سجن الأمن السياسي في محافظة إب (جهاز المخابرات)، أحد أسوأ السجون التي تُديرها مليشيا الحوثي في اليمن، تستخدم فيه مليشيا الحوثي الإرهابية صنوف التعذيب المُفضي إلى الموت، كأحد وسائل عمليات التصفية التي تُشرف عليه فرق إجرامية تتصل مباشرة بزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، بقيادة القيادي الحوثي "أبو هاشم الضحياني"، مدير السجن حاليا، الذي تربطه به علاقة قرابة.
 
منذ سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية على محافظة إب، وسط البلاد، في أكتوبر/ تشرين الثاني 2014، استخدمت المليشيا سجن الأمن السياسي كمعتقل خاص، نقلت إليه آلاف المختطفين؛ من سياسيين وإعلاميين وناشطين وأفراد في المقاومة المسلحة ضد المليشيا الحوثية؛ واستخدمت فيه شتى صنوف التعذيب، حتى بات يُعرف بسجن "أبو غريب"- السجن العراقي سيء الصيت.
 
استخدمه النظام السابق سجناً لمعارضيه من السياسيين وأصحاب الرأي، وبعد الانقلاب استخدمته المليشيا الحوثية لسجن وتعذيب معارضيها الرافضين للانقلاب وسياسات وتوجهات الميليشيا. وبداخله سُجن شباب الثورة، وقيادات "حركة رفض"، ومنظمي "مسيرة الماء" التي نظمت من قبل ناشطين بمحافظة إب لدعم أبناء تعز منتصف أكتوبر 2015... وغيرهم الكثير. ومنه مر الشهيد القائد "أمين الرجوي" قبل أن ينقل لاحقا إلى سجن "هران" في ذمار ليستشهد هناك مع العشرات من المختطفين، بعد استخدامهم كدروع بشرية من قبل الميليشيات.
 
في هذا التقرير يعتمد "يمن شباب نت" على بيانات جمعها من عدة مصادر خاصة، مضافا إليها شهادات من مختطفين سابقين، وإحدى المنظمات الحقوقية المعنية بمثل هذه التفاصيل، ومركز إعلامي؛ ليحصل منها على إحصاءات ومعلومات جديدة لم تُنشر من قبل.
 

الموقع والوصف



 إدارياً يقع سجن "الأمن السياسي" بمدينة إب في إطار مديرية "المشنة"، معتليا تلة مرتفعة أعلى شارع تعز من جهة الشرق، وفي محيطه الشمال يقع مستشفى الأمومة والطفولة، ويجاوره إلى الجنوب معسكر الشرطة العسكرية ومقر الاستخبارات العسكرية..
 
ويضم المجمع عدد من المباني الإدارية تشمل الإدارة ومكاتب الموظفين والضباط، إلى جانب غرف الاحتجاز الجماعية والانفرادية، وغرف التحقيق، وغرف استقبال الزائرين، ومطبخ ومصلى..
 
وتضم مباني السجون الرئيسية عنبر الاحتجاز الجماعي (رقم 8 في الصورة المرفقة) المكون من أربع غرف وثلاثة حمامات (في كل غرفة يوضع قرابة 12 سجينا، ويصلون إلى 30 سجينا في ذروة الاختطافات). وفي الجهة المقابلة لها توجد السجون الانفرادية (رقم 9 في الصورة)، وتتكون من ثمانية زنازين انفرادية، وحمامين أثنين، وغرفة الشماسي (التوقيف) وغرفة الزيارات، إلى جانب غرف المستلمين والحراسة.
 
ويوجد في البدروم، الواقع في منتصف المجمع إلى الغرب، سجن تعذيب خاص يعرف بـ "الضغاطة" (مبنى رقم 6 في الصورة) بعمق يصل إلى 12متر تحت الأرض، وهو على شكل حدوة الفرس، ويضم تسع غرف (زنزانات)، وحمام، كما يوجد به ونش معلق بالوسط يستخدم للتعذيب. وهو كان بالأصل خزان مياه بناه الأتراك قبل أن يتم بناء غرف فوقه للمستلمين والحراسة، وفتحت فيه أربع منافذ تهوية تغلق بين الحين والآخر أثناء عمليات التعذيب ليصعب على من بداخلها التنفس فيها.
 
وبداخل السجن غرف مستقلة للتحقيق (المبنى رقم 7 في الصورة)، معدة بكل الوسائل التعذيب بينها وسائل حديثة إلى جانب الوسائل القديمة المعروفة مثل الكراسي الكهربائية والصعق بالتيار الكهربائي، والمقصات المختلفة، والأسياخ الحادة، وأخشاب بأحجام مختلفة، وآلات نشر الخشب، ورافعات تعذيب، وكذلك بعض الاسلاك المختلفة. وهذه الغرف يسمح للسجين مشاهدتها وما تحويته في اليوم الأول من التحقيق معه لإرهابه، وبعدها يتم عصب عينيه وربط يديه كلما أخذ إلى التحقيق. حسب ما أكد لنا عدد ممن اختطفوا ووضعوا في السجن وتم التحقيق معهم وإطلاقهم لاحقا.. 
 
وهناك بعض الآلات التي تصدر أصوات من أجل إرهاب وإرعاب السجناء. ومن ضمن وسائل الترهيب النفسي يتحدث المحققون في بعض الأحيان عن غرفة خاصة بها حيوانات وزواحف سامة مثل الثعابين والعقارب.
 
 
أهوال الجحيم الحوثي

وحسب شهادات مختطفين سابقين، تحدثوا لـ "يمن شباب نت"، فإنهم تعرضوا لفترات طويلة لأنواع من عمليات التعذيب؛ كالضرب المبرح والتعليق في أوضاع عكسية، فضلا عن تعذيبهم بالصدمات الكهربائية والحرق بالسجائر وصب الماء الساخن على أجسادهم، والضرب بأعقاب البنادق، والمنع من النوم بطرق عدة بينها استخدام الضوضاء والتقطير وحجزهم مع نزلاء خطرين من أصحاب السوابق الجنائية الجسيمة والإرهابيين، إلى جانب الحرمان من الأكل لأيام أو تقديم أكل ملوث، ومنع تزويدهم بالملابس والبطانيات والأدوية..
 
ويعتبر التعذيب النفسي من أخطر الوسائل المستخدمة؛ بينها التهديد بالقتل وإخضاعهم لعمليات إعدام وهمية، وكذا التهديد بانتهاك أعراضهم ومحاكات ذلك عبر خلع ملابسهم بالكامل، واستخدام الشائعات كإبلاغهم بوجود معلومات بقصف السجن وإخضاعهم لبروفات عملية استعدادا لذلك، والتخويف بتعريض أهاليهم للاستهداف بالقتل وغيرها من الأشياء المخيفة..
 
في الذكرى السابعة لاختطافه، تحدث القيادي المؤسس في "حركة رفض" الناشط الشبابي أمجد الجحافي، مع مراسل "يمن شباب نت"، عن الأهوال الجسدية والنفسية التي تعرض لها مع عدد من زملاءه في سجن الأمن السياسي بإب..
 
كان الجحافي قد اُختطف على خلفية نشاطه الميداني في "حركة رفض"، التي قادت حركة احتجاج واسعة ضد الحوثيين في محافظة إب، وعدد من المحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي. وحاليا يعيش الجحافي في منفاه الاختياري بإحدى الدول الأوروبية، التي غادر إليها بعد خروجه من المعتقل وتعرضه فيه لأشهر متواصلة من التعذيب بدون رحمة.
 
"تعرضت لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وفي الجانب النفسي أتذكر أن مدير السجن آنذاك عادل عنتر، جنّد أحد المخبرين لجمع معلومات عن أسرتي، ليبدأ معي مسلسل الترهيب بالأهل". هكذا بدأ الجحافي فتح الصفحات السوداء من حياته، التي خزنتها ذاكرته للأبد.
 
