بعد تهميشهم واقصائهم من المواقع القيادية؛ تعتزم قيادة ألوية العمالقة المدعومة من الإمارات فصل وتسريح الجنود الذين ينحدرون من المديريات الساحلية التابعة لمحافظة لتعز، لأسباب ودوافع مناطقية.
وتشكلت ألوية العمالقة التي تضم 14 لواء عسكريا عام 2017، بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي حاليا عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، واتخذت من مناطق تعز الساحلية مسرحا لعملياتها ومعسكراتها.
وانخرط في صفوف هذه القوات التي ينتمي معظم منتسبيها إلى محافظات جنوبية، قرابة 10 آلاف مجند من أبناء مديريات تعز الساحلية "المخا وموزع والوازعية وذوباب"، الواقعة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، قبل أن تخوض هذه القوات معارك تحرير الشريط الساحلي وصولا إلى مشارف مدينة الحديدة غربي البلاد.
إقصاء وتهميش
رغم العدد الكبير لأبناء مديريات ساحل تعز في صفوف ألوية العمالقة إلا أنه لا يوجد لواء واحدا من هذه الألوية يمثلهم أو تحت قيادتهم، ويعانون من التهميش على مستوى المناصب العادية فيما تتوسع عملية الإقصاء والتهميش، يومًا بعد آخر.
وقال مصدر عسكري في ألوية العمالقة لـ"يمن شباب نت"، "رغم التضحيات والبطولات التي صنعها أبناء الساحل إلا أن قيادة ألوية تواصل تضييق الخناق على المجندين في إطار ألويتها من أبناء ساحل تعز في استهداف مقصود، يهدف إلى تعميق دائرة المناطقية والعنصرية".
وأضاف "بدأ التهميش والإقصاء لأبناء ساحل تعز في ألوية العمالقة منذ وقت مبكر وظهر جليًا في 30 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2020عندما تم استبعاد مصطفى دوبلة من قيادة اللواء 11 وتعيين مأمون المهجمي قائما بالأعمال لأشهر".
وأشار إلى أنه بعد ذلك تم تعيين شخص يدعى عبدالرحمن الجعري -تم استقدامه من منطقة يافع بمحافظة لحج- قائدا للواء، ومباشرة جرى توزيع وتشتيت الأفراد الذين ينتمون إلى مناطق الساحل وضمهم إلى ألوية أخرى.
وتابع المصدر "لم يكتفوا بإزاحة دوبله من قيادة اللواء 11 عمالقة فقط كونه من أبناء مديرية المخا بل قاموا بفصل جميع أبناء المديريات الأربع من اللواء واستبدالهم بأفراد من المناطق الجنوبية في خطوة تشير إلى التعصب المناطقي".
ممارسات مناطقية
في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، نفَّذت القوات المشتركة التي تضم العمالقة؛ انسحابًا مفاجئًا من مناطق انتشارها في جنوب مدينة الحديدة؛ قبل أن يتم نقل عدد من ألوية العمالقة إلى محافظة شبوة بمزاعم تحرير مديريات بيحان من مليشيات الحوثي.
وفي الثالث من يناير/ كانون الأول 2022م، تم تعديل مسمى المركز الإعلامي لألوية العمالقة على موقعي تويتر في فيسبوك وبشعار جديد ليصبح "ألوية العمالقة الجنوبية" بدلاً عن المسمى السابق.
وقال مصدر عسكري، إن "ذلك التعديل كان رسالة واضحة بأن تلك القوات في الأيام القادمة ستكون جنوبية خالصة تحت مسمى مناطقي وانفصالي بحت، مما يؤكد تغاضي الداعم عما يحدث من حصر لهذه الألوية على مناطق معينة وهو الأمر الذي لم يكن واضحًا من قبل".
في أغسطس عام 2022، اشتركت وحدات عسكرية من ألوية العمالقة في المواجهات التي شهدتها محافظة شبوة إلى جانب مليشيات تابعة للمجلس الانتقالي الانفصالي ضد قوات الجيش والأمن، بعدما ظلت خلال السنوات الماضية على الحياد في الصراع بين الحكومة والمجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية.
وقال أحد منتسبي العمالقة لـ"يمن شباب نت"، إن قيادة الألوية قامت مؤخرا بتجنيد قوات جديدة من أفراد ينتمون لمناطق في جنوب البلاد، ورفضت تجنيد أبناء المناطق الشمالية بما فيهم أبناء مديريات الساحل الغربي التي تقام فيها معسكرات التجنيد والتدريب".
وأضاف الجندي، أن "قيادة ألوية العمالقة منعت إقامة دورات للأفراد الأساسيين، من أبناء مديريات ساحل محافظة تعز وغيرهم من أبناء المحافظات الشمالية، ومنعتهم من ممارسة الأنشطة التدريبية الأخرى ضمن حملة ممنهجة تهدف لإقصائهم".
ويتشكل اللواء السادس عمالقة من جنود ينتمون لمديرية الوازعية ويصل عددهم إلى ثلثي قوام اللواء تقريباً، كما يشكل أبناء ساحل تعز الأغلبية في الألوية الثاني والخامس والثالث عشر عمالقة، لكن ذلك لم يمنحهم مناصب في قيادة الألوية وأركانات الحرب بل وصل الأمر مؤخراً إلى إسقاط أسماء مجندين من المشاركة في دورة بالإمارات.
وقال مصدر عسكري لـ"يمن شباب نت"، إن قيادة العمالقة أسقطت أسماء العديد من جنود الألوية المذكورة، بعد أن وعِدوا بالمشاركة في الدورات التدريبية التي ستقام في دولة الإمارات واستبدالهم بآخرين من مناطق جنوبية.
وأضاف المصدر، "هناك أنباء متضاربة تتحدث بأن الأيام القادمة ستشهد ترتيبات لهذه القوات وتقصي من خلالها كل المجندين من أبناء ساحل تعز، في اللواء الثاني والخامس والسادس عمالقة والثالث عشر عمالقة بداية بالقيادة وانتهاءً بالأفراد وفصلهم نهائيًا من الكشوفات".
وإزاء تلك الممارسات، أصدرت قبائل الوازعية بيانًا في 21 ديسمبر الماضي، تطالب قيادة القوات المشتركة برفع الإجحاف والظلم الذي يتعرض له أبناء القبائل من إقصاء وتسريح ممنهج من الألوية العسكرية بدوافع مناطقية (..).
وحذر البيان من استمرار تهميش أبناء المديرية في ألوية العمالقة وحرمانهم من أبسط الحقوق في التأهيل والتجديد تحت مبرر مناطقي جغرافي، مؤكدين أنهم" لن يصمتوا أمام استمرار مسلسل الإقصاء والتهميش وسيتخذون جميع الخيارات لانتزاع الحقوق، وفقا للنظام والقانون".