قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إن هناك عوامل عديدة لعبت دورا في توصل السعوديين والحوثيين إلى اتفاق الهدنة الأخير لوقف إطلاق النار في اليمن؛ بينها ما يتعلق بالسعودية ورغبتها في إنهاء هذا النزاع، وتشجيع أمريكا لها على القيام بذلك، إلى جانب ضغوطات المجتمع الدولي، وعوامل أخرى على أرض الواقع، بينها إدراك الحوثيون لعجزهم عن فرض إرادتهم في البلاد، والذين قال إنهم كانوا منفتحين على دور الولايات المتحدة، لإدراكهم أنها قادرة على فعل شيء..
ونشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، (وهو منظمة أمريكية غير ربحية متخصصة بالأبحاث المتعلقة بالسياسات العامة، مدعومة من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في أمريكا)، مقابلة صحفية مطولة أجراها المركز مع المبعوث الأمريكي ليندركينغ الثلاثاء الماضي (3 مايو)، والتي انطلقت من تفاصيل الهدنة الأخيرة التي تم بموجبها التوصل إلى وقف إطلاق النار في البلاد، وشملت بعض تفاصيل ومسوغات العملية السياسية في اليمن، والحالة الإنسانية، ودور واشنطن مع الأمم المتحدة في حلحلة الصراع ومحاولة إنهائه، وأهمية ذلك بالنسبة لليمنيين ودول الخليج والمجتمع الدولي برمته..
ملخص بأهم التفاصيل
في رده على سؤال الصحفي حول كيف تم التوصل إلى تلك الهدنة المفاجئة، بعد قتال استغرق سبع سنوات بين السعوديين والحوثيين، أعتبر ليندركينغ ما حدث "تطورا مهما للغاية"، مشيرا إلى أن "هناك عددًا من العوامل التي لعبت دورها"، مضيفا: "لقد عانى السعوديون بشكل واضح مع هذا الصراع، حيث رأوا نفوذهم يتضاءل في اليمن، وبأن الحوثيين اكتسبوا قوة في ساحة المعركة. والحوثيون عدو مصمم للغاية وقد دعم الإيرانيون الحوثيين- وهو تطور مؤسف للغاية بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة، ومصالح اليمنيين في نهاية المطاف. لذلك، أعتقد أن عددًا من العوامل قد لعبت دورًا، حيث رأى السعوديون حقًا أن هنالك جدوى من إنهاء الصراع. واليمن دولة مجاورة للسعودية، لذا فإن كل ما يحدث في اليمن سيكون له أهمية بالنسبة للمملكة العربية السعودية. ولقد حاولنا أيضًا تشجيع السعوديين على إنهاء الصراع، وأعتقد أن الضغط الدولي على جميع الأطراف- بما في ذلك من داخل المنطقة- هو عامل مهم في سبب وصولنا إلى موضع إيجابي نسبيًا اليوم".
وحول ما إذا كان ذلك شكل مفاجئة له، خصوصا وأنه كان أقل تفاؤلا في شهر فبراير الماضي بشأن إحداث اختراق في الأزمة. قال: أعتقد أن الحوثيين لم يتمكنوا من فرض إرادتهم على الأرض في اليمن- حيث سعوا إلى تحقيق ذلك خلال السنة الماضية، وخصوصا هجومهم على مدينة مأرب، على بعد حوالي 100 كيلومتر شرق صنعاء. هناك منصات طاقة يرغب الحوثيون في السيطرة عليها حيث تقع المدينة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، وقد ألقى الحوثيون بالكثير من جهدهم القتالي في مأرب خلال العام الماضي. لكنهم لم ينجحوا في الاستيلاء على المدينة. لقد كان القتال ينتقل من تلة إلى أخرى، ومن وادي إلى واد، مع خسائر ومكاسب يتم تحصيلها بشكل متكرر، لكن الحوثيين لم يتمكنوا من الانتصار. إذ كان الدعم الجوي السعودي القوي عاملاً رئيسيًا هنا، وقد لعب الإماراتيون دورًا من خلال توحيد القوات مع السعوديين لمحاولة صد هجوم الحوثيين".
وأضاف: لقد كان المجتمع الدولي متحدًا للغاية بشأن هجوم الحوثيين على مأرب باعتباره العقبة الرئيسية أمام السلام خلال العام الماضي. وأعتقد أن هذه الرسائل وصلت بالفعل إلى الحوثيين- وتعززت مع حقيقة أنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء على المدينة".
وردا على سؤال ما إذا كان إرسال الإماراتيين لألوية العمالقة التي يدعمونها، قد ساعد على قلب الموازين في مأرب، قال: "أعتقد أن الدعم الاماراتي كان عاملاً رئيسياً ساعد على قلب التوازن في مأرب". وأضاف: "الإماراتيون يهتمون بما يحدث في اليمن أيضًا. واعتادوا أن يكون لديهم وجود عسكري أكبر هناك، وقاموا بتقليص ذلك لكن لا يزال لديهم مجموعات يدعمونها ولديهم مصالح قوية في اليمن- كما تفعل دول الخليج الأخرى..
لا أحد بين دول الخليج يريد أن يستمر هذا الصراع، وأعتقد أن هناك جبهة أكثر اتحادًا على هذا الجانب- النقطة الأساسية في ذلك أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع. هذا في الأساس ما كان يقوله العالم. وأعتقد أن هذا ما أدركته الأطراف نفسها على مدار العام الماضي. كان ذلك مفيدًا في الوصول إلى الهدنة ووقف تصعيد الأعمال العدائية".
ولكن من هم جميع الأطراف، الذين يتحدث عنهم، فضلا عن السعوديين والإماراتيين ودول الخليج الأخرى، إلى جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وما هو النفوذ الذي تتمتع به الأخيرة (أمريكا) عليهم جميعًا- أو يمكن القول إنها تملكه على أي منهم؟
يرد ليندركينغ بالقول: عليك أن تبدأ بالدرجات المختلفة. ففي الدائرة الأعمق، هذا صراع بين اليمنيين. وهو صراع بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وبين الحوثيين الذين يمثلون أحد قطاعات المجتمع اليمني والمشهد السياسي اليمني. وإلى جانب ذلك فهذا الصراع استقطب أيضا جهات فاعلة خارجية.. ولقد ذكرت الإيرانيين ولكن بالطبع للسعوديين دور. وفي حين أنه لا يوجد للعمانيين وجود عسكري داخل اليمن، إلا أنه كبلد مجاور، من الواضح أن لديهم اهتمامًا قويًا للغاية بما يحدث. وفي جوهرها، هذه حرب أهلية- هذا صراع بين اليمنيين- توسع نطاقه بجهات خارجية..
وتابع: كان هدفنا محاولة تحويل الصراع العسكري إلى مسار سياسي لمواصلة التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري. وكما رأينا على الأرض في العامين الماضيين، لم يتمكن أي طرف من فرض إرادته بالكامل على اليمن، وهذا إدراك مهم ويخلق توازنا بالنسبة للحوثيين على وجه الخصوص. لكنه أيضًا إدراك واقعي بالنسبة للتحالف الذي تقوده السعودية.
وبخصوص الشق الثاني من السؤال، قال: أعتقد أن النفوذ الأمريكي ينبع من علاقاتنا القوية للغاية مع دول الخليج- في الحقيقة المملكة العربية السعودية هي شريك للولايات المتحدة، ونحن نتشارك في التزام قوي بإنهاء الصراع. وأعتقد أن الحوثيين كانوا منفتحين على دور الولايات المتحدة، وأعتقد أنهم يدركون أن الولايات المتحدة يمكن أن تفعل أشياء- من حيث تموضع السعوديين والتحالف- لا تستطيع الدول الأخرى القيام بها..
وأخيرًا، بالطبع هناك عملية سلام بقيادة الأمم المتحدة هنا. حيث حققنا نجاحا عن طريق مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن...، هانز غروندبرغ، الذي لعب دورًا أساسيًا في تحقيق هذه الهدنة. ونحن شركاء مع الأمم المتحدة. هم يتولون زمام المبادرة فيما يتعلق بالكثير من الدبلوماسية المكوكية، لكن الولايات المتحدة تحضر إلى حد كبير لتقديم الدعم.
