رأت باحثة أمريكية بأن سياسة واشنطن فشلت في اليمن، مؤكدة على ضرورة أن تعمل الولايات المتحدة على إعادة توجيه نهجها الخاص بالتعامل مع الملف اليمني. حيث تدخل الحرب في البلاد عامها التاسع على التوالي، وتعثر التسوية منذ عامين من اعلان الهدنة في إبريل/ نيسان 2022.
ونشرت مؤسسة راند الأمريكية مقابلة مع الباحثة أليكساندرا ستارك، تناول أبرز ما جاء في كتاب لها يحمل عنوان "نموذج اليمن: لماذا فشلت السياسة الأميركية في الشرق الأوسط"، نُشر في إبريل/ نيسان الماضي.
وقالت الباحثة "بأن اليمن قد وصل بالفعل إلى نقطة تحول في الوقت الحالي في ظل تضاؤل آمال السلام في اليمن مجددا بعكس العام الماضي الذي بداً فيه تحقيقه في متناول اليد". وفق ما نقل موقع المؤسسة البحثية «RAND» ترجمة "يمن شباب نت".
ورأت ستارك "بأن الفهم الخطأ الذي حدث في اليمن يوفر نافذة على الكيفية التي يمكن بها للولايات المتحدة أن تلعب دورًا أكثر فعالية في جميع أنحاء المنطقة"، كما يوثق كتابها الأخطاء والفرص الضائعة التي سمحت للميليشيا المتمردة، الحوثيين، بالاستيلاء على جزء كبير من البلاد في عام 2014.
وقالت الباحثة، أن ما دفعها إلى اتخاذ قرار بتأليف هذا الكتاب يعود إلى أن اليمن مكان لا يعرفه الكثير من الأميركيين، ولا يفكرون فيه حقاً، ولكنه كان جزءاً رئيسياً من السياسة الأميركية لعقود من الزمن.
وأضافت بالقول "لقد رأيت مذكرات من الرئيس كينيدي في الستينيات يتحدث فيها مع كبار مستشاريه حول ما يجب على الولايات المتحدة أن تفعله في اليمن، وما هي المصالح الأمريكية".
"وفي الآونة الأخيرة، كان اليمن موقعاً لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يتضور الأطفال جوعا ويشرد ملايين الأشخاص. أردت أن ألقي نظرة فاحصة على النهج الأمريكي تجاه اليمن لأن اليمن يعود باستمرار إلى الحديث حول سياسة الولايات المتحدة في المنطقة"، وفق الباحثة.
لماذا فشلت السياسة الأميركية باليمن؟
وفق الباحثة ستارك، فإن "نموذج اليمن" هو مصطلح استخدمه المسؤولون الأمريكيون في عامي 2013 و2014 للحديث عن كيفية إدارة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب هناك. حيث اعتقدوا أنه كان ناجحاً للغاية لدرجة أنه يمكن أن يكون نموذجًا لأماكن أخرى.
مع ما حدث في سبتمبر 2014، من استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء وانزلاق البلاد إلى حرب أهلية، تقول الباحثة، بأنه كان لدى المسؤولين الأمريكيين التركيز الضيق للغاية على مكافحة الإرهاب، وبالتالي فقد أعموا أعينهم عما كان يحدث بالفعل.
وأوضحت "لقد كان هذا دائمًا هو النهج الأمريكي تجاه اليمن، يتعلق الأمر دائمًا بشيء آخر وهما مكافحة الإرهاب أو مواجهة إيران، وخلال الحرب الباردة، كان الأمر يتعلق بمواجهة النفوذ السوفييتي. لا يتعلق الأمر حقًا باليمن نفسه، وما قد يكون مفيدًا لليمن، وما الذي قد يؤدي إلى مجتمع أكثر استقرارًا هناك".
كيف يجب على الولايات المتحدة إعادة توجيه نهجها؟
توكد الباحثة ستارك على ضرورة أن يبدأ صناع السياسات بالتساؤل: كيف يمكن مساعدة اليمنيين على جعل اليمن مكانًا أكثر استقرارًا، مكانًا يشعر فيه الناس بالأمن والأمان ويمكنهم العمل وكسب المال وإطعام ودعم أسرهم.
وبحسب تعبيرها، يمكن أن يسير ذلك في اتجاهات مختلفة، كما لاحظت بأن تغير المناخ سيشكل تحديًا كبيرًا لليمن، فهي دولة فقيرة، ولديها موارد مائية قليلة جدًا.
ما الذي يمكن توقعه مستقبلا؟
تعتقد الباحثة والمؤلفة ستارك أن اليمن قد وصل بالفعل إلى نقطة تحول في الوقت الحالي، حيث يواصل الحوثيون وتيرة هجماتهم على السفن منذ يناير/ كانون الثاني من هذا العام.
وبحسب تعبيرها، بذل الحوثيون قصارى جهدهم لربط تلك الهجمات بالصراع في غزة. لكنها لا تعتقد أنه يمكن بالضرورة أخذ هذا على محمل الجد. ولكن سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان ما يحدث في غزة يؤثر حقاً على تصرفاتهم، وما إذا كانت الوساطة في هذا الصراع قادرة على تهدئة بعض هذه النقاط الساخنة التي ظهرت.
واعتبرت بأن الأمر معقد الآن بسبب ما يحدث مع الحوثيين، والحرب الأهلية في اليمن لم تنته بعد، لكنها قالت بأن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة على مدى السنوات القليلة الماضية كان لها تأثير فضيع فيما وصلت اليه الان.