في السياق، يقول المثل الشعبي: "إذا يدك تحت الحجر أسحبها ببصر".
قبل ان يستدعي هادي العربية السعودية الى التدخل إنقاذا لشرعيته المنقلب عليها، كانت القوى السياسية في حوار موفنبيك قد انتهت - في وثيقة حل القضية الجنوبية المعروفة بوثيقة " بنعمر إلى الاتفاق على أن تطلب من مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن اتخاذ القرارات اللازمة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وعلى الاخص إنفاذ اتفاقها ذاك.
وعليه فقد تدخلت السعودية والإمارات، ليس فقط استجابة لطلب الرئيس هادي، بل وقبل ذلك استجابة لاتفاق مكونات حوار موفنبيك ذاته، وهو الاتفاق الذي باركه مجلس الأمن، مفوضا مجلس التعاون الخليجي بتنفيذه، على نحو ما تضمنه القرار 2216.
هذا يعني أن اليمنين سبق ووضعوا يدهم تحت حجر ضخم بل بالغ الضخامة وأن محاولة سحب يدهم هذه بغضب وتوتر وانفعال، لن يؤدي إلا إلى خلع تلك اليد من الكتف.
***
مراجعة العلاقة مع التحالف الذي تقوده السعودية، تقييما وتقويما، بما يتفق مع المرجعيات ويتسق مع مكانة اليمن، جغرافيا، تاريخ، وحضارة، هو أمر مهم، ملح وضروري.
ولكن الدعوات إلى إعلان هذا التحالف، بوصفه احتلالا وإلى مقاومته، بوصفه هذا، دعوات عبثية وعدمية لا يمكن أن تطلق من أجل مصلحة اليمن.
فاليمن المثخن بالجراح، المضمد والمودع في غرفة العناية المركزة، ليس من مصلحته زيادة الأعداء، ناهيكم عن تحويل الحلفاء، المفترضين، الى أعداء جدد.
دعكم عن الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية، هل بمقدور اليمن الجريح مواجهة كل هؤلاء "الأعداء" مجتمعين؟!
لمصلحة من إذآ، تطلق هذه الدعوات؟!
بالقطع، لا يمكن أن تتغيا دعوات كهذه مصلحة اليمن، ولا يمكن فهمها إلا بوصفها دعوت تندرج ضمن صراعات محاور، تجعل من اليمن مجرد ساحة صراع وتصفية حسابات.
البسطاء، الذين يعانون، يدركون هذا ويلعنونكم.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
نقطة فوضى!!
وسيلتان للخلاص
اليمن.. العروبة والإسلام