وبحكم خبرته الدبلوماسية الطويلة، لمدة 29 عاما، شارك فيها بالكثير من المفاوضات الصعبة، بما في ذلك في العراق، يرى ليندر كينغ، أن هذه المفاوضات تختلف من ناحيتين: "الأولى: هو أنني أعتقد أن هناك قدرًا معينًا من الإرهاق الذي يحدث، وهذا يساعد على تحفيز الأطراف على التهدئة. والثانية: هو أنه لا يوجد حل عسكري، لذا فإن أي قدرة من قبل أي من الأطراف على الاستمرار في محاولة الدفع لتحقيق مكاسب عسكرية هي احتمالية غير مؤكدة. ويرتبط بهذه النقطة، نقطة ثالثة وهي أن هناك خسائر فادحة بين المدنيين اليمنيين..
وهذه الحرب- مع استمرارها في مكان مثل مأرب- تجلب خسائر إنسانية ضخمة من حيث البنية التحتية المدمرة، وعدم قدرة العاملين في المجال الإنساني على نقل الإمدادات في جميع أنحاء البلاد، والنازحين داخليًا الذين يفرون من جزء من اليمن إلى مناطق أخرى، وغالبًا ما يضطرون إلى الفرار من هناك أيضًا..
أخيرًا، أعتقد أن المجتمع الدولي قد استشعر حقًا أن هناك فرصة سانحة هنا، وأن الاستفادة من هذه الخيوط المختلفة يمكن أن تؤدي إلى أشياء مثل الهدنة، أو وقف التصعيد، أو الإفراج عن السجناء، أو فتح المجال الإنساني بشكل أكبر بحيث يمكن أن تكون المساعدة التي تشتد الحاجة إليها والتي تذهب إلى اليمن أكثر فعالية".
بقية التفاصيل كما وردت
سؤال/ الصحفي جون إلترمان: دعني أسألك عن القضية الإنسانية. لقد عملت في الإغاثة الإنسانية قبل أن تصبح دبلوماسيًا. وتقدر الأمم المتحدة الآن أن ثلثي اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية. لطالما كان هناك تصور بأن الحوثيين غير مبالين بالاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني. كيف تصّور الحالة الإنساني وفقا لما يقوم به كل من التحالف السعودي/ الإماراتي، وما تقوم به الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وما يقوم به الحوثيون، بينما نحاول التحرك نحو شيء يشبه الحل؟
جواب/ ليندركينغ: أنت محق تمامًا في أن الأزمة الإنسانية ملحة. كثيرًا ما يُطلق على اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم- بالنظر إلى جميع المقاييس، سواء كان ذلك في الغذاء أو انعدام الأمن أو تأثير كوفيد -19 ونقص اللقاحات، على الرغم من مستوى الدعم القوي جدًا من الولايات المتحدة. فإذا نظرت إلى العوامل الصحية، وقضايا الوصول، والتدمير المستمر للبنية التحتية المدنية، فهذه كلها عوامل تؤدي إلى الأزمة الإنسانية. ويسعدني جدًا أن الولايات المتحدة هي مانح رئيسي. لقد قدمنا أكثر من 4.5 مليار دولار من المساعدات منذ بدء النزاع، لذلك فإن الدولارات الأمريكية لها تأثير حقيقي وستقوم بإطعام الناس وتوفير الرعاية الصحية لأشد الناس احتياجًا في اليمن.
ويتحمل الحوثيون أيضًا مسؤولية تقديم الخدمات الإنسانية للأشخاص الذين يعيشون تحت سيطرتهم، حيث يعيش 80 بالمائة من سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين. لذلك لديهم حافز ألا يتضور اليمنيون جوعا أو يتشردون. وبهذا المعنى، يتعاون الحوثيون إلى حد ما مع المؤسسات الدولية مثل برنامج الغذاء العالمي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى التي لها مكاتب في صنعاء. وتشارك الأمم المتحدة بانتظام مع قيادة الحوثيين لضمان أن يوفر الحوثيون الوصول وقدرة المنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن على الاستمرار مع السكان المتضررين وتنفيذ المشاريع التي تم تمويلها للقيام بها.
