جذب إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي استقالته من منصبه ونقل السلطة إلى مجلس رئاسي، اهتمام الصحافة الغربية التي اعتبرت ذلك تحولا بارزا سيلقي بظلاله على قضايا محورية في حرب اليمن، أبرزها تأثيره على آمال السلام في البلاد، وكذلك أهمية الخطوة في إعادة تنظيم المعسكر المناهض للحوثيين بالإضافة إلى دلالات هذا التحول بالنسبة لمستقبل التدخل السعودي المباشر في حرب اليمن.
وتباينت أراء وتعليقات أبرز الصحف الأمريكية التي تابعها "يمن شباب نت " ورأت في خطوة هادي تعديلا شاملا يأتي بدعم من مؤيديه في المملكة العربية السعودية بهدف تحفيز الجهود لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات والتي عصفت بشبه الجزيرة العربية، حيث جاءت على النحو التالي:
صحيفة نيويورك تايمز «The New York Times»، اعتبرت بأن اعلان الرئيس عبد ربه منصور هادي تنازله عن السلطة بعد أيام من سريان وقف إطلاق النار لمدة شهرين، يمثل إشارة أخرى إلى أن السعودية وحلفائها في الخليج العربي ربما يبحثون عن طريق للخروج من سنوات شهدت إراقة الدماء في اليمن.
حيث فوض هادي المجلس الرئاسي الجديد لإدارة الحكومة وقيادة محادثات السلام مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على صنعاء، عاصمة اليمن، وشمال غرب البلاد.
وأضاف تقرير نشرته الصحيفة، بالقول "بأن هذه الخطوة تمثل أهم مسعى لإعادة تنظيم القوات المناهضة للحوثيين في اليمن منذ بدء الحرب"، لكن المحللين أثاروا تساؤلات حول مدى فاعلية ذلك في دفع عملية السلام إلى الأمام بالنظر إلى المواقف المتباينة لأعضاء المجلس الثمانية.
وكتب غريغوري جونسن، العضو السابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، على تويتر: "من الواضح تمامًا أن هذه ربما المحاولة الأخيرة لإعادة تشكيل شيء يشبه الوحدة داخل التحالف المناهض للحوثيين"، وأضاف "المشكلة هي أنه من غير الواضح كيف يمكن لهؤلاء الأفراد المختلفين، وكثير منهم لديهم آراء متعارضة تمامًا، أن يعملوا معًا".
ووفق التقرير، تأتي الدفعة الجديدة لإنهاء الحرب بعد سبع سنوات من القتال الطاحن الذي حطم الدولة اليمنية، وأنتج واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وقوض أمن الممالك الغنية المنتجة للنفط في الخليج العربي، والمتحالفة مع الولايات المتحدة.
ورجحت الصحيفة الأمريكية أن يكون تنازل هادي قد تم بوساطة من السعودية، التي تستضيف مئات اليمنيين الذين يمثلون مجموعات سياسية مختلفة في عاصمتها الرياض، منذ الأسبوع الماضي لإجراء محادثات من المتوقع أن تنتهي يوم الخميس، حيث رحبت السعودية والإمارات بانتقال السلطة وتعهدتا بتقديم 3 مليارات دولار كمساعدة للحكومة اليمنية، بما في ذلك مليار دولار لدعم البنك المركزي في البلاد، الذي فشل في الحفاظ على قيمة العملة الوطنية من التدهور.
وأشار التقرير الى أن مجلس الرئاسة سيواجه عقبات كبيرة، وتساءل جونسن عن مدى فعاليته، وقال: "من الناحية النظرية، أستطيع أن أفهم كيف من المفترض أن يعمل هذا: إحضار جميع الوحدات العسكرية المختلفة تحت مظلة واحدة عملاقة لمواجهة الحوثيين".
وأضاف: "لكن من الناحية العملية لا أعتقد أن هؤلاء الممثلين سيكونون قادرين على تنحية خلافاتهم العديدة جانبًا من أجل الاتحاد ضد عدو مشترك".
