رأت الغارديان البريطانية بأن رؤية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الغامضة لغزة بعد الحرب "قد تفتح فصلاً جديداً من العنف"، من جانبها ردت حركة حماس أن حديث الولايات المتحدة عن عدم وجود مكان للحركة في مستقبل قطاع غزة، بالتأكيد "سنظل فاعلا رئيسيا بمستقبل غزة رغما عن أميركا وإسرائيل".
وفي تحليل – ترجمة "يمن شباب نت" – لفت إلى، أن نتنياهو يقترح ما لم يكن من الممكن تصوره في السابق بشأن تولي الاحتلال الإسرائيلي "مسؤولية الأمن في أراضي غزة" المكان الذي أصبح نصفه مدمراً بالفعل، ويبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
ووفق تقرير للصحيفة «The Guardian»، فإن ما يدور في ذهن نتنياهو بالضبط لا يزال غير واضح. وفي الواقع، يبدو أن تعليقاته تتعارض مع التقييمات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى بأن إسرائيل - التي سيطرت عسكرياً على غزة من عام 1967 إلى عام 2005 - تخطط لإعادة احتلال غزة بأي شكل من الأشكال، وسوف تعارضها واشنطن على أي حال.
ومع ذلك، تأتي تصريحات نتنياهو في أعقاب تصريحات لبعض المسؤولين الإسرائيليين الآخرين الذين أشاروا إلى أن إسرائيل ستحتاج إلى الحفاظ على وجود عسكري داخل غزة كحاجز لحماية المدنيين.
وبموجب القانون الإنساني الدولي، فإن الوجود المطول للقوات الإسرائيلية في غزة من شأنه أن يجعل احتلال القطاع الساحلي أكثر وضوحاً بكثير ويفرض مسؤوليات واضحة على إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، تحددها سيطرتها الفعلية على الأراضي التي تتواجد فيها.
واستشهدت الغارديان بقصة انسحاب شارون الأحادي الجانب من غزة في العام 2005 التي قالت بأنها تشكل قصة مفيدة بالنسبة لزعماء الاحتلال اليوم. فمثل نتنياهو، كان شارون رئيس وزراء يمينياً وحليفاً للمستوطنين ومتشككاً إلى حد كبير في عملية السلام.
لقد رأى أن فك الارتباط عن غزة أولا وقبل كل شيء هو إجراء أمني وليس خطوة في إطار عملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط.
وفي قلب هذه الفكرة كانت فكرة أن تقليص التواجد المدني والعسكري الإسرائيلي في غزة وأماكن أخرى من شأنه أن يقلل من التوترات التي ظهرت مؤخراً بشكل مذهل خلال الانتفاضة الثانية.
وفق للصحيفة البريطانية "طبقاً للحسابات، فمن خلال الانسحاب من غزة أيضاً، سيجد الاحتلال أنه من الأسهل مواصلة سياساته الاستيطانية في الضفة الغربية".
مع فك الارتباط، تمت إزالة منشآت وقوات الجيش الإسرائيلي وتم إجلاء أكثر من 9000 إسرائيلي يعيشون في 21 مستوطنة وسط الاحتجاجات التي أعقبت احتلال غزة قبل عام 2005 والذي كان مكلفًا سواء من حيث الحفاظ على الوجود العسكري الإسرائيلي أو من حيث الخسائر في الجنود.
وبحسب التقرير، أياً كانت رؤية نتنياهو، فقد يجد أنه لا يقترح صيغة للأمن، وإنما لفصل مختلف من العنف.
حماس: سنظل فاعلا رئيسيا رغما عن أميركا وإسرائيل
قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، غازي حمد إن حديث الولايات المتحدة عن عدم وجود مكان للحركة في مستقبل قطاع غزة، يعكس فشلها في تحقيق أي إنجاز على الأرض، وقناعتها بأن حماس أصبحت قوة سياسية وعسكرية تتحكم في مجريات الأحداث.
وأضاف حمد في مداخلة مع الجزيرة أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان إعادة ترتيب الأوضاع في غزة بينما لم تحققا أي إنجاز على الأرض سوى قتل المدنيين وتدمير المستشفيات والمنشآت المدنية.
وأكد أن واشنطن وتل أبيب تخسران يوميا من سمعتهما وجنودهما وآلياتهما في غزة، وأن الهيبة التي كانت إسرائيل تتمتع بها قد كسرت إلى الأبد ولن تعود.
