أعلن سائقو شاحنات النقل الثقيل بمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن، مساء اليوم السبت، تعليق الإضراب الذي كانوا بدأوه قبل أسبوع احتجاجا على أعمال التقطع والجبايات التعسفية التي يتعرضون لها في الخط الرابط بين العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة تعز، وأدت مؤخرا إلى مقتل طفل أحد السائقين.
وبدأ سائقو الشاحنات الكبيرة في تعز إضرابهم عن العمل، منذ السبت الماضي، تضامنا مع أحد زملائهم على أثر مقتل طفله "أكرم محمد سيف العزعزي" في الثاني من يونيو/ حزيران الجاري، على يد عصابة مسلحة في منطقة الصبيحة بمديرية "طور الباحة" التابعة لمحافظة لحج، جنوب اليمن.
ويعتبر هذا الخط هو الوحيد الذي يربط محافظة تعز بمحيطها الخارجي، بعد أن قطعت ميليشيات الحوثي بقية الخطوط والطرق الرئيسية الأخرى على المحافظة التي تواصل حصارها منذ سبع سنوات.
وأدى الإضراب إلى إحداث أزمة حادة في الوقود والمواد الغذائية الأساسية. وتدخلت السلطات الرئاسية والمحلية والأمنية والعسكرية لإنهاء الإضراب، حتى نجحت أخيرا في إبرام اتفاق أولي مع السائقين المضربين، الذين أعلنوا مساء اليوم تعليق إضرابهم، وأمهلوا السلطات عشرة أيام لتنفيذ وعودها بمحاسبة الجناة وإزالة التقطعات.
كيف تم التعليق
وأفاد "صلاح الرحال"، وهو أحد سائقي الشاحنات، على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك" أن رفع الإضراب "جاء بناء على طلب والد الطفل القتيل أكرم محمد سيف".
وقال والد الطفل العزعزي، في اتصال خاص مع "يمن شباب نت"، إن زملاؤه المضربين أرجعوا إليه الأمر في اتخاذ قرار تعليق الإضراب كونه والد القتيل، وأكد على أن اتخاذه قرار تعليق الإضراب "جاء من أجل التخفيف عن المواطنين في مدينة تعز".
وبحسب العزعزي كان قد وصل إلى منزله كل من الأخ حسام البنا، مندوب من اللواء 31 عمالقة، ومعه نائب مدير أمن مديرية الشمايتين الأخ حسين العزي، كمندوب عن عضو المجلس الرئاسي وقائد ألوية العمالقة اللواء أبو زرعة المحرمي، وذلك لمتابعة قضيته.
وقال إن مندوب اللواء أبو زرعة المحرمي طلب منه النزول إلى مكتب النائب العام في عدن لمتابعة اجراءات القضية، متعهداً بالتكفل بتكاليف القضية وتقديم القتلة للمحاكمة الجنائية.
ونوه العزعزي إلى أن تعليق الإضراب من المرجح أن يستمر لمدة عشرة أيام فقط، مشدد في الوقت ذاته على أنه لن يتنازل عن قضيته في مقتل طفله، أو عن بقية الحقوق المنتهكة لزملائه السائقين.
تفاعل عالي المستوى
وفي السياق، تحدث أحد سائقي الشاحنات لـ "يمن شباب نت"، مفيدا أن خمسة من السائقين، بالإضافة إلى والد القتيل، كانوا قد التقوا بمحافظ محافظة تعز نبيل شمسان في مبنى المحافظة، الذي تعهد لهم بالتواصل مع الرئاسة والجهات المعنية لإيجاد حلول جدية من أجل تأمين الخط ووقف الجبايات التعسفية وغير القانونية.
والأربعاء الماضي، أوضح محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، أن "السلطة المحلية بذلت وتبذل جهودا كبيرة مع قيادة محافظة لحج لإيقاف التقطعات وضبط القتلة والخارجين عن القانون". كما تعهد المحافظ أيضا باتخاذ كل الإجراءات لوقف الجبايات والنقاط المخالفة للقانون بجانب الرقابة الشعبية والمجتمعية، داعياً الجميع إلى الابلاغ عن النقاط التي تقوم بالجبايات.
وأكد شمسان على اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتسببين بمنع دخول الغاز والسلع والبضائع للمدينة وعدم السماح بالإضرار بالمواطنين وافتعال الأزمات.
وجاءت تصريحات المحافظ، على خلفية ما شهدته المحافظة من أزمة في توفير المشتقات النفطية، أدت إلى إغلاق كافة محطات الوقود، وتعطلت حركة السير في شوارع المدينة نتيجة إضراب سائقي الشاحنات للمطالبة بتأمين المنفذ الوحيد الذي يربط المحافظة بالعاصمة المؤقتة عدن.
حملة أمنية.. وما بعد التعليق
والأحد الماضي، وجَّهت اللجنة الأمنية بمحافظة لحج بإرسال حملة أمنية معزَّزة، إلى مديرية طور الباحة، لمواجهة المتقطعين وتحديد مهمَّات انتشارها، وفق خطة أمنية مُحكمة، لدعم الأمن وتثبيته وحفظه واستقراره بالمديرية.
وكشف مصدر خاص لـ "يمن شباب نت"، فضل عدم ذكر اسمه، أن رئيس الحملة الأمنية بمحافظة لحج العميد حمدي شكري، كان قد طالب بضرورة إصدار توجيهات رئاسية مباشرة تقضي برفع جميع نقاط الحزام الأمني الممتدة على طول الخط، بالإضافة إلى نقاط اللواء الرابع مشاة جبلي، وذلك من أجل أن تبدأ الحملة أعمالها وتنفيذ الانتشار الأمني لحماية الخط.. مؤكدا "غير أن الموافقة على هذه الشروط لم تصل بعد.. حتى هذه اللحظة"..
إلا أنه أفاد أنهم لمسوا تفاعلا معهم "من قبل إدارة الأمن في لحج، ومن أبناء مديرية الصبيحة، ومشايخ وأعيان قبلية في لحج"، مشيرا إلى أن هناك "شريحة كبيرة من المواطنين في لحج استنكروا أعمال التقطع الحاصلة".
وبشأن الخطوات التي ستلي تعليق الإضراب، قال "ندرك أن العمل على أرض الواقع بطيء، ومع ذلك سننتظر تنفيذ ما وعدوا به في مهلة مدتها عشرة أيام، وإذا لم ينفذوا سنعود إلى الإضراب والتصعيد مره أخرى".