وباء "الكوليرا" يعاود الانتشار في اليمن وسط غياب التدخل الإنساني

سارع "خليل صلاح" لاسعاف والدته (جدته) الى أحد مستشفيات مدينة إب، حيث اصيبت بوكعة صحية بشكل مفاجئة ألمت بها يوم السبت الماضي، قبل حلول وقت إفطار الصائمين. لم يكن يعرف أنها أصيب بوباء الكوليرا الذي عاود الانتشار في عدد من المحافظات اليمنية.

وقال لـ"يمن شباب نت"، "عقب وصولنا المستشفى اجرينا الفحوصات الطبية للوالدة، وتبين لنا أن مرض الكوليرا قد أصابها، وقد توفقنا في سرعة اسعافها، فالكوليرا مرض خطير ويحتاج الى سرعة في الوصول الى الطبيب، خصوصا لكبار السن".

وأوضح "ان الوباء بدأ بالتفشي وذلك من خلال مشاهدته للحالات التي وصلت مستشفى "الأمين" حيث وتلك الحالات تعاني من الأعراض التي ظهرت على ودالته.  

و"الكوليرا" أو مرض الإسهالات المائية الحادة هي عدوى معوية حادة تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوثَين ببكتيريا ضمة الكوليرا، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم يتم العلاج، لكن الوصول الفوري إلى العلاج ينقذ الأرواح، ويمكن الوقاية من الكوليرا من خلال توفير المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي.
 

عودة الوباء

وتضاعف الوضع الوبائي في مختلف المحافظات دون تدخل يذكر من السلطات المسؤولة عن القطاع الصحي، وبحسب مصادر طبية فقد تضاعف انتشار "الكوليرا" في صنعاء منذ مطلع شهر رمضان.

وبحسب المصادر فإن مستشفى "الصفاء" في حي شميلة استقبل الأسبوع الفائت 83 حالة مصابة بالكوليرا خلال يوم واحد فقط، وصُنفت حالتهم بالخطرة، حيث تم إدخال معظمهم إلى العناية المركزة، وبحسب المصدر فإن أغلب المصابين هم من الأطفال وكبار السن.  

ويعاني نحو خمسة ملايين طفل يمني من سوء التغذية الحاد، كما يعيش ملايين السكان في حالة الفقر، والمرض، وبات نحو عشرين مليون من السكان بحاجة الى المساعدات، بحسب تقارير الأمم المتحدة.


وفي تدخل عاثر، عقدت وزارتا الصحة والمياه في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، اجتماع ناقش الوضع الوبائي للمرض والتدخلات السريعة لمكافحته، الأمر الذي يعكس مستوى تفشي الوباء في صنعاء.

وبحسب الاعلام التابع لوزارة الصحة بصنعاء فقد طالب الاجتماع "بتفعيل غرفة عمليات الطوارئ المشتركة في المحافظات والاستجابة الفورية من خلال حشد فرق طوارئ المياه والصرف الصحي وفقا للبلاغات والنتائج المخبرية"، لكن ذلك الاجتماع لم يخرج بأي قرارات عملية تواجه الوباء. 

ووفقا لأطباء فإن عودة تفشي وباء الكوليرا مجددا خصوصا في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي يأتي نتيجة الفساد الإداري وتردي الخدمات الصحية، وإمعان المليشيا في تدمير القطاع الصحي، وكذلك التضييق على المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الصحة ونهب مشاريعها لصالح الجماعة.

ويتهم الأطباء المليشيا الحوثية بالوقوف وراء عودة الوباء نتيجة لإهمالها المتعمد لشبكات الصرف الصحي، ونهب المواد الطبية الإغاثية المخصصة لمكافحة الوباء، وعرقلة عمل المنظمات الإنسانية العاملة من خلال التضييق نشاطها.

وأدى نهب مليشيات الحوثي مرتبات موظفي الصحة منذ سبع سنوات، الى تدهور الرعاية الصحية وانهيار أداء المراكز الصحية فضلاً عن تدهور الوضع المعيشي للعاملين في القطاع الصحي. 

كما عملت ميليشيا الحوثي على تعطيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي شمال العاصمة صنعاء والتي تعد البؤرة الرئيسية لتفشي وباء الكوليرا.


أرقام مخيفة

وكانت منظمة الصحة العالمية قد اعلنت تسجيل نحو 508 حالات إصابة بالكوليرا، وحالتَي وفاة خلال أول شهرين من العام الحالي، الأمر الذي ضاعف معاناة المدنيين خصوصا الذين يقطنون مخيمات النزوح.

وأفادت إن إجمالي الحالات التراكمية المسجلة للإصابة بالكوليرا في اليمن، بلغ 4312 حالة، مع 16 حالة وفاة مرتبطة بالمرض، وذلك خلال الفترة بين 1 يناير (كانون الثاني) 2023، وحتى نهاية فبراير (شباط) 2024.

وفي تقرير سابق لها، أعلنت الصحة العالمية تسجيل أكثر من 8 آلاف حالة إصابة، منها 21 حالة وفاة؛ نتيجة مرض الكوليرا في اليمن خلال عام 2023.

 وتوصل باحثون في معهد ويلكوم سانغر البريطاني ومعهد باستور الفرنسي من خلال استخدام تقنيات التسلسل الجيني، إلى أن سلالة الكوليرا التي تفشت في اليمن ظهرت في شرق أفريقيا، ونقلها مهاجرون إلى اليمن.


الوقاية والعلاج

يقول الدكتور علي الخطيب، اخصائي باطنية إن وباء "الكوليرا" مرض بكتيري عادة ما ينتشر عن طريق الماء الملوث، ويتسبب في الإصابة بإسهال وجفاف شديدين، ويمكن أن يؤدي للوفاة في حال التأخر عن العلاج لا سمح الله.

ومن الأعراض التي تظهر على المريض "الاسهال، الغثيان والقيء، الجفاف، العطش الشديد، تقلصات مؤلمة في الأطراف أو البطن أو الصدر"، بحسب الطبيب الخطيب الذي تحدث لـ"يمن شباب نت".
 
وعن العلاج والوقاية يقول الخطيب يمكن علاج ذلك من خلال "تعويض السوائل والاملاح المفقودة فورا، وشرب كميات كبيرة من السوائل مصحوبة بمحلول الإرواء الفموي"، وقد يتطلب للحالات الشديدة حقنها بالسوائل عن طريق الوريد". 

وللوقاية من الوباء نصح بـ "غسل اليدين بالماء والصابون وخاصة قبل اعداد الطعام وقبل الاكل، جمع القمامة في اكياس مغلقة وتركها في المكان المخصص لها، غسل الفواكه والخضروات قبل اكلها، طبخ الطعام جيدا، شرب المياه المعقمة".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر