بعد أسابيع من التوترات والإرهاصات والتجاذبات الدولية، حدث ما قيل أنه كان متوقعا، وربما أكثر في اليوم الأول من المعركة العسكرية التي شنتها روسيا الخميس 24 فبراير، ضد جارتها الأوكرانية.
قد لا تبدو هذه الحرب، البعيدة جغرافيا، ذات تأثير مباشر على الصراع في اليمن. غير أن تقدير ذلك قد يكون بحاجة إلى رصد الوقائع والتصريحات والمواقف، السابقة للحرب الروسية وما نجم عنها حتى الآن..
في هذه المساحة نقوم بعملية عرض سريعة، من زوايا متعددة، لأبرز وأهم وأحدث المؤشرات ذات العلاقة، ننشرها هنا كما هي بدون تعليق..
مجلس الأمن
قال الخبير بالشأن اليمني عضو فريق خبراء العقوبات سابقا جريجوري جونسون إن روسيا قد تعطل قرارات كانت توافق عليها بشأن اليمن، مثل قرار تجديد ولاية لجنة خبراء العقوبات التي تنتهي ولايتها الحالية في 28 فبراير الجاري.
وفي وقت سابق من شهر ديسمبر/ كانون الأول، الماضي، تحدث مندوب روسيا بمجلس الأمن عن القرار الدولي الأهم، رقم 2216، بشأن اليمن، منوها إلى تجاوزه الحقائق الموجودة حاليا على الأرض، في تلميح لضرورة تغييره.
التحالف العربي
عاد الاهتمام الدولي للحرب في اليمن منذ مطلع العام الجاري؛ مع شن مليشيا الحوثي هجمات جوية وصاروخية على السعودية والإمارات؛ لكنه تراجع منذ أوائل فبراير الجاري. ودعا محللون سعوديون إلى انتهاز الفرصة للحرب، بعيدا عن ضغط العالم المنشغل بأوكرانيا.
إيران
تعد إيران حليفا لروسيا في عدد من القضايا السياسية ونسبيا في الملف النووي وسوريا وهي تسيطر على الحوثي، وحملت إيران الناتو مسؤولية الحرب في أوكرانيا لكنها دعت إلى حل دبلوماسي وديمقراطي واتصل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الخميس بنظيره الروسي بوتين.
وقال بوتين في اتصاله يجب استمرار المشاورات بين إيران وروسيا بشأن المحادثات النووية.
ترتبط المحادثات النووية ارتباطا وثيقا لا ينفصل عن المليشيات الإيرانية في المنطقة بما فيها جماعة الحوثي باليمن.
لكن تأثيرات قطع خط الغاز والنفط الروسي يمنح إيران فرصة للحصول على حصة كبيرة في السوق الأوروبية ويحقق لها أرباح طائلة من ارتفاع أسعار النفط.
السعودية
تقول صحيفة وول ستريت جورنال "يبدو في الوقت الحالي أن أكبر مصدر للنفط (السعودية) يقف إلى جانب روسيا".
وذكرت الصحيفة أن وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، رفض في اجتماع خاص، ضخ مزيد من النفط، مشيرا إلى أن إعادة طرح الحصص المتفق عليها بين أعضاء "أوبك+" للنقاش قد تهدد بتقلب أسواق النفط عوضا عن الحفاظ على استقرارها.
ونقلت الصحيفة عن موفد من "أوبك" قوله إن "المملكة ليست على الصفحة ذاتها مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي"، وأضاف "كلنا نعلم أنهم ليسوا مستعدين للتعاون مع الولايات المتحدة لتهدئة السوق".
ولم تعلق السعودية والإمارات على بدء روسيا شن الغزو ضد أوكرانيا طيلة يوم الخميس.
عقوبات تحتمل التأثير
قال الصحفي عبد الكريم الخياطي إن تأثيرات فرض عقوبات قاسية على النفط الروسي وتعطيل خط نورد ستريم2 مع أي محاولة غربية للتأثير على الموقف السعودي المحايد حتى الآن قد يدفع بروسيا وإيران إلى شن هجمات واسعة على مضيق باب المندب لعرقلة الصادرات النفطية البديلة عن النفط الروسي تجاه أوربا.
وأيدت مليشيا الحوثي، بسرعة، قرار روسيا الاعتراف بجمهوريتي أقليم دونباس الانفصاليتين، وتبنت في إعلامها خطابا مؤيدا، كالخطاب الإيراني تماما من الحرب في أوكرانيا. ولكن لا يتوقع أي تأثير لموقف مليشيا الحوثي إلا من خلال الموقف العام لإيران ومليشياتها في المنطقة.
الأزمة الإنسانية
حذّر برنامج الأغذية العالمي الخميس من أنّ الحرب في أوكرانيا ستؤدي على الأرجح إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء في اليمن الذي مزقته الحرب، مما قد يدفع المزيد من السكان إلى المجاعة مع تراجع تمويل المساعدات.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن "عملية عسكرية" ضد اوكرانيا، ما دفع بأسعار النفط إلى تجاوز عتبة 100 دولار للبرميل. كما سجلت أسعار القمح الأوروبية مستوى قياسيًا وسط توقعات بانخفاض الإمدادات وخصوصا أن أوكرانيا وروسيا من أكبر منتجي القمح في العالم.
وقال البرنامج في بيان "يؤدي تصعيد الصراع في أوكرانيا إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء وخاصة الحبوب في اليمن الذي يعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد".
وتابع "تضاعفت أسعار المواد الغذائية في معظم أنحاء اليمن خلال العام الماضي، مما جعل أكثر من نصف البلاد في حاجة إلى مساعدات غذائية. سيؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى دفع المزيد من الناس إلى الحلقة المفرغة المتمثلة في الجوع والاعتماد على المساعدة الإنسانية".
عسكريا في اليمن
اتصل السفير الروسي لدى اليمن بعيدروس الزبيدي الخميس وأكد دعم موسكو لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن لإيجاد تسوية سياسية في اليمن برعاية الأمم المتحدة.
واستبعد الخبير العسكري اليمني على الذهب تأثير روسي مباشر على الحرب في اليمن لوجودها المحدود عسكرياً في اليمن.