يقول "مبخوت بن حمد" (٢٨عاماً) وهو أحد أبناء مأرب، أنه يشعر بالانتماء للقضية الفلسطينية منذ طفولته، رغم أن منتصف عُمرة مضى واليمن تعيش حالة من عدم الاستقرار في ظل استمرار الحرب في البلاد.
 
وقال: "لا أحد من قبائل مأرب باختلاف انتماءاتهم يشكك في عدالة القضية الفلسطينية، وكلنا نشعر بالألم من حرب الابادة التي يمارسها الصهاينة ضد إخواننا في غزة، ومستعدون لمساندتهم بأرواحنا".
 
وخلال الأشهر الماضية، كانت مأرب من أبرز المحافظات اليمنية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني ضد ما يتعرض له من حرب إبادة جماعية في غزة يشنّها الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
 
وتنوّعت صور التضامن الشعبية والرسمية في محافظة مأرب، بين الوقفات الاحتجاجية، وفعاليات جمع التبرعات العينية والنقدية، وبيانات التضامن السياسية. إضافة إلى الكتابات المساندة على مواقع التواصل الاجتماعي للسياسيين والنشطاء وكافة المواطنين.
 

قضيتنا الاولى

ومنذُ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شهدت مدينة مأرب أزيد من ٢٠ مسيرة ووقفةٍ احتجاجية، شارك فيها آلاف الشباب والرجال والنساء والأطفال، منددة بجرائم الحرب والإبادة الجماعية الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
 
زكريا البحري، أحد سكان مدينة مارب المشاركين في المسيرات والوقفات الاحتجاجية الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الذي ما يزال مستمراً حتى الآن.
 
قال في حديثه لـ "يمن شباب نت"، إن "القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى". منتقداً مواقف القادة العرب تجاه الإبادة الجماعية في غزة.
 
رغم ذلك، قال: نقوم بنشر صوت الفلسطينيين إلى العالم ونعرض قبح الكيان الصهيوني ووحشيته تجاه إخواننا الفلسطينيين، وهذا أقل ما نستطيع فعله تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض له للاضطهاد والاحتلال الصهيوني".
 
وعن أهداف المسيرات والوقفات الاحتجاجية، قال زكريا، لـ"يمن شباب نت" إنها تأتي في إطار لفت انتباه العالم تجاه الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل. وأيضاً لدعم القضية الفلسطينية والدفع نحو حل عادل لها".
 

ويردد المتظاهرون هتافات تدعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي، وبناء دولته المستقلة، والعيش بحرية وكرامة. وتدعوا بياناتها الشعب اليمني والشعوب العربية والإسلامية لمزيد من الضغط لمساندة شعب فلسطين وقضيته العادلة.
 
والأهم - وفق زكريا - هو التعبير عن الغضب والرفض لما يتعرّض له الأطفال والنساء والأبرياء في غزة والضفة من قتل وتجويع ممنهج. مؤكداً أهمية الوقفات الاحتجاجية في تعزيز الضغط لاتخاذ مواقف فعالة لإنهاء الحرب المدمّرة واستعادة الحق الفلسطيني.
 
وقال: "نعلم أن الطريق إلى تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية طويل وصعب، ولكننا مصممون على الاستمرار في النضال حتى تحقيق النصر، ونأمل أن نرى يومًا ما دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
 
وباتت أحداث الحرب الصهيونية على قطاع غزة، حاضرة يوميا في حياة سكان مدينة مأرب بما فيها الأفراح، ويرفع العلم الفلسطيني وصور زعماء المقاومة الفلسطينية، وأبرزهم قادة كتائب عزالدين القسام، بالإضافة الى الشال الفلسطيني الذي أصبح ارتداؤه على نطاق واسع.
 

مناصرة ودعم مالي

وقال ذياب العباب، رئيس جمعية الأقصى في مأرب، إن الشعب اليمني داعم للقضية الفلسطينية منذ لحظاتها الأولى، مشيدًا بما أظهروه من مواقف تجاه العدوان الإسرائيلي الأخير رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
 
وأضاف في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت"، إنه "منذ بدء العدوان على غزة أطلقت جمعية الأقصى حملة لمناصرة ودعم غزة تحت عنوان "كن سنداً لهم"، وذلك من خلال اقامة العديد من الأنشطة، والفعاليات الجماهيرية، لكل الفئات والقطاعات في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، بما فيها محافظة مأرب".
 
وأوضح "أن الحملة توزعت ما بين مهرجانات ووقفات ومسيرات وأمسيات فنية وشعرية واطباق خيرية، وبازارات وإذاعات مدرسية، ومعارض صور، ودعم اي جهة تقيم نشاط لدعم غزة بالإعلاميات وغيرها".
 
موضحًا أن هذه الأنشطة والفعالية نتج عنها "جمع وتحويل قرابة 500 ألف دولار لدعم غزه في الجوانب الصحية، والمستشفيات والمعونات المالية والغذائية الإيوائية للمهجرين والنازحين".
 

وقال العباب، إن "هناك تفاعل كبير من قبل كل فئات المجتمع رسمي وشعبي رجال ونساء.. تجار ونازحين في الخيام، وأن التجار في محافظة مأرب أطلقوا حملة كبيرة لدعم غزة واستطاعوا جمع ما يقارب 80 مليون ريال يمني".
 
وأشاد العباب، بجهود حرائر اليمن في مأرب. وقال إنهن أطلقن حملة لجمع 1000 قطعة ذهبية وتم جمعها جمع 2 كيلو من الذهب. وكذلك مخيمات النازحين قدمت ملايين الريالات في صورة رائعة جداً لمواساة إخوانهم في غزة رغم تطابق المعاناة".
 

مارب الأعلى دعماً

من جانبه، قال رئيس جمعية الأقصى في اليمن عبد الله عمر الحماطي، "إن محافظة مأرب هي الأعلى بين المحافظات اليمنية من حيث الدعم للقضية الفلسطينية".
 
وقال في حديث لـ"يمن شباب نت"، "أن الدعم الشعبي المقدم لفرع الجمعية في مارب وصل إلى مستويات متقدمة عن بقية الفروع في المحافظات الأخرى، حيث بلغ 700 مليون ريال خلال الفترة من 7 اكتوبر 2023 إلى 14 يناير 2024".
 
وأشاد بتظافر الجهود الشعبية من عامة الناس في مأرب ومن رجال الأعمال والتجار في المحافظة" وقال: "إن الشعب اليمني من أكثر الشعوب العربية حباً ودعما للقضية الفلسطينية".
 
وخلال السنوات الماضية، تعرّضت مدينة مأرب ومخيمات النازحين فيها لقصف حوثي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرّة، وسقط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح معظمهم نساء وأطفال.
 
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً وحشية ومدمّرة على قطاع غزة ووفق وزارة الصحة في غزة، فأن الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي على غزة وصلت إلى 25 ألفاً و900 شهيد، إضافة إلى 64 ألفاً و110 إصابات، في آخر تحديث للأرقام الخميس 25 يناير/ كانون أول 2024.