على مدى الأسبوعين الماضيين، صعّد الحوثيون، الميليشيا المدعومة من إيران والتي تسيطر على جزء كبير من شمال اليمن، هجماتهم الدولية بشكل كبير.في 19 نوفمبر، شنت المجموعة غارة بطائرة هليكوبتر على سفينة شحن تديرها اليابان ومملوكة لإسرائيل، جالاكسي ليدر، واحتجزت جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 كرهائن. 
 
وترسو السفينة جالاكسي ليدر حاليًا قبالة ميناء الحديدة، وهو ميناء يسيطر عليه الحوثيون على ساحل البحر الأحمر، ولا يزال جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 شخصًا محتجزين لدى الحوثيين.
 
في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، في أعقاب محاولة اختطاف فاشلة لسفينة أخرى، سنترال بارك، هذه المرة في خليج عدن، أطلق الحوثيون زوجًا من " الصواريخ الباليستية " في اتجاه المدمرة الأمريكية، يو إس إس ماسون، التي ردت على الهجوم. وكان الخاطفون المحتملون صوماليين، ومن غير الواضح ما إذا كانت هناك أي روابط بين القراصنة والحوثيين. .
 
إن تهافت الحوثيين باتجاه القرصنة السياسية، الذي يهدد الشحن الدولي ومن المرجح أن يزيد التأمين على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، يضع الولايات المتحدة أيضًا في موقف صعب دون الكثير من الحلول الواضحة.
 
وفي الوقت الحالي، فإن الولايات المتحدة عالقة في وضع رد الفعل ، حيث ترد على الهجمات الفردية. على سبيل المثال، احتجزت السفينة يو إس إس ماسون الصوماليين الخمسة الذين حاولوا الاستيلاء على سنترال بارك، وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أسقطت السفينة يو إس إس كارني طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين اعتبرتها تهديدًا للسفينة.
 
لكن هذه مناورات مضادة من غير المرجح أن تردع الحوثيين عن الاستيلاء على المزيد من السفن أو تنفيذ المزيد من الضربات في المستقبل.
 
يبدو أن الولايات المتحدة لديها ثلاثة خيارات رئيسية عندما يتعلق الأمر بالرد على هجمات الحوثيين في المياه الدولية: يمكنها إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، أو تنفيذ ضربات عسكرية محدودة، أو متابعة مزيج من الاثنين معا. والمشكلة هي أن أياً من هذه الخيارات من غير المرجح أن تحقق الغايات المرجوة.
 
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد استيلاء الحوثيين على جالاكسي ليدر، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة تراجع " التصنيفات الإرهابية المحتملة" للحوثيين.
 
وستكون هذه هي المرة الثانية التي يُدرج فيها الحوثيون على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. ووضعت إدارة الرئيس دونالد  ترامب الحوثيين على القائمة قبل أقل من أسبوع من ترك الإدارة لمنصبها، ثم قامت إدارة الرئيس جوزيف آر بايدن الابن بعد ذلك بإزالة الجماعة من القائمة بعد أن خلصت إلى أن التصنيف كانت له كلفة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن دفعها مقابل تأثير ضئيل جدًا.
 
في المقام الأول، كانت إدارة بايدن قلقة بشأن الآثار الإنسانية المترتبة على التصنيف والارتفاع الكبير في الوفيات التي يمكن الوقاية منها. وبما أن الحوثيين هم السلطة الحاكمة في شمال اليمن، قامت المنظمات الإنسانية بتجميد المساعدات أو تأخيرها خوفاً من مخالفة العقوبات الأمريكية.
 
كما جادل العديد من المراقبين، بما في ذلك كاتب المقال، بأن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية سيكون له تأثير ضئيل على قادة الحوثيين، وبالتأكيد لن يردع الجماعة عن الأعمال العدوانية. ويخضع عبد الملك الحوثي وغيره من الشخصيات الرئيسية في الحركة لعقوبات دولية منذ سنوات، ولم تفعل شيئاً للحد من تصرفات الحوثيين.
 
ومن المرجح أن تؤدي إعادة تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين بالمثل إلى إيذاء الأشخاص الخطأ ولن تفعل شيئًا لردع الهجمات المستقبلية.
 
الخيار الأساسي الآخر أمام الولايات المتحدة هو توجيه ضربات عسكرية محدودة. وهذا، على سبيل المثال، هو الخيار الذي اختارته إدارة باراك أوباما عام 2016، بضرب ثلاثة مواقع رادار تابعة للحوثيين بعد أن استهدفت الجماعة مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية. كما استخدمت إدارة بايدن ضربات انتقامية في سوريا والعراق في الأسابيع الأخيرة، ولكن فقط بعد استهداف القوات الأمريكية بشكل مباشر.
 
الحوثيون، على الرغم من كل خطاباتهم، لم يستهدفوا بعد القوات الأمريكية. وحتى لو قام الحوثيون في نهاية المطاف بضرب القوات الأمريكية، كما هددوا بالقيام بذلك، فمن غير الواضح ما هو تأثير أي ضربات انتقامية على سلوك الجماعة في المستقبل.
 
حيث نفذت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة غارات جوية على الحوثيين منذ عام 2015 دون تحقيق نتائج إيجابية تذكر. والسؤال الرئيسي بالنسبة للولايات المتحدة في هذه اللحظة هو أين يمكن رسم الخط الفاصل؟ فهل ترد فقط عندما يستهدف الحوثيون الأصول الأمريكية بشكل مباشر، أم أن القرصنة والاستيلاء على السفن تستلزم عملاً عسكرياً؟
 
كيف توازن الولايات المتحدة بين الحاجة إلى التصدي لسلوك الحوثيين التصعيدي والحذر المناسب من الانجرار إلى صراع آخر في الشرق الأوسط؟ وكما أظهر العقدان الماضيان، فإن بدء هذه المعارك غالباً ما يكون أسهل بكثير من إنهائها.
 
لدى الولايات المتحدة قواعد جيدة للتعامل مع الدول القومية والجماعات الإرهابية. لكن الحوثيين ليسوا كذلك. والجماعة عبارة عن خليط هجين من الاثنين – وهي حركة ميليشيا تسيطر على الدولة في شمال اليمن. وواشنطن ليس لديها إجابة لذلك. وببساطة، لم تقم الولايات المتحدة بتطوير ردود كافية للتعامل مع الجماعات الهجينة مثل الحوثيين.
 
المصدر: معهد دول الخليج العربي بواشنطن – ترجمة: يمن شباب نت