انطلاقا من كونهم كانوا السباقين لتحرير مديريتهم من ميليشيا الحوثي؛ قرر أهالي مديرية مشرعة وحدنان بتعز أن يكونوا سباقين أيضا في إنجاز المبادرات المجتمعية المساهمة في التنمية، من خلال إطلاق مبادرة لرصف وصيانة طريق المديرية البالغ مساحته 12 كيلو متر.
ودشن أهالي المديرية الواقعة جنوب مدينة تعز العمل بإشهار المبادرة التي بدأت بجمع التبرعات بهدف العمل على رصف وصيانة الطريق، وهو المشروع الذي سيتم انجازه على سبع مراحل، بحسب ما أفاد القائمون على المبادرة.
وأفاد القائمون على المبادرة الذين تحدثوا لـ"يمن شباب نت"، بأن "تكلفة المرحلة الأولى من المشروع تبلغ 66 ألف دولار أمريكي تشمل رصف مدخل المديرية وبناء جسور حماية وعبارات لتصريف المياه".
وتعد مشرعة وحدنان إحدى المديريات التابعة لجبل صبر وتنقسم إلى عزلتين الأولى مشرعة والثانية حدنان، وتتميز بموقعها الجغرافي على الجزء الشمالي من جبل صبر والمطل على مدينة تعز، ولذلك تعتبر متنفساً للعديد من سكان المدينة جنوب غربي اليمن.
شريان حيوي
تكمن أهمية طريق مشرعة وحدنان في كونها تصل قرى المديرية بالمدينة، كما أن لها أهمية حيوية حيث مثلت شريان الحياة الوحيد لمدينة تعز قبل أن تتمكن المقاومة الشعبية من تحرير منطقة الضباب من ميليشيا الحوثي وفتح المنفذ الغربي للمدينة المحاصرة منذ 8 أعوام.
ورغم وعورتها فقد مثلت الطريق حينها، الشريان الذي تنفست من خلالها مدينة تعز التي يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة، حيث كانت الممر الوحيد لدخول المواد الغذائية والاستهلاكية والطبية، فضلا عن الأسلحة والاحتياجات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ما يمنح رصف وإصلاح وصيانة الطريق أهمية قصوى.
وتهدف المبادرة التي تم إشهارها إلى حشد الطاقات والجهود الداعمة لرصف وصيانة الأجزاء المتضررة والمهمة كحلول إسعافية أولية، حيث ستتابع استكمال مشروع السفلتة لدى الجهات المختصة من أجل اطلاق الموازنة الخاصة به، واستئناف العمل بالمشروع.
ويسعى القائمون على المبادرة إلى توفير الموارد المالية اللازمة لإنجاز الهدف المتمثل برصف وصيانة الطريق وتوفير المواد المطلوبة ( اسمنت - نيس - أحجار - كري - حديد - مكائن نقافة - متطلبات النقافة - معدات شق وتسوية) بعد أن قامت المبادرة بإعداد الدراسة الفنية، وإعداد الموازنة التشغيلية، وإعداد الخطة التنفيذية التي سيتم بموجبها البدء بالعمل.
وتعرضت الطريق للإهمال والتخريب نتيجة سيول الأمطار وتساقط الصخور، ما تسبب برفع كلفة الراكب إلى 5 آلاف ريال، وهو مبلغ يفوق قدرة المواطنين، كما تسببت بارتفاع تكاليف نقل المواد الغذائية والتموينية، وهو ما ينعكس سلبا على المواطنين.
وعورة الطريق كانت سببا بتسجيل عدد من حالات الوفاة نتيجة للحوادث المرورية خلال الأعوام الماضية، كما أن وعورة الطريق لا تزال تمثل خطرا على السيارات كون الطريق جبليا وغير معبد.
ويستفيد من المشروع حوالي 35 ألف نسمة يمثلون سكان المديرية المكونة من عزلتين، وتعد من أكثر المديريات في تعز من حيث الكثافة السكانية.
وقال محمد النقيب المسؤول المالي للمبادرة لـ"يمن شباب نت" إن "الطريق بالنسبة لمواطني مشرعة وحدنان «طلاب ومزارعين وموظفين وتجار» لها أهمية قصوى، باعتبارها الشريان الوحيد الذي يربطهم بالمدينة والتي يستفيد منها قرابة 35 ألف نسمة من السكان".
وأضاف، "عبر الطريق يتم إدخال المواد الغذائية والدوائية وغيرها من المواد الأساسية التي تبقي السكان على قيد الحياة، وعبرها كذلك يصل الموظفين إلى أماكن أعمالهم.. والطلاب إلى جامعاتهم ومعاهدهم في مدينة تعز".
وأشار النقيب إلى أنه في ظل الوضع الحالي والحرب المستمرة منذ 8 سنوات وانقطاع الرواتب وارتفاع جنوني لأجور النقل جعلت الكثيرين ممن ذكرناهم يضطرون للسير على الأقدام صعودا ونزولا إلى المدينة".
وتابع، "بالرغم للأهمية القصوى لهذا الطريق للمواطنين والمدينة حيث أجبرت الحرب في وقت سابق الملايين من ابناء محافظة تعز لاستخدامه باعتباره منفذاً وحيداً لهم، بسبب الحصار الذي أطبق على المدينة.. إلا أنه يمر في وضع مزري للغاية عاماً بعد أخر".
وأكد النقيب أن الطريق، "يعاني من تشققات وحفريات ومن انهيارات صخرية بفعل الأمطار، الأمر الذي ضاعف من المعاناة، مما اضطر الأهالي للتحرك بمبادرات مجتمعية لإنقاذ ما تبقى من الطريق واسهاما في تخفيف المعاناة على المواطنين".
وأوضح، أنه في حال تحققت الأهداف التي رسمتها المبادرة لمشروع رصف وصيانة الطريق، بحسب الدراسات الفنية للمشروع، إلى إصلاح المناطق المخربة وحماية الانهيارات الجزئية فيه، سيحد ذلك من الحوادث على الطريق، وتسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع وانخفاض تكاليفها، كما سيسهل كذلك بطلوع السيارات الصغيرة والباصات.. وتحقيق التنقل الآمن لعابريه".
آمال ومناشدات
ويأمل القائمون على المبادرة المجتمعية وأهالي المديرية، الحصول على دعم ومساهمات من المنظمات الخيرية والإنسانية المحلية والخليجية والمؤسسات والتجار، فضلا عن المساندة الحكومية لإنجاح هذا المشروع الحيوي والتنموي.
وقال المسؤول المالي للمبادرة المجتمعية خلال حديثه لـ"يمن شباب نت" إن "مديرية مشرعة وحدنان تحركت وكلها أمل بأن الجميع سيساهم معها في إنجاح هذا العمل الجبار".
ودعا السلطات الشرعية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ومحافظ تعز نبيل شمسان إلى الإلتفات لهم وتسخير جهودهم لدعم المبادرة ومساندة هذا المشروع الحيوي والتواصل مع الداعمين خاصة الإمارات والكويت لاستئناف العمل في مشروع الاسفلت.
وكان صندوق أبوظبي والصندوق الكويتي للتنمية قد بدأ قبل سنوات بتمويل مشروع إصلاح وسفلتة طريق مشرعة وحدنان غير أن المشروع توقف بسبب الظروف الناتجة عن انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في سبتمبر/ أيلول 2014م.
كما دعا "النقيب" أيضا المؤسسة الخيرية المحلية، وخص بالذكر "مؤسسة هائل سعيد أنعم ومؤسسة توكل كرمان والخلية الإنسانية للمجلس السياسي ومؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي" وغيرها من المنظمات والمؤسسات والتجار في مدينة تعز إلى دعم هذا المشروع الحيوي للمواطنين ولمدينة تعز".
ويناشد أهالي مشرعة وحدنان صندوق أبوظبي والصندوق الكويتي والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن وكذا صندوق صيانة الطرق والجسور، الالتفات لمشروع طريق المديرية وإنجاز سفلتته نتيجة للأهمية الذي يمثله هذا الطريق الهام.
ومنذ انهيار الدولة اليمنية إثر انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران والاستيلاء على الموارد، نجحت المبادرات والمساهمات المجتمعية في انجاز مشاريع حيوية في مجالات الطرق والمياه والتعليم وغيرها، في مختلف المحافظات اليمنية بما في ذلك الواقعة تحت سيطرة المليشيا.