يحتل "مستشفى العارة" الريفي، بساحل محافظة لحج، أهمية بالغة للآلاف من سكان منطقة "رأس العارة" الساحلية، التابعة لمحافظة لحج، وسكان المناطق المجاورة لها، مثل "ذوباب" و"العمري" بمحافظة تعز، وكذا المارين عبر الخط الدولي المحاذي للساحل..
وتزداد أهمية هذا المشفى الريفي، لكونه يقع في المنطقة الساحلية التي تعد واحدة من أهم المنافذ الرئيسية لتهريب المهاجرين الافارقة إلى دول الخليج عبر اليمن، والذين يترددون على المشفى بشكل متواصل لتلقي الخدمات الطبية نتيجة ما يتعرضون له من اصابات وحوادث جراء رحلاتهم التهريبية الطويلة، والتي تستمر لأكثر من أسبوع..
ومع ذلك، إلا أن المستشفى- وبحسب شكاوى العاملين فيه، وسكان المنطقة على حد سواء- يفتقد لمعظم التجهيزات اللازمة والضرورية. الأمر الذي أصبح مثارا للقلق، لا سيما مؤخرا في ظل التفشي السريع لفيروس "كورونا" المستجد، والخشية من تسربه إلى البلاد عبر المهاجرين القادمين من دول القرن الأفريقي إلى البلدة التي تعد نقطة التوقف الاولى للالاف منهم، قبل الانتقال لمناطق اليمن الاخرى ودول الخليج..
تدفق مستمر.. تحذيرات وأحتياجات
ولتسليط المزيد من الضوء على هذا المرفق الصحي الهام، والكارثة المحدقة بالبلاد نتيجة ضعف تجهيزاته، التقى "يمن شباب نت" بمدير عام مستشفى العارة الريفي، الدكتور مطهر يوسف، الذي أبدى مخاوفه من استمرار تدفق اللاجئين، القادمين من دول القرن الأفريقي، على المنطقة والمشفى، في ظل إنعدام التجهيزات اللازمة لمواجهة انتشار فيروس "كورونا"..
وقال مدير المستشفى لـ"يمن شباب نت"، إن تواجد الحملة العسكرية المشتركة عمل على الحدّ من تلك الاعداد المخيفة للمهاجرين، إلا أن احتمالية خطورة الوضع لاتزال قائمة، حيث أن توافد المهاجرين من القرن الافريقي مايزال مستمرا حتى الأن، والذين يصل عددهم إلى 600 وافد في اليوم الواحد..!!
وحذّر من ترك الحرية لهؤلاء المهاجرين في التحرك والاختلاط بالمارة وسكان المنطقة، خلال وجهتهم نحو محافظتي عدن ولحج، وهذا يشكل ناقوس خطر على بلد بأكمله..
وأنتهز المدير هذه الفرصة لتوجيه نداء، عبر "يمن شباب نت"، إلى كل من: السلطة المحلية، ومكتب الصحة، والقيادة المشتركة لقوات تأمين الساحل ومكافحة التهريب، طالبهم فيه وضع خطة جديدة لمتابعة الوافدين من القرن الافريقي، وفرض الحجر الصحي عليهم في سكن خاص، مع توفير الغذاء لهم خلال فترة الحجز المقدرة باسبوعين..
وبخصوص استعداد المستشفى لمجابهة جائحة "كورونا"، بالنظر إلى موقعه المتاخم للشريط الساحلي المحاذي للقرن الافريقي، وما إذا كان المشفى يتحصل على دعم من المنظمات الدولية في هذا الجانب؟ نفى تقليه أي دعم من أي منظمة دولية..!!
وأشار إلى أن الدعم الوحيد الذي حصل عليه المشفى من السلطة المحلية بالمحافظة، حتى اللحظة، عبارة عن (10 باكت) من الكمامات، و30 لتر من المطهرات، و (5 باكت) جلافكس.
وبدأ العمل في المستشفى في المنطقة عام 1956، من خلال غرف ومباني خشبيه عادية، وفي العام 2003 تم الانتقال إلى هذا المبنى الحديث. ويتكون طاقم المشفى من طبيبين وثلاثة مساعدين، يعملون إلى جانب خمسة ممرضين، و 11 قابلة، وأربعة فنيين..
وفي الوقت الراهن، أكد مدير المستشفى، أن أبرز الاحتياجات المطلوبة بشكل عاجل وملح، هي: مولد كهربائي سعة 40/60 كيلو وات، كون المولد القديم أصبح خارج الخدمة، في حين أن المنطقة مقبلة على صيف الحرارة، بالاضافة إلى الحاجة أيضا لجهاز أشعة حديث، إلى جانب تجهيز مبنى الأمومة والطفولة، بإعتباره من أكثر الأقسام احتياجا وإقبالا في المنطقة.
استقبال مشوب بالحذر
من جانبه، يؤكد أحمد سالم، عامل في المستشفى، أن الامكانيات المتوفرة في المستشفى "لا تتناسب مع الظروف التي يواجهها المستشفى حاليا، والتي جعلت منه وجهة أولى للكثير من السكان المحليين، والمناطق المحيطة، إلى جانب الوافدين من القرن الافريقي".
ويشير سالم إلى أن المستشفى يستقبل باستمرار الوافدين من المهاجرين الافارقة ضمن قسم مخصص لهم بالمشفى، بموجب اتفاقية مسبقة مع منظمة الهجرة الدولية، لكنه- كما يصفه: "استقبالا مشوبا بالمخاوف والحذر، لاسيما مع انتشار الأوبئة الفتاكة، واحتمالية أن ينقل هؤلاء معهم فيروس كورونا إلى الأراضِ اليمنية، في وقت تمر فيه البلاد بأزمات عديدة اثقلت كاهلة، ولا يحتمل مثل هذه الأمراض".
وعليه، يعتبر سالم أن تأهيل وتطوير هذا المستشفى "أمر مهم، حتى يستطيع تقديم الخدمات المناسبة للمواطنيين والوافدين من القرن الافريقي أيضا.."
وبحسب مصادر طبية، لـ"يمن شباب نت"، فإن المستشفى يستقبل يوميا حالات من المهاجرين الافارقة وفقا لاتفاقيته مع "منظمة الهجرة الدولية"، والتي يقوم بموجبها بتقديم الاسعافات الاولية الضرورية، فيما يتم نقل الحالات الخطرة إلى مستشفى ابن خلدون في الحوطة- عاصمة محافظة لحج..
وأفادت المصادر، أن أعداد الوافدين من المهاجرين تقلصت بشكل كبير في الاسبوعين الاخيرين، عقب نشر قوات أمنية مشتركة، شكلها محافظ محافظة لحج، أحمد التركي، بقيادة نائب قائد قوات العمالقة الشيخ حمدي شكري.
وبحسب المعلومات، تتكون هذه القوات المشتركة من: ألوية العمالقة، ولواء 117 مشاه، ولواء زايد، واللواء الثالث حزم. ويتركز عملها على محاصرة، ومنع التهريب بكافة أشكالة، وخاصة التهريب البشري، وذلك ضمن الاجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا"، مع الإعلان عن اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس في المكلا، عاصمة حضرموت، في 10 أبريل الماضي.