قالت صحيفة بريطانية، إنه حتى في الوقت الذي يكافح فيه الدبلوماسيون لإيجاد صيغة لإنهاء الصراع المسلح المستمر منذ ست سنوات في اليمن، فإن الحرب على الأرض تزداد سوءًا، حيث تزايدت الهجمات في الأيام الأخيرة على الرغم من الآمال الضعيفة في تحقيق اختراق دبلوماسي.
وذكرت صحيفة «Independent» البريطانية في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" - أن التصعيد الأخير للصراع في اليمن وصف بأنه أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط العالمية، مع تجاوز سعر المعيار الرئيسي لـ 60 دولاراً للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ ظهور جائحة فيروس كورونا العالمي منذ أكثر من عام.
ويقول محللون إن تفاقم الصراع في الأسابيع الأخيرة يشير على الأرجح إلى أن المتقاتلين يتصارعون لتحسين وضعهم قبل أي محادثات.
وقال بيتر سالزبري، الباحث في شؤون اليمن لدى مجموعة الازمات الدولية "عندما تتحرك نحو وقف إطلاق النار أو تتجه نحو نوع من عقد الصفقات، تحاول الأطراف زيادة التكلفة على حساب أي طرف آخر وتحسين موقفها".
وقالت الصحيفة إن المتمردون الحوثيون في اليمن شنوا في الأيام الأخيرة عدة هجمات على الأراضي السعودية، مما أظهر زيادة في الجرأة وبراعة تقنية، بينما كثفوا هجماتهم على معقل رئيسي في الشمال تسيطر عليه القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا.
كما واصلت القوات المسلحة بقيادة السعودية الضربات الجوية للإبقاء على الحصار، على الرغم من الرسائل القوية من واشنطن بأن الولايات المتحدة تسحب دعمها للرياض وتحاول إنهاء الصراع.
تعاني اليمن، إحدى أفقر دول العالم، من أسوأ الأزمات الإنسانية على هذا الكوكب، حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة، ويبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة وتقع تحت رحمة سلسلة من الحروب متعددة الطبقات أدت إلى نزوح الملايين.
وحذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة من أن 400 ألف طفل معرضون لخطر سوء التغذية الحاد هذا العام. حيث قُتل ما لا يقل عن 112000 شخص في الصراع، بما في ذلك ما لا يقل عن 12600 مدني، وفقًا لمشروع بيانات الأحداث ومكان النزاع المسلح.
وأدت هجمات الحوثيين على جنوب المملكة العربية السعودية إلى إلحاق أضرار بالغة بطائرة مدنية في مطار أبها الدولي. حيث يقول المسؤولون السعوديون إنهم اعترضوا طائرتين بدون طيار تم إطلاقهما باتجاه البلدات الحدودية يوم الأحد، وأخرى أطلقت في وقت مبكر من صباح الإثنين.
كما أفادت وكالات أنباء أن الحوثيين كثفوا أيضا حصارهم على مأرب، آخر معاقل حكومة عدن المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في شمال البلاد، مما أدى إلى مقتل العشرات على مدار ما يقرب من 10 أيام من القتال.
ووفقا للصحيفة البريطانية، سيكون سقوط مأرب، موقع العديد من آبار النفط اليمنية، بمثابة ضربة كبيرة لحكومة عدن وداعميها.
حيث تعد المنطقة أيضًا موطنًا لمئات الآلاف من النازحين، ويخشى الكثيرون من احتمال وقوعهم في وسط تبادل إطلاق النار المكثف، مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في جيب مسالم نسبيًا كان ملاذًا للتجارة ومركزًا للمساعدات الإنسانية.
وقال الخبير سالزبوري: "إذا استولى الحوثيون على مأرب، فإنهم يغيرون ديناميكية الصراع بأكمله"، "لذا فهذه مكافئة لا تصدق بالنسبة لهم وربما تكون أكثر قيمة من أي تسوية سياسية يمكنهم الحصول عليها اليوم".
كما تصاعدت الاشتباكات المسلحة في الحديدة، حيث قصف الحوثيون المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في المدينة الساحلية على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي انتهكه الجانبان بشكل متكرر.
في غضون ذلك، تستمر الضربات الجوية المدمرة التي تشنها الطائرات المقاتلة والمدفعية السعودية على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في البلاد، حيث حددت منظمة العفو الدولية ما لا يقل عن 40 غارة جوية شنتها القوات التي تقودها السعودية وتستحق التحقيق على أنها انتهاكات محتملة لجرائم الحرب.
وقد عينت إدارة الرئيس جو بايدن الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ مبعوثًا خاصًا لها للضغط من أجل إنهاء الصراع الذي تحول إلى مأزق دموي وطاحن، ومن أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، تقوم إدارة بايدن بإلغاء تصنيف الحوثيين إرهابيين الذي جرى في اللحظة الأخيرة من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال بايدن لدبلوماسيين خلال زيارة مع دبلوماسيين أمريكيين في وقت سابق من هذا الشهر: "لقد خلقت الحرب كارثة إنسانية واستراتيجية"، مضيفا بالقول "هذه الحرب يجب أن تنتهي".
أخبار ذات صلة
الإثنين, 15 فبراير, 2021
"أسبوع من المعارك".. مأرب تصنع أخدوداً للحوثيين وتخوض معركة اليمنيين ضد الإمامة
الإثنين, 15 فبراير, 2021
دبلوماسي أمريكي: ممارسات الحوثيين بحق المدنيين هي الارهاب بعينه والغاء التصنيف الأمريكي يبعدهم عن التفاوض (ترجمة خاصة)
الأحد, 14 فبراير, 2021
معهد بريطاني: عملية السلام في اليمن معطلة والتساهل الدولي مع الحوثيين أبرز الأسباب (ترجمة خاصة)