يضيف: "وفي وإحدى ليالي التعذيب الموحشة أبلغت أن أخي الأصغر وأبي تم جلبهما إلى الزنزانة المجاورة، وأن والدتي قد توفت نتيجة الضغط النفسي الذي تعرضت له بسببي. علما أن والدتي كانت تعاني من بعض الأمراض المزمنة".
 
وتابع: "كان يقوم بإيصال هذه الأخبار شخص من قسم التحقيقات يدعى أبو يوسف، كي يتم تصديق الخبر باعتباره على إطلاع بكل شيء. وللتعزيز حضر إليّا مدير السجن نفسه، عادل عنتر، لتعزيتي بشكل شخصي، ثم قال لي: لقد كنت السبب بوفاة أمك، وسوف تكون السبب بقتل أخيك وأبيك. وهذا تسبب لي بصدمة نفسية كبيرة".
 


وفي إحدى المرات أيضا، أبُلغ الجحافي بصدور قرار إعدامه بتهمة الخيانة العظمى، بدون أي محاكمة، وأنه لم يتبقى سوى التوقيع النهائي للتنفيذ. وتعليقا على ذلك قال: "وهذا يدفعك للموت أكثر من مرة"، ثم أردف: كان ذلك نوع من أنواع الترهيب الكثيرة، والتي من بينها أيضا الوعود الكاذبة بالإفراج، وجلسات التحقيق الليلية على وقع قرع أبواب السجون، والصراخ الشديد، كل ذلك لإجبارك على الرضوخ والاستسلام.. وحين يفشلون في تحقيق مرادهم يبدؤون بعمليات التعذيب الجسدي المؤلمة".
 
وتحدث عن أنواع التعذيب الجسدي، التي تعرض لها وكثير من زملائه المختطفين؛ مثل الصعق الكهربائي الذي تعرض له عدة مرات عبر أدوات صعق يدوية من قبل المدعو "أبو عادل السوادي"، موضحا: وهذه يصل تأثيرها إلى القلب مباشرة، وذلك بسب الصعق قرب القلب، وقد يظل التأثير لمدة أسبوع مع الشعور بالإرهاق والخمول نتيجة ذلك".
 
أضف إلى ذلك؛ التعذيب بجهاز كهربائي على شكل كرسي مرتبط بأسلاك كبيرة، ورافعة يتم ربط المختطف في أسفل قدميه ورفعه للأعلى حتى يفقد الوعي؛ إلى جانب وسائل أخرى عديدة كقرص الأظافر والآذان بآلات حادة عند كل تحقيق، فضلاً عن التعذيب بالأكل المقدم في أطباق غير نظيفة، وأشياء كثيرة..
 
وفي جانب التعذيب النفسي؛ تحدث الجحافي عن تعرضه أكثر من مرة لعمليات محاكاة للإعدام، حيث كان يتم عصب عينيه وربط يديه إلى الخلف، ثم يقوم أحدهم بوضع السلاح على رأسه، وأحيانا يكون السلاح فارغا فيتم ضغط الزناد ببطء، وأحيانا أخرى يكون ممتلئا ولكن يتم إطلاق الرصاص في الهواء. وقال إنه تعرض لهذا النوع من التعذيب النفسي خلال ثلاثة أشهر من قبل عادل عنتر وأبو هاشم.
 

تعذيب وابتزاز 
 
زميله أحمد هزاع أمين عام "حركة رفض"، كان أيضا من أوائل المختطفين في محافظة إب، حيث تم اختطافه مطلع العام 2015 على خلفية قيادته الحركة الاحتجاجية ضد الحوثيين، قدم هو الأخر شهادته لـ "يمن شباب نت"، حول تعرضه لأنواع كثيرة من التعذيب كتلك التي تحدث عنها رفيقه أمجد الجحافي، وزاد عليه أنه تعرض أكثر من مرة لجلسات تحقيق وتعذيب كانت تنتهي برشه بالماء البرد وتركه في باحة السجن لساعات خصوصا في الأيام شديدة البرودة.
 
