حذر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، من أن الولايات المتحدة تعتزم شن مزيد من الضربات على الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات ضد 36 هدفا للحوثيين في اليمن، بعد يوم من قيام الجيش الأمريكي بضرب الجماعات المدعومة من طهران في العراق وسوريا ردا على هجوم مميت على القوات الأمريكية في الأردن.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، لبرنامج Meet the Press على شبكة NBC: "نعتزم شن ضربات إضافية وإجراءات إضافية، لمواصلة إرسال رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة سترد عندما تتعرض قواتنا لهجوم، وعندما يُقتل شعبنا".
وقال البنتاغون إن ضربات السبت في اليمن أصابت منشآت تخزين أسلحة مدفونة وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وقدرات أخرى استخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن في البحر الأحمر، مضيفا أنها استهدفت 13 موقعا.
وتتزامن الضربات في اليمن مع حملة الانتقام الأمريكية الجارية بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في غارة بطائرة بدون طيار شنها مسلحون مدعومون من إيران على موقع في الأردن.
وبينما يقول الحوثيون إن هجماتهم تأتي تضامنا مع الفلسطينيين، فإن الولايات المتحدة وحلفائها يصفونها بأنها عشوائية وتشكل تهديدا للتجارة العالمية.
وشنت الولايات المتحدة أكثر من اثنتي عشرة ضربة جوية ضد أهداف للحوثيين في الأسابيع القليلة الماضية.
وتخلت خطوط الشحن الرئيسية إلى حد كبير عن ممرات الشحن في البحر الأحمر واتجهت إلى طرق أطول حول أفريقيا.
وأدى ذلك إلى زيادة التكاليف، مما أدى إلى تغذية المخاوف بشأن التضخم العالمي، وفي الوقت نفسه حرمان مصر من عائدات أجنبية مهمة من استخدام قناة السويس.
وبحسب نيويورك تايمز، تعد الهجمات الأخيرة ثاني أكبر هجوم منذ أن ضرب الحلفاء أهداف الحوثيين لأول مرة في 11 يناير/كانون الثاني. وجاءت بعد أسبوع كان فيه الحوثيون متحديين بشكل خاص، حيث أطلقوا عدة طائرات هجومية بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية على السفن التجارية والسفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وحذرت الولايات المتحدة والعديد من حلفائها الحوثيين مرارا وتكرارا من عواقب وخيمة إذا لم تتوقف الهجمات. لكن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة فشلت حتى الآن في ردع الحوثيين عن مهاجمة ممرات الشحن من وإلى قناة السويس والتي تعتبر بالغة الأهمية للتجارة العالمية.
واعتبرت النيويورك تايمز بأن الضربات خلال اليومين الماضيين تمثل تصعيدا، برغم تأكيدات إدارة بايدن أنها لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب في المنطقة.
وقال مسؤولون إن الضربات في اليمن من حيث نطاقها كانت تقريبًا بحجم الهجمات الأمريكية والبريطانية التي وقعت في 22 يناير/كانون الثاني، لكنها أصغر من الهجمات التي وقعت في 11 يناير/كانون الثاني.
ووفق الصحيفة، تحاول إدارة بايدن تقليص قدرة الحوثيين على تهديد السفن التجارية والسفن العسكرية دون قتل أعداد كبيرة من المقاتلين والقادة الحوثيين، الأمر الذي قد يطلق المزيد من الفوضى في حرب آخذة في الاتساع.
وقال ستايسي فيلبريك ياداف، المتخصص في شؤون اليمن في كليتي هوبارت وويليام سميث: "لا أرى كيف تحقق هذه الضربات الجوية الأهداف الأمريكية أو تتجنب المزيد من التصعيد الإقليمي".
وأضاف: "على الرغم من أنها قد تؤدي إلى إضعاف قدرات الحوثيين على المدى القصير، فقد تعهدت قيادة الجماعة بمواصلة هجماتها في البحر الأحمر والانتقام ردًا على هذه الضربات الجوية".
وجاءت ضربات يوم السبت في الوقت الذي بدأ فيه الجيش الأمريكي تقييم عشرات الضربات الجوية التي نفذها ليلة الجمعة والتي أصابت 85 هدفًا في سبعة مواقع في العراق وسوريا.