كما أكد حمد أن ترتيب الأوضاع في غزة "هو شأن فلسطيني محض وحماس ستكون جزءا منه رغما عنهم؛ لأنها جزء من النسيج الوطني الذي يقف اليوم كله مع المقاومة وحق إنشاء الدولة ورفض الاحتلال".
وقال عضو المكتب السياسي لحماس إنه "لا يوجد طرف فلسطيني سيتعاون مع الأميركان في هذا الأمر"، وإنهم "لو حاولوا البحث عن بعض الأطراف الهشة والضعيفة، فإن الفلسطينيين سيفشلون هذا المخطط المشبوه كما أفشلوا صفقة القرن، حسب قوله.
وأوضح حمد أنه لا يتحدث عن حركة حماس فقط و"إنما عن كل الفلسطينيين الذين أصبحوا يدركون تماما أن الولايات المتحدة لا تعمل لصالحهم وإنما لصالح الاحتلال ويحاولون إفراغ غزة من المقاومة لتوفير الأمن لإسرائيل".
وأكد أن غزة ستظل عصية على التطبيع وعلى الكسر وستبقى "شوكة في حلق الأميركان والإسرائيليين"، وفق تعبيره.
وعزا حمد حديث واشنطن وتل أبيب عن ترتيب مستقبل غزة بدون حماس، إلى إدراكهم لحقيقة أن الحركة هي من يحرك الأحداث حاليا وأنها أصبحت قوة قادرة سياسيا وعسكريا بعد أن حركت المنطقة والعالم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلص إلى أن العالم كله أدرك أن بقاء الفلسطينيين تحت الاحتلال لم يعد ممكنا بالنظر إلى ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأيضا بالنظر إلى الأثمان التي دفعوها، مؤكدا أن المقاومة كسرت هيبة الاحتلال وألحقت به فشلا كبيرا.
وتحدى حمد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أو الناطق باسم جيشه أن يقدما دليلا واحدا على إنجاز عسكري حقيقي حققوه على الأرض، كما أكد أن الولايات المتحدة لم تعد قوة عظمى في الشرق الأوسط، وفق تعبيره.
ودعا حمد السلطة الفلسطينية إلى عدم التعامل مع الولايات المتحدة وعدم القدوم إلى غزة على ظهر دبابة أميركية، وخاطب الرئيس محمود عباس قائلا "إن رفض ما يخطط له الأميركان سيكتب لك في التاريخ، لأنهم سيفشلون على كل حال".
وقال إن صمت السلطة على مزاعم الولايات المتحدة بشأن قبولها لعب دور في غزة بعد حماس، يثير علامات استفهام، لكنه شدد على أن القطاع لن يتحول إلى ولاية أميركية أبدا.
وأكد أن على السلطة الفلسطينية الإعلان بوضوح عن رفضها مخططات أميركا وعدم قبولها بالقدوم على ظهور الدبابات كما سبق أن رفضت صفقة القرن، مضيفا "هذا ما نتوقعه من السلطة".
ووصف حمد الأنظمة العربية التي تشارك في نقاش "مستقبل غزة ما بعد هزيمة حماس"، بـ"العاجزة والفاشلة، حيث عجزت عن مساعدة أهل القطاع في هذه الظروف القاسية وفي ظل هذه المجازر والمحارق".
وعن مسألة رهن وقف الحرب بإطلاق سراح المحتجزين المدنيين، قال حمد إن المقاومة حاولت تقديم خطوات في هذا الملف، لكن الجانب الإسرائيلي لم يتعامل مع هذه الخطوات وفي الوقت نفسه لم يتمكن من تحرير أسير أو محتجز واحد كما لم ينجح في النيل من حماس كما توعد.
وقال حمد إن المقاومة "هي من سيكسر رأس الاحتلال ورأس نتنياهو"، مؤكدا أن الحركة تتواصل مع كل الأطراف من أجل إدخال المساعدات للفلسطينيين ودعمهم إنسانيا في ظل حملة التجويع التي يتعرضون لها.
المصدر: يمن شباب نت + الغارديان + الجزيرة
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 08 نوفمبر, 2023
للتقدم بملف الأسرى.. أكسيوس: بايدن حثّ نتنياهو على وقف القتال في غزة لثلاثة أيام
الاربعاء, 08 نوفمبر, 2023
لا شيء فعلته حماس مقارنة بوحشية الاحتلال.. العالم يفشل بوقف إرهاب إسرائيل في غزة
الثلاثاء, 07 نوفمبر, 2023
الصدمة التي أنتجت الورطة.. إسرائيل بين صورة "النصر والهزيمة"