وإلى جانب الصعق بالكهرباء والضرب بالعُصي، يضيف هزاع: "كان يتم تحميلنا الأثقال لساعات وأعيننا معصوبة وأيدينا مقيدة، وبعد ساعات من جلسات التعذيب المكثف كان أحيانا يغشى علينا فيتم حملنا إلى الزنزانة، وحين نصل لا نعرف: هل نحن دائخون من الأعياء والتعذيب، أم أننا نتعذب ونحن نيام".
 
ويقول أيضا: "كان المحققون يُجبرونا على تناول حبوب مدرة للبول قبل التحقيق، ثم يبقونا في غرف التحقيق لوقت طويل دون السماح لنا للخروج إلى الحمام كنوع آخر من التعذيب".
 
كان هزاع مصابا بأمراض مزمنة، وفي المعتقل منعت عنه العلاجات الخاصة به ما أدى إلى مضاعفة حالته المرضية، بل أصيب بأمراض إضافية أخرى، يقول إنها لا زالت تلازمه حتى اللحظة.
 
ومن الأشياء الكثيرة المؤلمة، التي عانى منها أثناء فترة السجن، تعرضه لعمليات ابتزاز مالي فضيعة ومنظمة. حيث كان يتم إبلاغه بأن أحد أفراد أسرته توفي، أو تدهورت حالته الصحية ونقل إلى المستشفى، ثم يُمنع من الاتصال بأهله للتأكد والاطمئنان، وبعد إلحاح شديد يُسلم له التلفون مقابل نحو 100 دولار آنذاك، لدقيقة واحدة فقط..!! كما أكد أيضا أن السجانين كانوا يصادرون بعض المبالغ التي كانت تصله من أهله ويعطونه مقابلها بعضاً مما يطلبه ولكن بأسعار مضاعفة، هذا إن لم ينهبوها.
 
ليس ذلك فحسب، بل أنه تفاجأ عقب خروجه من السجن، أن أسرته هي الأخرى تعرضت للابتزاز المالي طوال فترة مكوثه في السجن، وذلك من قبل سجانين وقيادات في المليشيا، بل وإدارة السجن أيضا، على إثر وعود لتخفيف العقوبات عنه، ولاحقاً للإفراج عنه دون الوفاء بذلك، ليجد نفسه بعد إطلاق سراحه أسيراً للديون، غير الممتلكات التي باعتها أسرته للحصول على المال ودفعها لهم.
 

 

وسائل أخرى وأرقام

منذ وقت مبكر من الانقلاب الحوثي برزت ظاهرة تعذيب المختطفين حتى الموت في محافظة إب، لكن الظاهرة لم تحظى بتغطية إعلامية في وسائل الإعلام تتوافق وحجم الجريمة، إلاّ من رصد وتوثيق إعلامي وحقوقي محلي لم يشق طريقه إلى وسائل الإعلام المختلفة التي ربما لم تكن بذات الاهتمام الذي هي عليه اليوم.
 
وأكد عدد من المختطفين المحررين، أن التغذية في السجن نوع من أنواع العذاب هناك حيث يُمضون طوال فترة السجن على ذات الوجبة التي تُقدم لهم وهي لم تنضج بعد (فاصوليا في الصباح والليل، ورز ومشكل في الظهر).
 
ويضيف عدد من استمعنا لشهادتهم أنهم يُجبرون على الدخول إلى الحمام لأوقات محددة في اليوم، ولا يسمح لهم في غيرها تحت أي ظرف، كما أنهم يُمنعوا من التعرض للشمس أو عرض ملابسهم وفرشهم للهواء أو دخول كتب للقراءة أو أقلام للكتابة.
 
كما يُمنع كثيراً منهم من التواصل مع أهاليهم لأشهر، وبعضهم لسنوات، حتى أن بعض الأهالي تفاجئوا بوجود أبناءهم المخفيين أحياءً في السجن، كحالة المختطف "محمد العهامي" الذي ظل لسنوات في سجن الأمن السياسي بمدينة إب دون معرفة أسرته بذلك.
 
وبجهود شخصية محفوفة بمخاطر القبضة الأمنية في المحافظة، عمل راصدون على توثيق الجرائم ونشرها كما هو الحال مع (المركز الإعلامي للمقاومة)، ومنظمة رصد للحقوق والحريات.
 
وتشير تقارير منظمة رصد للحقوق والحريات التي حصل عليها "يمن شباب نت" إلى وفاة 18 مختطفاً تحت التعذيب في سجن الأمن السياسي بالمحافظة منذ الانقلاب (بعضهم توفوا عقب خروجهم من السجن بأيام متأثرين بالتعذيب)، فيما عدت حالات التعذيب بالمئات.
 
ووفقاً لبيانات المنظمة فقد نزل في السجن منذ بدء الانقلاب وحتى الآن أكثر من 3,700 مختطف من مختلف الفئات، خرج غالبيتهم، بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، فيما خرج بعضاً منهم في عمليات تبادل، إما رسمية أو خاصة.
 
ويتهم المختطفون قادة في مليشيات الحوثي المتمردة المسؤولية عن جرائم الاختطاف والإخفاء والتعذيب، على رأسهم مدير السجن الحالي (أبو هاشم الضحياني)، والمدير السابق عادل عنتر، وقيادات أخرى بينهم المدعو "أبو حمزة" والمدعو "أبو عادل السوادي"، وغيرهم ممن كانوا يديرون الملف الأمني مثل المدعو "أبو كاظم"، ومدير أمن المحافظة الأسبق محمد عبد الجليل الشامي، والقيادي في الجماعة فضل المطاع، كما يتهمون المتعاونين معهم من قيادات السلطة المحلية في المحافظة..
 

 
مشرحة آدمية 
 
ويؤكد رئيس "منظمة رصد للحقوق والحريات" عرفات حمران- في حديث خاص لـ "يمن شباب نت"- أن المختطفين في سجن الأمن السياسي بمدينة إب تعرضوا على مدى سنوات لانتهاكات وعمليات تعذيب نفسي وجسدي ترقى لجرائم حرب، ولا تنتهي بالتقادم.
 
ويضيف- نقلاً عن شهادات من مختطفين ونداءات استغاثة تلقتها منظمته: أن عدد كبير ممن تعرضوا للتعذيب فقدوا الحركة أو أصيبوا بعاهات مستديمة، من غير أولئك الذين قضوا تحت التعذيب وجرى نقلهم إلى ثلاجة المستشفيات، كحال المختطفين: "مجاهد الشعوري"، و"محمد دحان الجماعي"، فيما توفي بعضهم في المستشفيات بعد نقلهم إليها نتيجة عمليات تعذيب وحشية؛ أمثال "عبد الله الحسني" وغيره. كما جرى تصفية بعضهم كما هو حال عدد من أسرى المقاومة؛ أمثال "غمدان الشعوري" الذي تم اختطافه من مستشفى الثورة وتصفيته وهو جريح.
 
ويصف حمران السجون الحوثية بأنها عبارة عن "مشرحة آدمية متنقلة، يخرج منها المختطفون إما موتى، أو في طريقهم إلى الموت، والمحظوظ منهم من يخرج بأمراض وعاهات مستديمة"، مطالبا المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي والمبعوث الأممي بإنقاذ المختطفين والنزلاء في سجون الحوثي، وخصوصا سجن الأمن السياسي بإب "سيء الصيت"، كأولوية قصوى من منطلق إنساني بحت. حسب وصفه.
 
وفي مطلع فبراير الماضي وجه نزلاء في سجن الأمن السياسي بإب نداء استغاثة على خلفية انتشار واسع للأمراض في أوساط المختطفين. وذكر المختطفون في بلاغهم أنهم يعانون من حُميات وأمراض جلدية في الوقت الذي يواجهون فيه بتعنت وسوء معاملة من قبل القائمين على السجن.
 
وأضاف البلاغ الذي نشرته منظمات حقوقية، أن أحد مشرفي السجن ويُدعى "أبو قناص المحويتي"، قام ببيع الأدوية والمستلزمات الطبية التي تحصلوا عليها من المنظمات الدولية كمساعدات للسجناء، في وقت انتشرت فيه الأوبئة والأمراض في صفوف النزلاء.
 

 
حقوق النشر محفوظة "يمن شباب نت"  ©2022