد الآثم نصيبا وافرا من أسباب الإخفاق الذي نعيشه في واقعنا المتخم بالمآسي والأزمات.
العنصرية ليست أداة نقد ولا يمكن لعقل مسكون بالعنصرية أن يكون منصفا أو مقسطا ، كم أحدثت العنصرية الممقوتة من آلام وجراح عميقة كم سفكت من دماء واهدرت من حقوق وزرعت من أحقاد بسبب النفخ في نار العنصرية التي تسببت في حرائق مهولة.
كيف للمطالب بالعدل أن يتحول في لحظة إلى ظالم موغل في الظلم والمطالب بالحق الى متعد مغتصب للحقوق والمنادي بالحرية الى مستبد عابث بحرية الآخر والداعي للمساواة الى صوت للتفرقة والتمييز.
أي مستقبل ينتظر شعب وأمة تتساقط فيها القيم بشكل مخيف ويتفكك المجتمع بشكل مرعب ويقتل البريء على هويته وأسوأ من ذلك أن يتم التسويغ والتبرير لسلب حياة الإنسان أو حقه بلا ضمير ولا وازع.
إن السعي لنيل من عوامل الخير والقوة في المجتمع والدفع لتدمير جهاز المناعة فيه لن يكون له إلا نتيجة واحدة هي الضعف والسقوط للجميع.
استهداف الدولة يقوي المليشيات والنيل من المقاومة يعزز الانقلاب والتعدي على الوسطية ينمي التطرف والعنف والتبرير لانتهاك الحقوق والحريات يخلق بيئة ملوثة بالاستبداد والطغيان وتفكيك الحياة السياسية والمدنية يخلق واقعا مشوها من الشمولية المقيتة.
اقراء أيضاً
الإصلاح.. الفارس اليماني
هادي والإصلاح