سؤال: على الرغم من أن أحد الانتقادات هو أن الحوثيين يصرون على الرشاوى أو الضرائب مقابل تقديم المساعدة لليمنيين- حيث وأن الحوثيين يحاولون الاستفادة من جهود المجتمع الدولي المتعلقة بمساعدة الفئات الأكثر ضعفًا في اليمن. والحجة أن الحوثيين غير مبالين بها. رأينا ذلك من خلال المناقشات حول الوصول إلى ميناء الحديدة- أن الحوثيين على استعداد للاستفادة منه، بغض النظر عن التأثير الإنساني على اليمنيين..
جواب: لقد ارتبط العاملون في المجال الإنساني ببعضهم البعض في العامين الماضيين للذهاب إلى قيادة الحوثيين وفقا لنهج موحد، لذلك لا يمكن للحوثيين مواجهة منظمة إغاثة ضد الأخرى. هذه الرسائل الشائعة مهمة للغاية بالنسبة للحوثيين لكي يفهموا أنه لا يكفي فقط بناء مستشفى. بل يجب أن يكون هناك أطباء. ويجب أن تكون هناك إمدادات.. ويجب أن يكون هناك وصول.. يحتاج المرضى إلى الانتقال والعائلات بحاجة إلى الزيارة. لذلك، كان هناك بعض التحسن في تأثير المنظمات الدولية على تغيير تصورات الحوثيين وفتح المزيد من الوصول.
سؤال: لقد سمعنا الكثير عن الظروف المحفوفة بالمخاطر لناقلة النفط المتدهورة قبالة سواحل الحديدة. هل هناك أي تحرك في هذا الموضوع؟
جواب: هناك تحرك بشأن هذه المسألة. في مارس/ آذار، وقعت الأمم المتحدة مذكرة تفاهم مع الحوثيين للسماح بتفريغ 1.1 مليون برميل من النفط الموجودة على هذه الناقلة المتحللة بنقلها إلى متن سفينة منفصلة. القلق هنا هو أن صافر سوف تنفجر أو تتسرب- مع هذا الحمل الثقيل- وهذا سيخلق كارثة بيئية وكارثة اقتصادية في منطقة شحن رئيسية وموائل بحرية رئيسية وهشة هنا. يمكن أن يدمر ذلك قطاع صيد الأسماك في اليمن تمامًا، ويؤثر على الشحن إلى قناة السويس، والسياحة في جميع أنحاء الخليج.
لذلك نحن سعداء للغاية لأنه سيكون هناك حدث إعلان التبرعات في 11 مايو، والذي سيعطي فرصة للبلدان والقطاع الخاص للالتقاء ودعم جهود المانحين هنا لتجميع الأموال- لمساعدتنا على تفريغ النفط من على سفينة صافر. لقد عملنا في شراكة وثيقة للغاية مع ديفيد جريسلي، منسق الشؤون الإنسانية لتنفيذ مذكرة التفاهم هذه. وسيتعين على الحوثيين الوفاء بمسؤولياتهم، لكننا سنخرج هذه الكارثة البيئية من على الطاولة ولن نضيف ذلك إلى ويلات اليمن.
سؤال: يقال، على نطاق واسع، أن لإيران تأثير كبير على الحوثيين. هل تعتقد أنه من المحتمل أن تكون إيران قد سعت إلى لعب دور بناء في دعم وقف إطلاق النار الأخير من أجل المساعدة في المفاوضات النووية؟ هل ترى وجود ارتباط ضمني؟
جواب: لا أرى رابطًا ضمنيًا، لكننا نبحث دائمًا عن طرق يمكننا من خلالها إقناع إيران بلعب دور أكثر إيجابية في اليمن. وأعتقد أن حقيقة ترحيبهم بالهدنة في 2 أبريل/ نيسان قد لقيت استحسانا هنا. كانت تلك خطوة إيجابية. لقد رحبت كل من السعودية وإيران بهدنة في اليمن. الآن، ما نحتاج إلى رؤيته من الإيرانيين هو ما إذا كان سلوكهم على الأرض سيتغير. هل سيستمرون في تهريب الأسلحة إلى اليمن ومخالفة قرارات مجلس الأمن؟ هل سيستمرون في تدريب وتسليح وتجهيز الحوثيين- في إنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار؟ هل سيستمرون في تشجيع الحوثيين على مهاجمة السعودية والإمارات- أو دول الخليج الأخرى؟ يتعلق الأمر حقًا بما يفعله الإيرانيون في الواقع في الميدان. هناك يجب أن نرى سلوكًا أفضل من إيران.
