توفي يوم أمس في مصر جريح المقاومة فيصل بن غريب الشبواني بعد أشهر من إصابته في المعارك مع الحوثيين بمنطقة خط البيب في محيط مدينة مأرب. استطاع فيصل ورفاقه من مأرب وبقية المحافظات على مدى أشهر الصمود في وجه زحوفات الحوثيين، وتمكنوا أخيرا من دحر الحوثيين إلى خارج حدود المدينة. زار المدينة بعد تحريرها وفود حكومية مختلفة، بينها نائب رئيس الجمهورية السابق خالد بحاح، ثم وفود حكومية أخرى، التقطوا الصور في كل مكان، لكن أسماعهم لم تلتقط أنات الجرحى في مستشفى الهيئة بمأرب، وفي سكن الجرحى القريب من مقر إقامة تلك الوفود. يعاني جرحى المقاومة الأمرين في ظل تجاهل تام من مختلف سلطات الشرعية، بدءاً من هادي الذي لا يكف عن قطع الوعود، وانتهاء بالمحافظ، مرورا بوزير الصحة المكلف بملف الجرحى. لم تبخل السعودية بتقديم الدعم للجرحى، وتسهيل عبورهم إلى أراضيها لتلقي العلاج لكن إمكاناتها الطبية محدودة، ويحتاج مئات الجرحى للسفر إلى دول أخرى لتلقي العلاج، وخصوصا المحتاجين لعمليات نوعية في المخ والأعصاب، أو المحتاجين لإعادة تأهيل، وهؤلاء مخيرين بين الموت على الأسرة، أو بيع مايملكون للسفر على حسابهم. جرحى المقاومة بحاجة اليوم للنظر إليهم بعين الاهتمام، أما الحكومة فلافرق عندها أن يتحول الجرحى إلى قائمة الشهداء، وسنذكر تالياً بعض ما يمكن عمله لأجل الجرحى: - تشكيل هيئة محلية خاصة بهذا الملف، مهمتها البحث عن دعم وتمويل، سواء من الدعم الخارجي، أو فرض إيرادات محلية يتم توريدها لصندوق خاص بالجرحى ويقوم عليه أشخاص ثقات وبلائحة مالية واضحة. - مراجعة الحالات وتقسيمها حسب فئات الاحتياج، والبحث عن منافذ محلية أو خارجية لعلاج تلك الحالات، سواء عبر الحكومة أو عبر المنظمات الإغاثية والجمعيات. - تأهيل المستشفيات الخاصة بعلاج جرحى المقاومة، كمستشفى الهيئة بمأرب، مع تغيير إدارته، ورفده بكوادر طبية متخصصة سواء بالتعاقد أو عبر زيارات خاصة. - تكثيف الضغط الإعلامي في هذا الجانب على مختلف الأطراف، قادة المقاومة والسلطات المحلية والحكومة والرئاسة وقيادة التحالف العربي، فمن يبذل روحه دفاعاً عن الجميع يستحق الاهتمام الذي يليق بتضحيته. مهما قلنا ومهما فعلنا فلن نوفي الجرحى حقهم، ونعتذر لكم يا جرحانا، خذلناكم كثيراً.
اقراء أيضاً