لم يكن يعلم هذا الوطن في صبيحة يومٍ من أيام ِ الشهر الحرام .. مايُحضره الغيبُ من قوى الشر ودنيئي النفوس من لا إنسانية لهم ولاضمير لاقتلاع القلوب وتمزيق أحداقها.
شعور ٌ ليس يوصف - والمشاعر في مثل هذا ليس تكفي - فاجعةٌ لن تستطيع أن تصف هولها وبشاعتها كل الأقلام ولو اجتمعت!
الجريمة واحدة في كل أشكالها ولكنها فاقت كل الجرائم! أي يدٍّ مغسولة بالدماء تتقن هذه الوحشية وتتلذذ بطعم الموت ورائحة الدم ونكهة الأجساد المتفحمة! وكيف لهذه الأرض أن تطبق جفنيها وتنام بعد هذه الفجيعة التي مازلنا نحلم أن يكون كابوسا وننتظر الصحو على شيء لم يكن؟!
الأصوات .. البكاء .. عيون الصغار التي مازالت ترقب أقدام آبائها .. الكبار الذين يطوفون حول البقايا علّ الدموع تُحرّك صمت الرماد لينفض حوله ويُرجع جثث محبيهم ولو ميتين .. أي خيبة ٍ؟! أي حزنٍ؟!
أي فجيعة يمكن لقلبٍ أن يتحملها وكل البيوت صارت مآتما وكل البلاد صارت عزاءً .. ولن يجبر القلب إلا معرفة تلك الأيادي الأثيمة والآثمة تلك الأيادي لابد لابد أن تنكشف ولابد للتحقيقات أن تأخذ مجراها كي لا تضيع الدماء ونحزن أكثر من الحزن.
لابد أن ينكشف الغطاء وتعرى الحقائق و يذوق القتلة أكثر مما أذاقونا من عذاب.
لابد للتحقيق أن يأخذ مجراه دون تمييع أومحو أو تغيير كي تكون آخر الجرائم وحتى لا تهدر بقية الدماء.
ياإله السماوات!! رفقا بتلك القلوب البريئة .. ياإله السماوات!! أغثنا ممن يسرقون الحياة.. من يحرقونا ونحن نوحد بك ولا تأخذهم رأفة بالقلوب.
رحم الله الشهداء وشفى الجرحى وحسبنا الله ونعم الوكيل
اقراء أيضاً
26 سبتمبر.. وحدك سيّدُ اليمن
رهينُ المِخْلَبَين
الحرث في تضاريس الخيبة