وبحسب التقرير يبرز سؤال آخر معقد حول ما إذا كان الحوثيون يريدون السلام بالفعل، حيث شهدت السنوات السبع الماضية نموهم من حركة متمردة إقليمية فظة إلى حكومة أمر واقع تسيطر على العاصمة، وتمول نفسها من اقتصاد حرب واسع وتطلق صواريخ باليستية بانتظام على أعدائها.
وختم التقرير بالقول "سبع سنوات من الحرب فشلت في إزاحة الجماعة، ومن غير المرجح أن يتنازل قادتها عن أي من سلطتهم دون تلقي تنازلات كبيرة."
وتحت عنوان "رئيس اليمن المنفي يتنحى جانبا والهدنة تبعث الآمال في إنهاء الحرب" نشرت وكالة أسوشيتد برس «AP»، تقرير، وقالت: أن تنحى الرئيس اليمني ونقل صلاحياته إلى مجلس رئاسي يأتي في وقت اكتسبت الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة في البلاد زخما بهدنة لمدة شهرين".
ووفق التقرير "يبدو أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللاعبان الرئيسيان في الصراع، كان لهما دور في قرار عبد ربه منصور هادي، وسرعان ما رحبت به بتعهد بمبلغ 3 مليارات دولار كمساعدة، كما أن رئيس المجلس الجديد لديه علاقات وثيقة مع الرياض".
وتساءل التقرير بالقول "يبقى أن نرى ما إذا كان هذا التحول سيعجل بإنهاء الحرب الطاحنة، حيث كانت المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في طريق مسدود والقتال، واستمرت الضربات الجوية والهجمات الصاروخية حتى أواخر الشهر الماضي".
وقالت الاسوشيتد برس "بأن هذه الخطوة تهدف إلى توحيد المعسكر المناهض للحوثيين بعد سنوات من الاقتتال والخلافات، ويكاد يكون من المؤكد أنه تم تدبيرها في الرياض، حيث اجتمعت الفصائل اليمنية خلال الأسبوع الماضي لمناقشة جهود إنهاء الحرب".
يتمتع رئيس المجلس، رشاد العليمي، الذي وصفه تقرير لشبكة سي ان ان «CNN» بالسياسي المخضرم، بعلاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية وجماعات سياسية أخرى داخل اليمن، بما في ذلك حزب الإصلاح القوي - فرع الإخوان المسلمين في اليمن.
وتحدث تقرير "سي إن إن" عن آمال السلام في اليمن مع استبدال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمجلس رئاسي تم تشكيله حديثًا في محاولة لدعم جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات في البلاد.
ووفقا للتقرير، وصف محللون الإعلان بأنه "صفقة كبيرة" في الصراع المرير الذي وصف بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ومن بين الأعضاء الآخرين شخصيات مدعومة من الإمارات، بما في ذلك رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وعبد الرحمن المحرمي قائد لواء العمالقة، ومن المقرر أن يشارك في المجلس طارق صالح القائد العسكري وابن شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفيما يخص تسليط الضوء على التطور، غرد بيتر سالزبوري، محلل شؤون اليمن البارز في مجموعة الأزمات الدولية، قائلاً: "إن الإعلان عن تنازل هادي عن سلطاته لمجلس رئاسي يتألف من شخصيات سياسية وعسكرية رئيسية ذات أدوار مباشرة على الأرض هو صفقة كبيرة".
ورجح بأن نشهد نتيجة لذلك تحولا في الأعمال الداخلية للكتلة المناهضة للحوثيين منذ بدء الحرب"، وأضاف متسائلاً: "كيف سيعمل هذا في الواقع سيكون ... معقدًا على أقل تقدير".
أخبار ذات صلة
الخميس, 07 أبريل, 2022
من هو "رشاد العليمي" رئيس مجلس القيادة الرئاسي الجديد باليمن؟
الخميس, 07 أبريل, 2022
السعودية تعلن تقديم دعم لليمن بـ 3 مليار دولار وتدعو المجلس الرئاسي للتفاوض مع الحوثيين
الخميس, 07 أبريل, 2022
الرئيس هادي يعلن نقل السلطة في اليمن وتشكيل مجلس رئاسي من 8 أعضاء (نص الإعلان)