قالت مجلة امريكية، إن الحوثيين في اليمن يعملون على استغلال غضب اليمنيين ازاء التطبيع الاماراتي مع إسرائيل لرفد جبهاتهم بالمقاتلين، فيما الضحية الوحيدة لذلك هو الشعب اليمني الذي سيعاني مزيدا من سفك الدماء والعنف.
واضافت مجلة «Inside Arabia» في تقرير لها -ترجمة "يمن شباب نت"، بالقول "بأن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات سيدفع الحوثيين إلى تكثيف تغلغل أيديولوجياتهم المعادية للصهيونية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، مستغلين الغضب الشعبي لجذب المزيد من المقاتلين للانضمام إلى الخطوط الأمامية في اليمن".
من المؤكد أن الحوثيين في اليمن سيستفيدون من الصفقة في حربهم الإعلامية، حيث سوف يتلاعبون بها كدليل قوي على أن السعودية والإمارات لا تقاتلان في اليمن بدون دعم إسرائيل. في السابق، اتهموا إسرائيل بالفعل بالانخراط في حرب اليمن وهذا التطبيع للعلاقات سيجعل تصريحاتهم أكثر مصداقًية بين مؤيديهم من أي وقت مضى.
وبناءً على ذلك، فإن هذا التطور سيدفع الحوثيين إلى نشر أيديولوجياتهم المعادية للصهيونية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وسوف يستغلون غضب الناس لجذب المزيد من المقاتلين للانضمام إلى الخطوط الأمامية في اليمن.
يقدم الحوثيون أنفسهم كمدافعين عن الإسلام وداعمين أقوياء للقضية الفلسطينيةـ حيث يزعمون أن قتالهم ضد خصومهم في اليمن جزء من قتالهم ضد أمريكا وإسرائيل.
في عام 2014، استولوا على العاصمة ووسعوا وجودهم العسكري إلى عدة محافظات، منذ ذلك الحين، سادت الأيديولوجية المتعلقة بشعارهم في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم ، وأصبحت راسخة بعمق في الحياة اليومية لمقاتلي الحوثي.
في علم النفس العسكري، يحتاج القائد إلى ضمان أن الجنود غاضبون ازاء قضية معينة، كي يتصرفون بحزم للفوز في المعركة، كما ذكر صن تزو، في كتابه "فن الحرب"، "من أجل قتل العدو، يجب إثارة غضب رجالنا".
وهذا ينطبق على الحوثيين في اليمن، حيث أثارت الصفقة الأخيرة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة غضب الجماعة وحفزت مؤيديها. وفي الواقع، لن يؤذي هذا الغضب إسرائيل أو الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر، لكنه قد يؤذي اليمنيين الذين كانوا ضحايا حرب بالوكالة على مدى السنوات الخمس الماضية.
ينظر الحوثيون إلى خصومهم اليمنيين على أنهم مجرد دمى سعودية بينما يزعم الأخيرون أن الحوثيين هم اليد المدمرة لإيران في اليمن.
ومع معاهدة التطبيع الجديدة هذه بين الإمارات وإسرائيل، ستفتخر قيادة الحوثيين بموقفها وتعرض نفسها لليمنيين، لا سيما في الشمال، على أنها وطنييه حقيقية وقيادة ذات بصيرة.
في اليمن، يمكن لاتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات أن يضيف إلى زخم الكراهية وانعدام الثقة بين الحوثيين وخصومهم السياسيين المحليين، المتحالفين مع التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات الذي شن حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين. في مارس 2015.
على مدار السنوات الست الماضية، سيطرت جماعة الحوثي على عدة مناطق بحجة محاربة تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن. لقد كانت حربا مدمرة يبدو أنها لم تنته بعد.
والآن سوف يستغلون غضب اليمنيين من صفقة التطبيع بين إسرائيل والإمارات، وسيحشدون المزيد من الموالين، ويقنعون الفصائل الشعبية بالتزامهم تجاه فلسطين. قد يولد هذا وفرة من المقاتلين الموالين للحوثيين، مما يعني المزيد من العنف وسفك الدماء والمعاناة للشعب اليمني.
أخبار ذات صلة
الجمعة, 21 أغسطس, 2020
تعز: مسيرة حاشدة ضد التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ودعما للقضية الفلسطينية
الخميس, 20 أغسطس, 2020
عدن: مظاهرة ضد التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني
الإثنين, 17 أغسطس, 2020
الأحزاب اليمنية تدين التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وتؤكد على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية