في الأسابيع الأخيرة، نبذت العديد من دول مجلس التعاون الخليجي لبنان، وشرعت في مقاطعته، وفي مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، سحبت السعودية سفيرها من بيروت وأمرت السفير اللبناني بمغادرة الرياض، كما صدرت أوامر للشركات السعودية بوقف جميع التعاملات مع الشركات اللبنانية، والواردات اللبنانية محظورة الآن في المملكة.
وحذت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت حذوها بسحب وطرد الدبلوماسيين، لم تُفرض حتى الآن أشد الإجراءات، مثل تعليق التحويلات المالية من المغتربين اللبنانيين في الخليج، وحظر السفر كليا، وسحب الاستثمار الشامل من الاقتصاد اللبناني.
ونشر معهد دول الخليج العربي بواشنطن مقالا – ترجمة "يمن شباب نت" - وأشار الى أنه وبرغم أن السبب الظاهري هو سلسلة من التصريحات الاستفزازية والعدائية من قبل مسؤولين لبنانيين وشخصيات بارزة تستهدف دول الخليج وسياساتها، إلا أن هذه الاستفزازات شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير ضمن السبب المباشر الفعلي لحملة العزلة.
من بين اسباب عديدة، رجح مقال للكاتب حسين ايبيش بأن تفسير توقيت عزل لبنان يكمن في الحرب في اليمن، وكذلك الحوارات السعودية مع الحوثيين في عمان والإيرانيين في العراق، فمنذ سنوات، والمملكة العربية السعودية تبحث عن طريقة لتخليص نفسها من مستنقع اليمن.
وقال بأنه وعلى عكس الأطراف الإقليمية، التي ابتعدت جميعها عن الصراع، تواصل العديد من الجهات الفاعلة اليمنية المحلية البحث عن انتصارات في ساحة المعركة لتعزيز مواقعها الاستراتيجية المحلية، وبينما تسعى السعودية إلى تخليص نفسها، يرى الحوثيون - الذين يتوقعون استمرار المكاسب العسكرية - أن الصراع المستمر مفيد لمواقفهم السياسية والاستراتيجية والتفاوضية، ومن هنا كانت المحادثات في عمان غير مثمرة من وجهة نظر السعودية.
ومع ذلك، تفتقر الرياض إلى النفوذ على الحوثيين وتسعى إلى استخدام حوارها مع إيران في العراق لمحاولة مساعدتها في سعيها للخروج، بالنسبة للسعوديين، كانت محادثات بغداد محبطة بنفس القدر، لأنهم يسعون لمناقشة اليمن بينما يركز نظرائهم الإيرانيون بالكامل على استعادة العلاقات الدبلوماسية، تستمر المحادثات ليس بسبب أي أجندة مشتركة ولكن بسبب الرغبة المشتركة في وقف التصعيد.
لا شك أن أحد حسابات الرياض الأساسية هو أن الضغط على طهران عبر لبنان وحزب الله يوحي بمقابل ربما تجنيه، ليس فقط من حيث العلاقات الدبلوماسية مقابل تخفيف الدعم الإيراني للحوثيين، ولكن أيضًا كنوع من التبادل اللبناني- اليمني.
حيث أن المعنى الضمني للوضع الحالي هو أنه إذا خففت إيران الضغط على السعودية من خلال تقليص الدعم للحوثيين، سيمكن للسعودية وحلفائها تخفيف أو على الأقل عدم تكثيف ضغطهم على لبنان وبالتالي على حزب الله وإيران في نهاية المطاف.
تعزز هذا الارتباط بشكل كبير من خلال الأدلة القوية على الدعم المكثف لحزب الله على الأرض للحوثيين في ساحة المعركة إلى جانب تقديم الخبرة الفنية والتواصلية والسياسية لهم.
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 10 نوفمبر, 2021
جنبلاط: حزب الله يقود حرباً في اليمن ولا يكترث لمصالح اللبنانيين
الاربعاء, 20 أكتوبر, 2021
واشنطن: مكافأة 5 ملايين دولار للحصول على معلومات عن إرهابي من حزب الله في اليمن
الأحد, 08 نوفمبر, 2020
الجيش يعلن مقتل خبيرين من حزب الله ونحو 50 قياديا حوثيا خلال أسبوع