سؤال: ما هي المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة في اليمن؟ ولماذا تعتقد أنه من المهم للغاية تسمية مبعوث خاص؟ وماذا تعتقد أنك ستتمكن من تحقيقه؟
جواب: أعتقد أن الولايات المتحدة في ظل الإدارة الجديدة سعت حقًا إلى تسليط الضوء على أهمية الدبلوماسية. ما نراه من الهدنة في اليمن يعد إنجازا دبلوماسي. وبوجود الولايات المتحدة والأمم المتحدة والقوى الأخرى التي عملت على حل هذه المشكلة لفترة طويلة، حققنا أخيرًا هذا الاختراق من خلال المشاركة المضنية والمتعبة. كان لدي ما يقرب من 20 رحلة إلى المنطقة على مدار الخمسة عشر شهرًا الماضية، وكذلك رحلات إلى الدول الأوروبية. كل هذا الحشد من التصميم الدولي لإنهاء الصراع ولملمة الصفوف دوليًا حتى نتحدث جميعًا بصوت واحد حول النقاط الرئيسية للصراع- لا يوجد حل عسكري، ولا يوجد طرف واحد لديه القدرة على إخضاع اليمن بالكامل، يجب أن يكون هناك مفاوضات سياسية- التي ساعدت عليها الدبلوماسية الأمريكية وجهودنا بشكل كبير. وأعتقد أنه، إلى جانب الشعور بالعزيمة في الخليج على ضرورة إنهاء هذا الصراع، أعطى بعض الوحدة والهدف والتوجيه للجهود الدولية. أعتقد أننا رأينا بعض الفوائد من هذا النوع من التصميم والمشاركة.
سؤال: كانت رحلتك الأخيرة قد استغرقت ثلاثة أسابيع على غير العادة. ما الذي قدرت على إنجازه في تلك الفترة الزمنية؟
جواب: كانت هناك زيادة حقيقية في النشاط الدبلوماسي- من قبلنا ومن قبل الأمم المتحدة- وهذا ما أدى إلى الهدنة في 2 أبريل. وحيث أن المحادثات اليمنية اليمنية في الرياض أفضت إلى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد، فقد اتصل بهم وزير الخارجية الأسبوع لتهنئتهم- ولكن أيضًا لتشجيعهم على التواصل عبر الخطوط الحزبية في اليمن وتعزيز المصالحة ومكافحة الانقسام الذي أصاب البلاد. لقد حاولنا ضمان أن تبدأ هذه القيادة الجديدة بداية جيدة وأن نستمر، في محطاتنا الأخرى في المنطقة، في تسليط الضوء على أهمية استمرار الدعم الاقتصادي والإنساني لليمن. كل هذا يلخص قيمة الدبلوماسية الأمريكية وانخراط الولايات المتحدة في الصراع اليمني في هذا الوقت بالذات.
