قالت مصادر مطلعة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني، إن تراجعا حادا يشهده التسجيل في الجامعات الحكومية والأهلية خصوصا التخصصات التربوية والعلوم الانسانية والآداب هذا العام.
وأضافت المصادر لـ "يمن شباب نت"، إن "التراجع يأتي لعدة أسباب جميعها اقتصادية ما بين متعلقة بأوضاع أسر الطلاب وأخرى متعلقة بطبيعة سوق عمل التخصصات".
وكانت الوزارة قد أصدرت في هذا الصدد امرا إداريا بشأن تخفيض 5% من معدلات القبول لجميع التخصصات المرخصة في الجامعات الأهلية للعام الدراسي 2022/ 2023، وذلك لتشجيع الطلاب على التسجيل حتى من لم يحصلوا على درجات مرتفعة في الثانوية العامة.
وفي ذات السياق أعلنت جامعة عدن ولأول مرة السماح بتسجيل خريجي الثانوية العامة لهذا العام بالتسجيل في عدد من كليات الجامعة للدراسة في العام الدراسي 2022/2023 ومن بينها كليات التربية والآداب والاقتصاد والإعلام.
وجاء إجراء جامعة عدن الذي وصل لحد تمديد فترة التسجيل مدة إضافية، في محاولة أخيرة لتسيير العام الدراسي خصوصا في كليات التربية المهددة بالتوقف جراء تراجع عدد المقبلين على التسجيل فيها.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة تراجع أعداد المقبلين على الدراسة الجامعية خصوصا كليات العلوم الإنسانية بظل ظروف الحرب والتضخم الحاصل في أسعار مختلف السلع والانهيار المستمر للعملة الوطنية؛ ما أوصل رواتب السواد الأعظم من موظفي الدولة والقطاع الخاص إلى مستوى لا يصل فيه متوسط الرواتب إلى 100 دولار أمريكي ما يجعل من التكفل بالدراسة الجامعية للأبناء خصوصا اذا كانوا مجموعة أمرا مستحيلا وبحاجة لتمويلات خارجية تسد عجز الراتب الذي لا يفي لتوفير الاحتياجات الرئيسية.
تداعيات الحرب
وفي ذات السياق يفيد الصحفي عمر محمد حسن "إن ثمة فرق بين الكليات التطبيقية والإنسانية، والتدني الحاصل اليوم في اقبال المتقدمين على الكليات الإنسانية فقط كون مخرجاتها لا تؤهلك لتبوء وظيفة محترمة بقدر مخرجات الطب والهندسة، كما أن تخصصات الكليات الإنسانية لا ترقى لمواكبة التطور الحاصل إلى جانب قلة المردود المادي الذي سيتقاضاه الخريج بعد التخرج كمعلم من كلية التربية أو الأثار من كلية الآداب أو الزراعة من كلية ناصر".
ويضيف في حديثه لـ "يمن شباب نت" أن "غلاء المعيشة والوضع الاقتصادي المزري له تأثير على تراجع الكليات الإنسانية وأصبح ليس بمقدور طلاب الأرياف أيضًا الدراسة في المدينة كسابق عهدهم لعدم تمكنهم من تغطية تكاليف الدراسة في المدينة إلى جانب التذمر من التخصص فالناس أصبحت تقدس التخصصات ذات المردود الكبير".
وأشار إلى بدء كليات بعينها بإلغاء الكثير من أقسامها بسبب عدم إقبال الطلاب على الدراسة فيما يتوقع أكاديميون أن خلال السنوات الخمس القادمة أن كليات بأكملها ستغلق أبوابها.
ولفت إلى وجود أسباب أخرى تتعلق بالتراجع على الإقبال، من بينها ـ حسب عمر ـ اقتناع البعض بأن الكليات اليمنية والحكومية منها غير جديرة فيقرر السفر إلى الخارج والسفر إلى تركيا والمجر ومصر والصين وماليزيا خير دليل، حيث وصل عدد اطلاب اليمنيين في ماليزيا (7500) طالب وطالبة.
وتابع: "إن للحرب أثارا كبيرة أيضًا فهي أخذت الآلاف من الشباب وأصبحت المعسكرات قبلة الفقراء ويفضلها الشباب عن الدراسة كونها تمدهم بمردود كبير بالعملة الصعبة، إذ سبق للسعوديين والإماراتيين إعطاء الشباب في صفوف القوات اليمنية شبه النظامية ما مقداره (1000) سعودي شهريًا ويشعر الشباب أن هذه فرصة سانحة لتغطية تكاليف المعيشة بدلًا عن مواصلة التعليم".
واعتبر حالة الإقبال على الكليات الخاصة تعكس اهتمام الدارسين بهذه الكليات لاقتناعهم بأنها أحسن حالًا من الكليات الحكومية، مشيراً إلى أن استمالة وزارة التعليم العالي للطلاب وتقديم التسهيلات للطلاب بالتحاق بالكليات من شأنها سد الفجوة التي ترتبت خلال السنوات الأخيرة.
ويرى الصحفي عمر أن توقف الحرب ستعيد للكليات ديمومتها إلى جانب ضرورة وجود معالجات حقيقية يجب اتخاذها من قبل الحكومة وإضفاء التسهيلات لإعادة الإقبال للكليات الإنسانية.
تسهيلات للطلاب
وفي سياق متصل بالعملية التعليمية، استأنفت المؤسسة المحلية للنقل البري، الأحد، نقل طلاب جامعة عدن بعد استئناف تمويلها بالوقود من الحكومة.
وباشرت 17 حافلة تتبع المؤسسة بنقل طلاب كليات جامعة عدن منها وإليها من مواقع تجمعات محددة في مديريات عدن وأخرى في زنجبار مركز محافظة أبين والحوطة في محافظة لحج وذلك للتخفيف من الأعباء على الطلاب نظرا لارتفاع أسعار الوقود وتعرفة المواصلات.
يشار إلى أن متوسط مصروفات المواصلات للطالب في جامعة عدن تصل لألفين ريال يمني وهو مبلغ كبير لا يستطيع معظم الطلاب تحمله بفعل انهيار العملة المحلية.