نشرت وكالة بلومبيرج الأمريكية مقالا لكاتب العمود جيمس ستافريديس اعتبر فيه وقف إطلاق النار في غزة نصراً عسكرياً كبيراً لحركة حماس التي قال إنها ستخدم الهدنة لإعادة الإمداد، ونقل القوات وتحسين الخدمات اللوجستية.
 
وقال ستافريديس، -وهو أدميرال متقاعد من البحرية الأمريكية، والقائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي في- في المقال الذي ترجمه "يمن شباب نت"، إنه برغم أن الحكومة الإسرائيلية وافقت بشكل مفهوم على تمديد فترة التوقف من أجل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، إلا أنها تحتاج إلى أن تكون واضحة الرؤية من منظور عسكري بشأن التكاليف. أي ما هي التداعيات على الجيش  الإسرائيلي؟
 
ويستذكر المقال ما وصفه بالمسار الطويل والمؤلم للحرب الأمريكية في فيتنام، حيث كانت هناك لحظات أبطأت فيها واشنطن عمليات القصف لتسهيل المناقشات الدبلوماسية في باريس لتستفيد فيتنام الشمالية من فترات التوقف تلك.
 
وقال الكاتب إن حماس، -على غرار الفيتناميين-، ستستغل الشعور بالإرهاق من الحرب في الولايات المتحدة وأوروبا وسوف تستغل هذا التوقف لشحذ حملة حرب المعلومات وتعزيز الحجج المؤيدة لوقف إطلاق نار واسع النطاق من شأنه أن يعيد الوضع الراهن إلى ما قبل الحرب، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لإسرائيل.
 
وبحسب المقال، "ستكون حماس أيضًا قادرة على نقل قواتها باستخدام نظام الأنفاق الذي يبلغ طوله 300 ميل". كما ستسمح فترات التوقف أيضًا بحركة الذخيرة ومواد صنع القنابل التي سيتم استخدامها في صنع الأجهزة المتفجرة المرتجلة دون عوائق.
 
إذ ستعيق هذه الأفخاخ قوات الجيش الإسرائيلي عندما تتحرك لتعزيز مواقعها، ومحاولة العثور على الرهائن، والبدء في محو مجمعات الأنفاق (من خلال الفيضانات أو المتفجرات المستهدفة).
 
وأضاف الكاتب بأن معرفة أن بعض الرهائن سيظلون في أيدي حماس سوف يبطئ الجيش الإسرائيلي ولكنه لن يوقف هذه العمليات في النهاية؛ ومع ذلك، كلما طال أمد وقف إطلاق النار، كلما زاد الوقت المتاح لحماس للاستعداد.
 
ووفقاً للمقال "يصب التأخير دائمًا في صالح المدافعين الأضعف في الصراع العسكري". ورغم أن إسرائيل قد تستفيد إلى حد ما من الحرب الدعائية على مستوى العالم (والتي تخسرها بشدة)، فمن الناحية القتالية البحتة تعتبر هذه التوقفات أكثر قيمة بالنسبة لحماس.

المصدر: بلومبيرج