سؤال: كما تعلم، كنا منخرطين في السياسة اليمنية. ولقد ساعدنا في تأسيس الحوار الوطني اليمني- الذي انهار وأدى جزئيًا إلى هذه الحرب الأهلية. فلماذا يجب أن نكون أكثر تفاؤلا الآن؟ ما أسباب هذا التفاؤل الذي لدينا الآن، من أن هذا سوف يسير في اتجاه مختلف؟
جواب: لأول مرة منذ ست سنوات نرى هدنة في اليمن. وإذا نظرت إلى مستويات القتال حتى 2 أبريل، فستجد أنها مهمة جدًا حيث أنخفضت بشكل حاد منذ 2 أبريل، والهدنة صامدة إلى حد كبير في معظم أنحاء البلاد. هناك قيادة حكومية يمنية نشطة. وهناك العديد من القنوات الخلفية التي تعمل الآن بين الأطراف المختلفة والتي أعتقد أنها مهمة جدًا للترويج لحل شامل. ولديكم مجتمع دولي موحد، يقول، "دعونا ننجز هذا. حان الوقت لإنهاء الصراع في اليمن". لا أحد يريد هذا أكثر من الشعب اليمني، وفي علاقاتنا معهم و- في العديد من الرحلات إلى اليمن التي قمنا بها خلال الشهرين الماضيين- نسمع أصواتهم تأتي بقوة في مناشداتهم لتحقيق ذلك.
سؤال: من الخارج، يبدو أن الخليج، بشكل خاص، لم يكن ممتنًا. ففي الواقع، ما رأيناه من الإماراتيين هو أنهم يبدون غاضبين لأن الولايات المتحدة ما كانت أكثر جدية إزاء مسألة إطلاق عدة صواريخ يمنية على أبو ظبي. لقد شعروا أن الولايات المتحدة لم تكن شرسة كما ينبغي. أفترض أنه يمكنك القول إن الضغط الإماراتي في اليمن، والذي ساعد في إثارة هذه الحركة الدبلوماسية، كان ردًا جزئيًا على الهجمات الصاروخية. هل هناك شعور بالامتنان في الخليج؟ الصورة العامة هي أن الخليج يشعر أن الولايات المتحدة أقل انخراطاً، ولا تقوم بما يجب أن تقوم به هناك.
جواب: ليس بالضرورة أن يكون هناك امتنان، لكن أعتقد أن هناك تقديرًا حقيقيًا للمشاركة الأمريكية في اليمن. وللتو أنا عائد من رحلة- استغرقت 10 أيام- عقدت خلالها اجتماعات مع الإماراتيين والسعوديين والقطريين والكويتيين، هناك شعور قوي بالتقدير للدبلوماسية الأمريكية. أعتقد أن هناك اعترافًا بأننا ربما لم نكن لنصل إلى هذه المرحلة بدون الدبلوماسية الأمريكية. وكما قلت أنت، هناك طريق طويل نقطعه، ولم نحقق السلام في اليمن. لكن هناك هدنة. وهناك عناصر من الهدنة في طور الانتهاء. وهذه نقطة مضيئة، لكنها أيضًا لحظة حاسمة ستفرض على المجتمع الدولي- والأهم من ذلك الأطراف اليمنية نفسها، اتخاذ بعض القرارات الصعبة، ومواصلة دعم الهدنة، وتمديدها وبناءها في اتجاه وقف إطلاق نار أكثر ديمومة، ولديهم نوع من المصالحة والمشاركة اللازمين لليمنيين لتحديد مستقبل بلدهم.
سؤال: لقد قلت إنك قمت بـ 20 رحلة في آخر 15 شهرًا. هل تمنحك الهدنة فرصة لعدم التخطيط لرحلتك القادمة؟
جواب: حسنا هناك مشاركة مهمة أيضا في واشنطن. إن دور الكونجرس مهم للغاية، لذا فإن الفرصة لإحاطة الكونغرس والتحدث علنًا عندما تكون هناك أحداث في العالم من شأنها أن تغرق كليا بصيص الأمل الصغير هذا في اليمن لهو أمر مهم. من الواضح أن هناك قدرًا هائلاً من الاهتمام بأوكرانيا- كما ينبغي أن يكون- لكن أزمة أوكرانيا تؤثر أيضًا على اليمن. أقدر لك هذا الوقت الذي تقضيه معي (في هذا الحوار) لأنني أعتقد أنه من المهم أن يعرف الناس أن هناك لحظة إيجابية هنا. ومن المهم أيضًا معرفة أنها هشة أيضًا، وأنه سيتطلب انخراطا دوليا مستمرا لتحويل هذه اللحظة إلى عائد سلام أكبر لليمن ولمنطقة الخليج على نطاق أوسع.