قبل عامين وفي الثامن عشر من سبتمبر، نفذت قبائل مأرب بالتزام جماعي، عرفاً قبلياً قديماً ، يسمى " المطارح " يعدّ موروثاً فعالاً عند مواجهة أشد المخاطر .
والى هذا العرف الوقائي يُعزى اليوم، فضل نجاة المحافظة والبلاد من شر انقلاب 21 سبتمبر 2014 الذي نفذته المليشيا الحوثية والتي انهمكت في التهام محافظات البلاد بالحيلة والخديعة وباستخدام جيش الدولة الذي أصبح طائفياً بين ليلة وضحاها ورهن أوامر طهران أعلن من صنعاء حربه على اليمن أرضا وشعباً وهوية.
كانت قبائل مأرب من أوائل قوى الجمهورية اليمنية التي تنبهت لخطورة تحركات المنظومة الطائفية الأمامية الممتدة من صنعاء إلى صعده والعاملة ليل نهار على التخطيط والتدبير والتآمر لعرقلة مشروع التغيير في البلاد وإفشال ثورة 11 فبراير بثورة طائفية مضادة.
عندما كانت مليشيا الانقلاب تنهش مؤسسات الدولة وتسيطر على المحافظات واحدة تلو أخرى ، تحركت قبائل مأرب لإقامة مطارح قبلية لدرء الخطر، في الثامن عشر من سبتمبر عام 2014، وبلا استثناء ومشايخها ووجهائها ومكوناتها السياسية والاجتماعية، وأعلنت تلاحمها مع السلطة المحلية وتأييدها موقف الدولة الرسمي ممثلة بالرئيس هادي.
وأصبحت المطارح القبلية في نخلا والسحيل والوشحاء وبني ضبيان في مأرب واقعاً على الأرض وطوق نجاة لمأرب واليمن.
تحتفي مأرب بمناسبة إقامة المطارح القبلية التي أقيمت في مثل هذه الأيام منذ عامين، وشكلت وحدة اجتماعية في مواجهة الخطر الحوثي، نتج عنها وحدة سياسية بين مكونات مجتمع مأرب، يعد اليوم نموذجاً يمنياً مشهودُ بفعاليته ووطنيته.
كانت تلك المطارح هي نواة الكفاح المسلح الأكثر تنظيماً، وتعززت المقاومة الشعبية اليمنية المسلحة، في المحافظات، ليبدأ اليمنيين في كسر المخطط الإيراني الجهنمي لابتلاع اليمن ومحيطه الخليجي.
و تقول مكونات مارب ان في الثامن عشر من سبتمبر عام 2014، "وقفت قبائل المحافظة سداً منيعا وكسرت موجة الانقلاب وتحولت إلى حاضنة للمقاومة الشعبية واحتضنت صحرائها اللبنة الأولى للجيش الوطني، وكانت مأوى وملاذ الجمهورية الآمن ولا تزال."
