على مدى سنوات طويلة وأبناء مديرية الشعر بمحافظة إب (وسط اليمن)، يحلمون أن تستكمل الدولة مشاريع شق الطرق وإصلاحها في مناطقهم، غير أن تلك الأحلام اصطدمت بواقع الحرب التي توقفت على إثرها كل المشاريع التنموية والخدمية في المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
 
ومع طول أمد الحرب وتوقف عجلة التنمية قرر أبناء المديرية ـ التي يغترب عدد كبير من سكانها في الولايات المتحدة الأمريكية ـ أخذ زمام المبادرة واستكمال تلك المشاريع من حيث توقفت وشق طرقات جديدة بمبادرات مجتمعية بحتة.
 
كان على رأس هذه المشاريع مشروع استكمال طريق (الصايدي ـ الرضائي ) بمديرية الشعر، حيث بادر المغتربون من أبناء المديرية في الولايات المتحدة الامريكية بتبني استكمال انجاز المشروع الذي يبلغ طوله أكثر من ثمانية كيلو متر بتكلفة بلغت مليوني دولار أمريكي.
 
حلمٌ ومفخرة
 
جمع المغتربون في أمريكا من أبناء مديرية الشعر، مليوني  دولار أمريكي لاستكمال الطريق التي انتهت في الخط العام بيت الصايدي قبل سنوات وتكتمل في الرضائي بمديرية الشعر، وهو ما كان بمثابة الحلم الذي راود المواطنين طويلا بالنظر الى ما سيقدمه من تسهيلات كبيرة في حركة تنقلاتهم وبالتالي تعزيز جهود التطور والنماء في المنطقة.
 
بجهود الأهالي ودعم المغتربين رأى المشروع النور بعد سنوات من الحلم وبات واقعا يفتخر به السكان وأهاليهم المغتربين الذين كان لهم الدور الأبرز في إنجازه.

 

وأشاد مدير المشروع الشيخ مصلح محمد دبوان، بمستوى التآزر والتعاضد بين أبناء الوطن في المهجر، مشيراً إلى أن هذه المبادرة لمغتربي مديرية الشعر في الولايات المتحدة تعد مصدر فخر وستظل نموذج مشرف للإنسان اليمني في الداخل وفي بلدان المهجر .
 
وأوضح دبوان في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت"، أن هذا المشروع الحيوي يُعد حلقة وصل تربط مديرية الشعر من أعماقها مع باقي مديريات محافظة اب ويستفيد من هذا المشروع أكثر من أربعين الف نسمه كما يعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية الحديثة للمديرية.
 
وأضاف "الحلم قيد التحقيق والمخلصون هم من سارعوا لتحقيقه ولذلك كان لابد من الاشادة والتقدير لأولئك المغتربين الذين أثبتوا حبهم للوطن وحرصهم على الاسهام في مسيرة تطوره ونهضته".
 
طريق السعادة
 
عبّر الأهالي عن سعادتهم بهذه المبادرة، وأشادوا بها كونها تعد من الاسهامات البارزة للمغتربين في دعم جهود التنمية وارساء البنى التحتية والنهوض بالوطن.
 
وأشاروا بأن هذا الطريق سيكون شرياناً خدمياً وإنسانياً، وسيساعد على مواصلة التعليم وتخفيف عناء السفر والتنقل للمدينة من أجل الخدمات الصحية.
 
ووصف الشيخ صدام العميسي  ـ وجاهة اجتماعية ـ الطريق بـ "طريق السعادة" مشيدا بتكاتف الأهالي والمغتربين.
 
وقال لموقع "يمن شباب نت" هذه الطريق يستفيد منها آلاف المسافرين سواء كانوا من أبناء المديرية أو من بقية مديريات محافظة إب، بل ومن غيرها من محافظات الجمهورية  فالطريق مصلحة للجميع وليست حكراً على مديرية دون سواها ".
 
مشروع كبير
 
"ممدوح البرطي"، مدير ادارة المبادرات المجتمعية بمديرية الشعر، أوضح في حديث لـ"يمن شباب نت"، أن المشروع بات مكتملاً بالمجمل بعد الانتهاء من كل الأعمال الانشائية.
 
وقال: "تجري الآن أعمال التشطيب ووضع اللمسات الاخيرة للمشروع والمتمثلة بعملية ترنيج الاشارات داخل جسم الطريق مع ازالة المطبات المستحدثة".
 


ووفقا للبرطي فإن "طول الطريق المنجر يبلغ ثمانية كيلو و646 متراً، "فيما وصل عرض الشارع 7 متر ـــ وعرض الرون 8 متر ــ وسماكة الزفلت 5 سم" وبكلفة إجمالية  2 مليون  دولار.
 
وتربط الطريق بين مديرية الشعر ومديرية بعدان ومديريه النادرة ومديرية السدة ـ  وصولاً إلى مدينة إب.
 
المبادرات.. عنوان المرحلة
 
وأكد مدير إدارة المبادرات المجتمعية بمديرية الشعر الأستاذ ممدوح البرطي، أن المشاريع التنموية والخدمية التي تبنتها المبادرات المجتمعية في المديرية كانت عنوان المرحلة خلال سنوات الحرب.
 
وقال البرطي لـ "يمن شباب نت": "كان أبناء المجتمع على مدى سنوات الحرب، هم اللبنة الأساسية والنواه الأولى في تأسيس المبادرات المجتمعية والقيام بمشاريع تنموية خدمية كبرى بدوافع ذاتية فشيدوا المدارس والمساجد، ورصوا أغلب الطرق الوعرة".
 
وأضاف أن أبناء المجتمع، "تجاوزا التحديات والصعوبات، لسد الثغرات التي عجزت المؤسسات الرسمية القيام بها".
 
ولفت "البرطي" إلى جملة من المشاريع التنموية والخدمية والتي تأتي على رأسها  "شق الطرقات وتوسعتها ورصفها  في عزل  وقرى المديرية والمناطق الجبلية الوعرة، في صورة تعبر عن الروح التعاونية في أوساط المجتمع وتلاحم فئاته وطبقاته، الأمر الذي ساعد في الإسهام من تخفيف المعاناة عن المواطنين".
 
وأشار إلى أن كلفة  المشاريع المجتمعية بلغت خلال العام 2022م أحد عشر مليارا ومائة وأربع وثمانون مليون ريال، على نفقة المغتربين.