قالت باحثة غربية إنه، برغم اختلاف أهداف واحتياجات الرياض وأبو ظبي في اليمن، إلا أن إطلاق قوة المهام المشتركة 153 بقيادة الولايات المتحدة في البحر الأحمر، باب المندب وخليج عدن، الذي تزامن مع دخول الهدنة التي اتفقت عليها الأطراف المتحاربة في اليمن حيز التنفيذ، يتناسب مع الاستراتيجيات السعودية والإماراتية في اليمن.
وأفاد الباحثة، إليونورا أرديماغني ، وهي زميلة أبحاث مشاركة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية «ISPI»، "بأن المهمة تستهدف تهريب الأسلحة في الشريط الساحلي الطويل، وبالتالي إرسال رسالة إلى الحوثيين وإيران".
وأضافت: "بالنسبة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تسعى هذه الهدنة إلى هدفين: وقف تصعيد هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار، مع توحيد جبهة يمنية حقيقية مناهضة للحوثيين".
ووفق الباحثة، كلا هذين الهدفين صعب التحقيق، رغم أن الهدنة خطوة مشجعة، وقالت بأنه "لن يكون لدى المملكة العربية السعودية استراتيجية خروج عسكري قابلة للتطبيق من اليمن طالما استمر الحوثيون في ضرب المملكة والأهداف الاقتصادية في البحر الأحمر". وذكرت بأن "أمن الحدود يظل هو الهدف الأساسي للرياض".
كما قالت الباحثة بأن العقد الماضي، شهد تقلص النفوذ السعودي في اليمن، حيث أشارت "بأن تكليف المجلس الرئاسي الجديد، يهدف أيضًا إلى تعزيز مكانة المملكة في العملية السياسية".
بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ترى الباحثة بأن الواقع هو عكس ذلك تمامًا، حيث اكتسبت أبو ظبي نفوذًا ملحوظًا في اليمن بسبب الحرب، والإماراتيون مستعدون حاليًا للحفاظ على التمدد الجيوستراتيجي الذي حصلوا عليه في سواحل وجزر اليمن.
وبحسب تعبيرها، يتم ضمان نفوذ الإمارات من خلال وجود العديد من القادة العسكريين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة في المجلس الرئاسي الجديد.
ومؤخرا، أعلن ضابط رفيع في الأسطول الخامس الأمريكي، وهو الأدميرال كوبر أن البحرية الأمريكية بصدد انشاء قوة عمل جديدة لزيادة وجودها إلى جانب الدول الحليفة في منطقة البحر الأحمر، وتأتي هذه الخطوة في أعقاب عدة هجمات في المنطقة نُسبت إلى المتمردين الحوثيين في اليمن - على الرغم من أن الضابط كان متحفظًا حول مسألة الربط بين الحدثين.
وقال كوبر: من خلال دعم المهمة هذه، "سنقوي القوة البحرية المشتركة التي تعد أكبر شراكة بحرية متعددة الجنسيات في العالم، وفي النهاية سنعمل على تعزيز الاستقرار والأمن في البحر الأحمر وفي المنطقة".
عندما سئل العديد من المراسلين عما إذا كانت فرقة العمل الجديدة مرتبطة بهجمات الحوثيين المدعومين من إيران، اعترض الأدميرال كوبر واستشهد بدلاً من ذلك بكمية التجارة الكبيرة التي تتدفق عبر الممر المائي الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالخليج العربي عبر قناة السويس، وقال أيضا إن الفرقة تهدف إلى وقف مختلف جهود تهريب الفحم والمخدرات والأسلحة.
وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن سلسلة هجمات في الأشهر الأخيرة استهدفت السعودية لتعطيل قدرتها على تصدير النفط إلى الاقتصاد العالمي. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أحد هذه الهجمات وقع قبل أسابيع فقط في مدينة جدة الساحلية وملأ السحب بالدخان الأسود خلال سباق سيارات الفورمولا 1 الذي حدث في مكان قريب.
تضم قيادة القوات البحرية المشتركة عدة فرق عمل أخرى، من بينها فريق يركز على الأمن خارج الخليج العربي، والثاني يتعامل مع جهود مكافحة القرصنة، وثالث مكلف بالأمن داخل الخليج العربي.
أخبار ذات صلة
الأحد, 17 أبريل, 2022
"الدخول من نافذة الأمن غير التقليدي".. فرقة الواجب البحرية "153" في البحر الأحمر .. لماذا الآن؟
الجمعة, 15 أبريل, 2022
"قوة بحرية جديدة متعددة الجنسيات".. هل تضيّق الخناق على تهريب الأسلحة للحوثيين في اليمن؟
الاربعاء, 13 أبريل, 2022
البحرية الأمريكية تشكل قوة جديدة للقيام بدوريات في البحر الأحمر وخليج عدن