ازدهرت في مأرب خلال الأشهر الماضية مبادرات الأعراس الجماعية للشباب، والتي اعتبرها عرسان أنها "بمثابة يد حانية تخفف من معاناتهم وتساعدهم في تكوين أسرة".
 
وشهدت مأرب موجة نزوح كبيرة منذ اندلاع الحرب التي القت بظلالها على اليمنيين وفاقمت من الوضع المعيشي، ويوجد فيها نحو مليوني نازح، ومئات المخيمات المنتشرة في المدينة.
 
ويعيش النازحين معاناة مضاعفة، جعلتهم امام ضائقة مالية ووضع اقتصادي صعب وارتفاع تكاليف العرس الأمر الذي جعل اغلب الشباب غير قادرين على الزواج.
 
"صخر خصرم" – أحد الشباب الذين تزوجوا في إحدى المبادرات بمأرب - قال: "أن الشباب يعجزون عن توفير ابسط الحقوق ومنها القدرة على الزواج
 
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، "ان فكرة تكوين أسرة كانت مهمة صعبة للغاية لارتفاع التكاليف ومتطلبات الزواج". وأعتبر أن "مبادرة العرس الجماعي كانت طوق نجاة ومنقذ انتشلهم من وسط حقل من المعوقات ساعدتهم كثيرا على تحقيق حلم كان مستحيل".
 
أشار خصرم "ان المبادرة في مثل هذه الاوضاع اظهرت روح التكاتف والتعاون المجتمعي لتخفيف الأعباء عن كاهل الشباب ومساعدتهم على الارتباط وتكوين أسرة".
 
وأوضح أنها - أي المبادرة -، وفرت عليهم تكاليف كبيرة كان يعجزون عن الايفاء بها، بالإضافة الى حصولهم على دعم مالي اضافة الى مواد غذائية وإيوائية وهذا انجاز ليس سهلاً.
 
 
ويأمل "خصرم" أن تكون هناك فرص عمل لكل الشباب ليتمكنوا من إعالة اسرهم بعد الزواج؛ مالم ستتضاعف المعاناة.
 

دور الجهات المختصة

في ظل النزوح المُر يتلاشى دور الجهات المختصة إزاء مشاكل الشباب ويظهر التكافل المجتمعي لتقديم المساعدة للعرسان فيما يُساهم نسبياً التخفيف من أعباء الزواج.
 
وقال عبد اللطيف الحائطي عضو اللجنة التحضيرية بالعرس الجماعي العرس الذي اقامته أبناء محافظة عمران في مأرب "قمنا بالمبادرة نتيجة الكم الكبير من الشباب تجاوزوا سن الزواج ولم يقدروا على ذلك بسبب ارتفاع تكاليف العرس".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت": "هناك صعوبات واجهتنا لكن بفضل وتعاون الجميع تجاوزناها وحققنا احلام الشباب".
 
وأكد الحائطي "ان اللجنة التحضيرية تكفلت بدفع كل احتياجات العرسان ودفع مبالغ مالية لكل عريس ونأمل أن يكون في المستقبل دعم أكثر".
 
 
تجاوز الظروف

تعد الأعراس الجماعية بمأرب خطة لتجاوز الظروف الاقتصادية القاسية في ظل النزوح واستجابة اولياء الأمور بتخفيض المهور.
 
وبلغت الاعراس الجماعية في مارب أكثر من خمسة اعراس تم فيها تيسير الزواج لعدد 1000عريس وعروسة من مختلف المحافظات.
 
وقال الشاب ربيع الطلقي أحد العرسان المستفيدين "أن مبادرة الاعراس الجماعية فكرة ايجابية وهي فرحة كبرى، وكنت احلم بتكوين اسرة لكن الصعوبات المالية منعتنا، والعرس الجماعي سهل لنا كل الصعوبات ووفر دعم مادي جيد".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت"، "أن أهم ما يميز العرس الجماعي ان اولياء الامور بادروا بتخفيض المهور" داعيا جميع اولياء الأمور بتخفيض المهور بشكل رسمي وليس على مبادرة محددة.
 
 
الحاجة للمبادرات
وتُساعد مبادرات الأعراس الجماعية على كسر حاجز الخوف لدى الكثير من الشباب الذين يحلمون بالزواج، لكنّهم يترددون نتيحه الخوف من المستقبل وتكلفة المعيشية ما بعد الزواج.
 
ورأي الشاب عبد الرحمن الحميدي "أن مبادرة العرس الجماعي خير مثال للتلاحم في أوساط المجتمع في ظل الظروف القاسية التي خلفتها الحرب".
 
وقال في حديث لـ "يمن شباب نت"، "يجب أن تتوسع مبادرات الأعراس الجماعية لتشمل جميع الشباب من مختلف المحافظات".
 
ودعا الحميدي الجهات المختصة والتجار دعم مثل هذه المبادرات للحد من معاناة العازبين وتوفير مساكن ومشاريع تمكنهم من العمل لتلبية متطلبات أسرهم بعد الزواج.
 

دعوات للتفاعل مع المبادرات

تحظى مبادرات الأعراس الجماعية التي تُقام في محافظة مأرب، شعبية واسعة ودعواتٍ للتفاعل معها، وتوسيعها لتشمل كثير من الشباب الذين يحتاجون للمساعدة، وبعث روح الأمل.
 
وقال الصحفي اركان الوافي "أن مثل هذه المبادرات شكلت شعلة أمل للشباب اليمني في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّون بها ونفرح بها أكثر من فرحة العرسان أنفسهم".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت"، "أن التعاون والتكافل الاجتماعي يُساهم بالتغلب على التحديات وتحقيق المستحيل حيث الأعراس الجماعية طوق نجاة للشباب وأحلامهم بهذه الظروف".
 
وخلال تسع سنوات من الحرب توافد النازحين إلى مأرب وكانت تحت ضغط كبير، لا سيما في إطار الاستجابة لاحتياجات الناس، فالمساعدة الإنسانية المتاحة لا تكفي لتلبية هذه الاحتياجات.
 
وتقلصت المساعدات التي يتلاقها النازحون أو اضطروا إلى مشاركتها مع أشخاص آخرين هم في أمس الحاجة لها. وفق تصريح إليزابيث بيجتيلار، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود عام 2022.