في عام 2021 أجرت إسرائيل ترقية عالية التقنية لـ "الجدار الحديدي" حول قطاع غزة، بقيمة مليار دولار للمساعدة في حماية الإسرائيليين من تهديد العنف المسلح. ومع ذلك، في 7 أكتوبر من هذا العام، تمكنت حماس من استغلال نقاط الضعف في التكنولوجيا وتنفيذ أسوأ هجوم منفرد في تاريخ إسرائيل.
وكشف تحليل لصحيفة واشنطن بوست «Washington Post» كيف تمكن مقاتلو حماس من إبطال مفعول أجهزة استشعار الجدار، والكاميرات بعيدة المدى، وأسلحة التحكم عن بعد، ومن ثم اختراق السياج الذي يبلغ ارتفاعه 20 قدماً والذي يفصل غزة عن إسرائيل لسنوات.
وفي فيديو نشرته، تظهر الصحيفة أن المقاتلين انطلقوا من غزة فجراً، وبينما كانوا في طريقهم إلى السياج أطلقوا وابلاً من الصواريخ عليه.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، تم إطلاق أكثر من 3000 صاروخ، من المرجح أن تشتت انتباه الجيش، كما يوضح الفيديو. وفي تلك الأثناء، تمكن مقاتلو المقاومة الفلسطينية (حماس) من الطيران المظلي فوق الحاجز تحت غطاء الصواريخ.
وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة بعد الهجوم أن المسلحين تم تدريبهم على تنفيذ عمليات الدخول بالمظلات.
وبعد القصف الأولي، كانت المرحلة التالية من العملية هي قطع الاتصالات التي تربط نظام المراقبة الإسرائيلي. وقد تم بالفعل تخفيض قدرة إسرائيل على رؤية السياج جزئيًا لأن ثلاثة من بالونات المراقبة السبعة المستخدمة لمراقبة النقاط الساخنة على طول السياج كانت خارج الخدمة لأن كاميراتها القديمة كانت بحاجة إلى إصلاحات.
وفي صباح يوم الهجوم، قام مقاتلو حماس بقطع أحد البالونات. وتظهر مقاطع فيديو حماس هجمات على ما لا يقل عن سبعة أبراج مراقبة وأسلحة مهمة على طول السياج.
وبحسب الصحيفة، كانت حماس تقوم منذ سنوات بجمع بيانات حول المواقع الأكثر حساسية التي يمكن مهاجمتها. ويظهر الفيديو في كثير من الأحيان أن المعلومات تأتي من عمال يوميين فلسطينيين حصلوا على تصريح للعمل في إسرائيل.
واستخدمت حماس أيضًا طائرات بدون طيار لمهاجمة الأبراج، كما يظهر في مقاطع الفيديو التدريبية التي تظهر المقاتلين وهم يتعلمون كيفية استخدامها لإسقاط المتفجرات. كما استخدم المقاتلون الذخائر لإحداث ثقوب في السياج، مما سمح لهم بالعبور.
واستند فحص الصحيفة إلى مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية مسجلة على كاميرات أجسام المسلحين ولقطات من كاميرات الأمن الإسرائيلية، بالإضافة إلى إفادات الشهود ووثائق التخطيط الذين زعم التحليل بأنه تم الحصول عليها من مقاتلي حماس الذين قتلوا خلال الهجوم.
وشمل الفحص لقطات تظهر 14 خرقا منفصلا للحاجز، ومن خلال مقارنة اللقطات مع الخرائط وصور الأقمار الصناعية، تمكن الصحفيون من إظهار مكان حدوث الاقتحامات.
وفي الوقت نفسه، تم نشر مقاطع فيديو تدريبية تظهر مسلحين يهاجمون مجمعات إسرائيلية وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي لعدة أشهر، وخلص باحثو واشنطن بوست أن حماس قامت بتوسيع معسكرات التدريب لعدة سنوات.
علاوة على ذلك، أظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بمجرد بدء الهجوم أن مقاتلي حماس تم تدريبهم لعدة أشهر على التكتيكات التي سيستخدمونها لاختراق السياج.
وقال تشارلز فريليتش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل "نظراً لأن إسرائيل لم تكن تعتقد أن حماس قادرة على اختراق السياج، "فإننا لم نتوقع حدوث ذلك".
ويرفض مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التعليق. حيث يتعرض نتنياهو لضغوط للاستقالة بسبب الإخفاقات الاستخباراتية والأمنية.