شريط عشبي من الأرض المحرمة يقسم المدينة المغطاة بثقوب الرصاص. تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن من حيث عدد السكان، هي رمز للحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وحسب تقرير لشبكة NPR الأمريكية فقد دمرت الحرب حياة الملايين من اليمنيين، لكن ربما لم يشعروا بها في أي مكان أكثر من أحياء خط المواجهة في تعز الأقرب للقتال والتي شهدت أسوأ ما في الحرب.

القناصة أرهبوا السكان لسنوات. فقد العديد من الأطفال أطرافهم بسبب الصواريخ والألغام الأرضية أثناء اللعب في الخارج.
 
يقول محمد عبد الرحمن اليوسفي البالغ من العمر 9 سنوات، وهو في نفس عمر الحرب نفسها، وقد فقد والده في هجوم صاروخي شنه مقاتلو الحوثي: "لا ألعب مع أصدقائي في الخارج، بل أجلس في المنزل".  

وقال "أريد أن تنتهي الحرب حتى تعود الحياة إلى هنا. لقد دمروا كل المنازل ودمروا كل شيء".

في عام 2015، سيطرت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على شمال وغرب تعز، فيما ظل باقي المدينة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والإمارات.

أدى الحصار الحوثي إلى اضطراب شديد في حياة الناس هنا. أصبحت المسافات التي كانت تستغرق من 10 إلى 15 دقيقة بالسيارة تستغرق الآن 8 ساعات بالسيارة على الطرق الجبلية غير المستقرة، حيث تم قطع جميع الطرق المباشرة تقريبًا. 

وقد أدى ذلك إلى إعاقة تدفق الغذاء والدواء والضروريات الأخرى إلى المدينة، ورفع الأسعار، وزاد من تعطيل الاقتصاد المتعثر.

تتمتع مناطق تعز الخاضعة لسيطرة الحوثيين بمعظم موارد المدينة المائية بالإضافة إلى المصانع والوظائف.

تعرضت العديد من المباني السكنية أيضًا إلى ضربات جوية سعودية في السنوات الأولى من الحرب، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين - مما دفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي للمملكة العربية السعودية.

في العام الماضي، أدت محادثات السلام بين الحوثيين والسعودية إلى إبطاء القتال. الشوارع سلمية في الغالب، لكن المفاوضات حتى الآن فشلت في التوصل إلى اتفاق من شأنه تخفيف حصار الحوثيين على تعز.

تشتت العائلات منذ سنوات بسبب الحصار. ويؤدي نقص الماء والغذاء إلى تفاقم سوء التغذية والجفاف لدى النساء والأطفال.

يقول مواطنو تعز إنهم في حيرة من أمرهم ، وهم في أمس الحاجة إلى التغيير.