تحدثت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، عن تزايد حالة الإحباط في واشنطن وفي المنطقة بشكل واضح تجاه استمرار هجمات الحوثيين ضد السفن بالبحر الأحمر على الرغم من جهود الحلفاء لتعطيل ترسانة المتمردين.
 
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمه "يمن شباب نت"، إنه "على الرغم من التحالف البحري الأمريكي والدولي الضخم، فإن الحوثيين يواصلون هجماتهم وينجحون في إحداث اضطراب كبير في أنماط الشحن الدولي".
 
إذ شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها نحو 450 ضربة ضد مواقع الحوثيين على طول الساحل اليمني، بما في ذلك بعض الطلعات الجوية الأكثر كثافة في الأسابيع القليلة الماضية.
 
وشنت الحركة المدعومة من إيران الآن ما يقرب من 200 هجوم ضد السفن العسكرية والتجارية التي تمر عبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023.
 
وردت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى بضربات جوية انتقامية متعددة في عمق اليمن وأمضت أكثر من ستة أشهر في إسقاط أسراب من القوارب وطائرات مسيرة وصواريخ تابعة للحوثيين تتجه نحو السفن التجارية في البحر.
 
وقال توماس جونو، الأستاذ المشارك الذي يركز على الشرق الأوسط في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، مؤخراً: "لقد تكبد الحوثيون بعض الخسائر، لكنهم يحتفظون بالقدرة على عرقلة الشحن البحري في البحر الأحمر".
 
وأضاف: "ربما الأهم من ذلك، إلى جانب الأضرار المادية التي عانوا منها، أن نيتهم ​​مواصلة عرقلة الشحن في البحر الأحمر لم تتزعزع".
 
وقال مسؤولو القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن "استمرار السلوك الخبيث والمتهور من قبل الحوثيين المدعومين من إيران يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن للخطر".
 
وقالت وكالة الاستخبارات الدفاعية في تقرير حديث إن جماعة الحوثيين قامت بسرعة بتوسيع قائمة أهدافها، قائلة إن أي سفينة تابعة للولايات المتحدة أو حلفائها قد تواجه أيضًا هجمات.
 
وقال برادلي بومان، المدير الأول لمركز القوة العسكرية والسياسية في جامعة هارفارد، إن استخدام الحوثيين لطائرة بدون طيار بدون طيار (USV) ضد سفينة M/V Tutor هو علامة على أن طبيعة هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر قد تتطور.
 
وتوقع بومان رؤية المزيد من الهجمات على السفن بقوارب مسيرة. وقال"تستخدمها أوكرانيا في البحر الأسود لمواجهة العدوان الروسي وتستخدمها المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران في البحر الأحمر لتهديد السفن التجارية".
 
وأضاف: "واصلت الولايات المتحدة تدمير القدرات الهجومية للحوثيين في اليمن، لكن الجماعة الإرهابية لا تزال لديها وسائل كافية لتهديد الشحن".
 
وقال السيد بومان إن"حقيقة قدرة الحوثيين على الاستمرار في شن ضربات فعالة ضد حركة السفن في البحر الأحمر تشير إلى أنهم يواصلون التمتع بإمدادات ثابتة من الأسلحة من حلفائهم في طهران".
 
وأضاف "إن الجهود المبذولة لتدمير قدرات الحوثيين في اليمن التي لا تكرس ما يكفي من الاهتمام والموارد لاعتراض شحنات الأسلحة من إيران إلى اليمن تشبه صاحب المنزل الذي يقوم بتنظيف البرك ولكنه يتجاهل الثقب الموجود في السقف".
 
تحولات الشحن
 
ويمثل شحن الحاويات عبر البحر الأحمر عادة ما بين 10 إلى 15% من التجارة البحرية الدولية، لكنه انخفض بنحو 90% منذ ديسمبر/كانون الأول 2023.
 
وتضيف طرق الشحن البديلة حول أفريقيا حوالي 11 ألف ميل بحري، وما يصل إلى أسبوعين من وقت العبور الإضافي وحوالي مليون دولار تكاليف الوقود لكل رحلة، وفقًا لوكالة استخبارات الدفاع.
 
وقد قامت ما لا يقل عن 20 شركة كبرى للطاقة والشحن بتغيير مساراتها لتجنب هجمات الحوثيين. إذ يمكن أن يكون اتخاذ الطريق الطويل حول أفريقيا أقل تكلفة لأن شركات الشحن لا يتعين عليها أن تأخذ في الاعتبار التكاليف المجمعة لمكافآت الطاقم، والتأمين ضد المخاطر الذي أصبح الآن أكبر بنسبة 1000٪ من ذي قبل، ورسوم عبور قناة السويس التي تتراوح بين 400 ألف إلى 700 ألف دولار، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون.
 
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، إن دور البحرية الأمريكية في المنطقة هو الحفاظ على حرية الملاحة ودعم القانون الدولي، ودافعت عن الحملة الأمريكية حتى الآن. وقالت إن القوات الأمريكية حققت "نجاحا كبيرا" حتى الآن.
 
وقالت السيدة سينغ يوم الاثنين: "نحن بالتأكيد نتفهم التأثير العالمي والتأثير على التجارة العالمية إذا كان لا بد من إعادة توجيه طرق الشحن"، مضيفة: "الأمر متروك لشركات الشحن لتقرر ما إذا كانت تريد الاستمرار في العبور عبر البحر الأحمر. وهذا قرار يتعين على كل شركة اتخاذه."
 
وقال مسؤولون في المنظمة البحرية الدولية، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة متخصصة في تنظيم النقل البحري، إنهم شعروا بالفزع من هجمات الحوثيين الأخيرة في البحر الأحمر، ودعوا إلى زيادة المساعدة الدولية للبحارة.
 
وقال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، أرسينيو دومينغيز، يوم الثلاثاء في بيان: "أدين بشدة أي نوع من الهجوم على الشحن الدولي، بغض النظر عن دوافعه أو سببه".
 
وتابع:"هذا الوضع لا يمكن أن يستمر. سيشعر الجميع بالتأثير السلبي إذا لم يتمكن الشحن الدولي من التجارة كالمعتاد. لكن التزامنا، قبل كل شيء، هو حماية سلامة جميع البحارة.