أكد موقع أمريكي، متخصص في الشئون الإستخباراتية والعسكرية، ما تداولته وسائل إعلام فرنسية وعربية مؤخرا، من معلومات تفيد أن إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تجهزان حاليا لإنشاء قاعدة عسكرية، لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية.
[للمزيد.. أقرأ: تقرير يكشف: إسرائيل تنشئ قواعد استخباراتية في جزيرة "سقطرى" بالتعاون مع الإمارات]
غير أن أبرز ما خلص إليه هذا التقرير، الذي نشره موقع "سوث فرونت" (SouthFront) الأمريكي، هو ربطه بين هذا المخطط الإماراتي – الإسرائيلي، وبين التنافس الإماراتي مع السعودية، وتأكيده على أن الرياض، التي عانت من معظم العواقب السلبية في الحرب اليمنية، "تم تهميشها من هذه الخطة"، التي تحقق للإمارات مزيدا من التفوق في تنافسها مع السعودية.
ولفت التقرير إلى أن أبوظبي، التي نجحت فعلا في تغيير موازين القوى لصالحها جنوب اليمن، ستحوز على كل الفرص لتحويل ميزان القوى لصالحها أكثر، في حال نجحت أيضا في تحويل جزيرة سقطرى إلى قاعدة مركزية لها، مرجحا أن تساهم اتفاقية السلام والأمن والتعاون العسكري مع اسرائيل في هذا السيناريو.
مخطط إماراتي قديم
وفي التفاصيل، أشار التقرير إلى أنه "ومنذ بدء التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن، تمكنت الإمارات العربية المتحدة- حليفة السعودية شكليا- والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات- وهو حركة يمنية انفصالية موالية شكليا للحكومة التي تدعمها السعودية في عدن- من فرض السيطرة على معظم جزيرة سقطرى".
وأوضح أن "الإمارات كانت تسعى منذ سنوات إلى ضم الجزيرة لموقعها الاستراتيجي. ومهد انهيار الدولة اليمنية بسبب عدم الاستقرار المتواصل منذ سنوات والتدخل الأجنبي، الطريق لمزيد من الإجراءات المباشرة. ما جعل إنشاء بنية تحتية عسكرية هناك خطوة منطقية في إطار هذه الاستراتيجية الإماراتية".
وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى ما ذكرته التقارير الصحفية، مؤخرا، من "قيام وفد من الضباط الإسرائيليين والإماراتيين بزيارة الجزيرة مؤخرًا ، وفحصهم عدة مواقع لإنشاء مرافق استخباراتية مخطط لها".
وربط التقرير ذلك، بتوصل الإمارات وإسرائيل، في وقت سابق من شهر أغسطس، وبمساعدة من الولايات المتحدة، إلى "اتفاق سلام تاريخي يعيد إطلاق التعاون الدبلوماسي والاقتصادي، وحتى العسكري بين الدولتين على أعلى مستوى. وكان التعاون الأمني والعسكري في مضيق باب المندب، من بين الأهداف المتوقعة".
وأشار إلى ما ذكرته وسائل إعلام عربية وإيرانية، من أن إسرائيل "بدأت في عام 2016 ببناء قاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية على قمة جبل أمباسيرا، جنوب العاصمة الإريترية أسمرة". وأن تلك القاعدة، بحسب التقارير، "مصممة لمراقبة الصراع في اليمن، وكذلك الوضع البحري في المنطقة، بما في ذلك تحركات القوات البحرية الإيرانية".
الخلاصة: تفوق إماراتي على السعودية
وتعليقا على هذا الأمر، لفت التقرير إلى حقيقة أن "الإمارات، وبفضل دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، غيرت بالفعل من موازين القوى في جنوب اليمن لصالحها"، وبالتالي، فأنه "في حال نجحت أبوظبي، أيضا، في تحويل جزيرة سقطرى إلى قاعدة مركزية لها، فسيكون لدولة الإمارات العربية المتحدة كل الفرص لتحويل ميزان القوى لصالحها أكثر".
ويربط التقرير ذلك، بحقيقة أخرى تتعلق بالصراع والتنافس بين الإمارات والسعودية، وهي أن "القيادة الإماراتية كانت تتفوق ببطء، ولكن بثبات، في المنافسة الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية مع المملكة العربية السعودية، التي عانت حتى الآن من معظم العواقب السلبية، بما في ذلك الضربات المباشرة على أراضيها، نتيجة الصراع مع الحوثيون في اليمن"، مرجحا أن "اتفاقية السلام والأمن والتعاون العسكري مع إسرائيل، ستساهم أيضًا في هذا السيناريو".
وهنا، يرى التقرير أن "التحالف التكتيكي الإماراتي - الإسرائيلي - الأمريكي أصبح لديه كل الإمكانيات والفرص للتنافس مع النفوذ الإيراني المتوسع في المنطقة. بينما أن المملكة العربية السعودية، التي كانت لسنوات الحليف الرئيسي للولايات المتحدة ضد إيران، تم تهميشها خارج هذه الخطة.
وفي الخلاصة، يعتبر أن "هذه أخبار سيئة للغاية بالنسبة للمملكة، التي تمر بأزمة اقتصادية وسياسية عميقة معقدة بسبب الإحتلال المنجز بالكاد لليمن".