وصفت مجلة "إيكونوميست"، ما تمر به إسرائيل في حربها على قطاع غزة بـ"المعضلة القاتلة" والتي تتفاقم مع استمرار الحرب، وتساءلت عما إذا كانت ستمنح الأولوية للنصر أم المدنيين أم الرهائن أم لعلاقاتها مع أميركا؟
 
وقالت المجلة البريطانية «Economist» في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت"- "أن الدعم الغربي للحملة الإسرائيلية يتراجع لكن أمريكا، الحليف الأقرب لإسرائيل، لم تطالب بعد بوقف إطلاق النار، لذا فإن الجيش الإسرائيلي يحاول استغلال الوقت".
 
ومع ذلك، فقد وصل الجيش الإسرائيلي إلى نقطة في حملته حيث أصبحت أهداف الحكومة الإسرائيلية المعلنة - تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس وإنقاذ الرهائن الـ 239 الذين ما زالوا محتجزين في غزة - في توتر متزايد.
 
في الأيام الأخيرة، تركز الاهتمام بشكل كبير على المستشفيات في وسط غزة، وخاصة مستشفى الشفاء، أكبرها. لقد أصبحت هذه تجمعات، ليس فقط للجرحى، ولكن أيضًا لآلاف المدنيين الذين بقوا في المدينة، والذين يحتمون في محيطها.
 
ووفق التقرير، تعتقد المخابرات الإسرائيلية أن المستشفيات تقع أيضًا في المكان الذي يقع فيه المقر الرئيسي لحركة حماس تحت الأرض. وقد اتهم العاملون في مستشفى الشفاء إسرائيل بإطلاق النار عليهم والتسبب في وفاة المرضى من خلال قطع الكهرباء عن المستشفى.
 
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الأمر بشن هجوم نهائي على المستشفيات التي يزعمون إنها مقرات لحماس لم يأت بعد من حكومة الحرب برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. لكن في اليوم نفسه، صرح جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، لشبكة سي بي إس نيوز، أن بلاده "لا تريد رؤية معارك بالأسلحة النارية في المستشفيات، حيث يقع الأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية في مرمى النيران".
 
وبحسب التقرير، السبب الرئيسي لتردد حكومة الاحتلال هو الأمل في التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن. حيث تصر   إسرائيل على إطلاق ما لا يقل عن مائة.
 
وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح بعض السجناء الفلسطينيين – التي تحتجز 4450 منهم في سجونها (زاد هذا الرقم خلال الشهر الماضي بحملات اعتقال في الضفة) – وتسمح بدخول المزيد من الإمدادات، بما في ذلك الوقود، إلى غزة. وأشار التقرير إلى "استمرار محادثات غير مباشرة حول أي نوع من الصفقة في قطر ومصر".
 
ولكن الكلمة الأخيرة - وفق المجلة البريطانية - ستكون لزعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي يعد الهدف الرئيسي لإسرائيل. ومن غير الواضح ما إذا كان أي اتفاق من شأنه أن يؤجل محاولة الجيش الإسرائيلي تدمير أي منشآت تابعة لحماس بالقرب من المستشفى أو أسفله كما يزعم الاحتلال، وهو ما يستبعد التقرير تخلي الاحتلال عنه.
 
ومع استمرار المفاوضات المتوترة، تحاول إسرائيل حث أكبر عدد ممكن من المدنيين المتبقين داخل مدينة غزة، والذين يعتقد أن عددهم حوالي 100.000، على المغادرة إلى الجنوب أيضًا.
 
لكن رفض الحكومة الإسرائيلية الالتزام بأي شكل من أشكال السيطرة الفلسطينية على غزة بعد الحرب يؤدي أيضاً إلى تقويض الدعم الدولي لحملتها.
 
وأوضحت إدارة بايدن بالفعل أنها تريد أن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة بمجرد انتهاء القتال، وهي تعمل على تحقيق مثل هذا المستقبل. ويبدو أن نتنياهو، الذي يتراجع دعمه الشعبي، أكثر قلقا بشأن التشبث بقاعدته القومية المتقلصة من الاستعداد لمصير القطاع إذا تمت إزالة حماس من السلطة.
 
ومع ذلك، وفي إشارة إلى أنه قد لا يبقى في منصبه إلى الأبد، يعمل المسؤولون الإسرائيليون بهدوء بالفعل على وضع خطط لجعل غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.