يواجه كثير من سكان محافظة تعز تحديات وصعوبات كبيرة في توفير متطلبات شهر رمضان الكريم، في ظل الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على المدينة الواقعة جنوب غربي اليمن، منذ أكثر من تسع سنوات.
وأدى الحصار إلى مضاعفة معاناة السكان الذي يزيد عددهم عن أربعة ملايين نسمة، إذ تشهد الأسواق ارتفاعًا كبيرًا في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، خاصة مع تراجع قيمة العملة الوطنية.
وفيما يرجع التجار ارتفاع الأسعار، إلى ارتفاع تكاليف النقل بسبب إغلاق مليشيات الحوثي للطرق الرئيسية، يتهم مواطنون التجار بالمبالغة بالأسعار، متهمين إياهم بـ"الاستغلال والجشع"، في ظل غياب الرقابة الحكومية.
ويتزامن هذا الارتفاع مع تراجع نسبة المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية الإغاثية الدولية العاملة في المحافظة التي كان يعتمد عليها كثير من المواطنين خصوصا النازحين من المحافظات الأخرى.
وقال المواطن، (حسن محمد ـ 45 عاما) نازح وموظف حكومي من محافظة الحديدة لـ"يمن شباب نت" إن المعاناة زادت في هذا العام، وتكاليف المعيشة فاقت قدرته بسبب انقطاع الراتب الحكوميّ.
وأضاف أنه في الأعوام الماضية كان يحصل على سلل غذائية من المنظمات بما تكفي لتغطية احتياجاته، لكن منذ عام انقطع دعم المنظمات والمبادرات، إذ لم يتبقَ إلا منظمة كير تأتي كل أربعة أشهر.
استغلال التجار
ويشكو مواطنون من استغلال التجار وجشعهم، في رفع أسعار المواد الاستهلاكية، الأمر الذي أدى إلى تخليهم كثير من المواد الغذائية الضرورية في شهر رمضان.
وقال المواطن حلمي مرعي لـ "يمن شباب نت" إن هناك استغلال كبير في تسعير السلع الغذائية. في اليوم الأول سعر وفي اليوم التالي سعر آخر، مشيرا إلى أن هذا الاستغلال يحدث كل عام قبيل رمضان في ظل غياب تام للجهات الرقابية في السلطة المحليّة.
وأكدت أمة الرحمن (ربة منزل) هي الأخرى، أن هناك العديد من السلع ارتفع اسعارها بشكل كبير جدًا قبل حلول شهر رمضان، لا تتناسب مع دخل الفرد في المجتمع، مشيرة إلى أن هناك الكثير من السلع الغذائية يبالغ التجار في أسعارها.
وقالت لـ "يمن شباب نت"، "إنه في الآونة الأخيرة لجأ المواطنين لشراء السلع التي تباع على أرصفة الشوارع رغم أنها قريبة الانتهاء لأن هذا الحل الأنسب في الوقت الحالي بسبب ارتفاع الأسعار".
تضامن مجتمعي
في مقابل ذلك، تزدهر الأنشطة الخيرية في شهر رمضان والتي تعكس روح التضامن والتكافل المجتمعي في مدينة تعز، حيث تنشط المنظمات المحليّة والمبادرات الشبابية لتقديم المساعدات الإنسانيّة التي تحتوي على المواد الغذائية الأساسيّة لتلبية احتياجات الأسر الفقيرة والمحتاجين.
وتلعب المؤسسات والجمعيات الخيرية دورًا هامًا في تقديم المساعدة حيثُ تنظم وجبات إفطار جماعية في شوارع ومساجد المدينة للصائمين من الفقراء وعابري السبيل.
وتقول نسرين حميد مديرة مبادرة إنسان لـ "يمن شباب نت" "إن رمضان يأتي حاملاً خيره ورزقه للضعفاء ويسخر الله جنود أرضه لرعاية هذه الفئة وتقديم العون، مهما ارتفعت الأسعار وصعب توفير أبسط الإمكانيات فبتعاون الجميع يتخفف الحمل الثقيل".
وأضافت "أنها فخورة بالضمير الإنساني، رغم كل شيء سلبي ما زالوا يسعون لنجاح أي عمل يُطرح أمامهم وأثبتوا أن التعاون هو العمود الأول لاستمرار الخير، مشيرة إلى أن المبادرة تستهدف كل الفئات شاملة الأطفال.
وأشارت نسرين إلى أن برامج وخطط مبادراتها لشهر رمضان، تشمل مساندة أكثر من 50 أسرة بسلة رمضانية بسيطة، بالإضافة إلى مساعدات مالية وفعاليات رمضانية ترفيهيه.
ويهدف العمل الخيري إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للأسر المعدمة وتوفير دعم شامل لتحسين وضعهم المعيشي، وفي سياق الحديث، يقول ضياء إسماعيل المدير التنفيذي لمنظمة الشباب التمكين لـ "يمن شباب نت" إن أبناء مدينة تعز يواجهون تحديات ومعاناة صعبة في ظل غياب الدولة وحصار مليشيا الحوثي.
وأضاف بأن المنظمة تعمل على تحديد الأولويات واختيار المستفيدين، رغم أن الأمر صعبًا ومعقدًا في هذا الوقت الذي يعاني منه أبناء ونازحي المحافظة جراء الحرب الدائرة في البلاد.
وأشار ضياء في حديثه مع "يمن شباب نت" إلى أن المنظمة تقوم بتجهيز وتوزيع سلال غذائية للأسر المعدمة، تحتوي على مجموعة متنوعة من المواد الغذائية الأساسية حيثُ يساهم ذلك في توفير استدامة الطعام للأسر وتحسين ظروفهم في هذا الشهر الكريم.
وأوضح، أن المنظمة تعمل على توزيع وجبات إفطار للأسر المعدمة، يهدف ذلك إلى تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية وضمان حصولهم على وجبة صحية في هذا الشهر.