مر عام على قيام الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران بالتوقيع على اتفاق ستوكهولم الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، مما رفع الآمال في إمكانية إنهاء الحرب اليمنية المريرة. ومع ذلك، تلاشت تلك الآمال بسرعة، حيث اتهم الطرفان بعضهما البعض بالفشل في تنفيذ الاتفاق.
وقال موقع «Middle East Eye» البريطاني -في تقرير له ترجمة "يمن شباب نت"- فإنه وعلى الرغم من أن الخطة التي تقودها الأمم المتحدة قد تعثرت على ما يبدو، إلا أن المحادثات المنفصلة بين الحوثيين والسعودية جعلت اليمنيين يتساءلون عما إذا كان هنالك نوع من السلام على الطاولة.
وأضاف التقرير "بأن المفاوضات السعودية ـ الحوثية يبدوا أنها تتركز حول مصالح الرياض الرامية لوقف الهجمات الحوثية على أراضيها أكثر من كونها تهدف الى إنهاء الحرب المتواصلة في اليمن".
وأشار الى أن غياب الحكومة اليمنية عن هذه المعادلة، دفع الكثيرين في اليمن للتساؤل عما إذا كانت تلك المحادثات ستنهي الحرب الأوسع نطاقًا في البلاد، أو أنها ببساطة فقط ستحمي الرياض من تداعيات النزاع الذي تنخرط فيه.
للمزيد إقرأ أيضاً...
"فورين بوليسي" تكشف تفاصيل مثيرة وتتساءل: هل يتمكن أمير سعودي من إنهاء حرب اليمن؟ (الترجمة كاملة)
وخلال الشهرين الماضيين، أجرت السعودية محادثات سرية مع الحوثيين، تلاها إطلاق سراح مئات السجناء من كلا الجانبين. واعترفت الرياض بوجود "قناة مفتوحة" مع الحركة الحوثية اليمنية للتفاوض على إنهاء النزاع، في حين ذكرت وكالة أسوشيتيد برس في وقت سابق في نوفمبر أن السعودية والحوثيين يعقدون "محادثات غير مباشرة، وغير معلنة"، بوساطة سلطنة عمان المتاخمة لكلا البلدين.
وبحسب ما ورد عرض الحوثيون وقف شن هجمات على أهداف سعودية إذا ما أنهى التحالف الذي تقوده السعودية غاراته الجوية. لاحقاً أطلق الحوثيون من جانب واحد سراح مئات السجناء، بينما أعاد السعوديون 128 من الحوثيين إلى وطنهم يوم الخميس. وفي الوقت نفسه، كانت هجمات الحوثيين على المملكة غائبة بشكل ملحوظ.
ليس جزءًا من اتفاق استوكهولم
منذ عام 2015، عانت اليمن في ظل حرب فتاكة بين الحوثيين المتحالفين مع إيران والتحالف العربي، والذي تدخل بهدف معلن هو إعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، واندلع صراع آخر في الجنوب بين الحلفاء الاسميين، حيث قاتل الانفصاليون الذين تدعمهم الإمارات ضد القوات الموالية للسعودية المدعومة من السعودية للسيطرة على مناطق في جنوب اليمن.
ويقول كل من الحوثيين والحكومة إن التواصل بين السعودية والحوثيين يهدف إلى إنهاء هجمات الحوثي على المملكة. وقال مصدر في الحوثيين في صنعاء لـ «Middle East Eye» "إن المحادثات الحالية ليست جزءًا من اتفاق ستوكهولم".
وقال شريطة عدم الكشف عن هويته "اتفاق ستوكهولم كان بين الحوثيين وحكومة هادي، لكن المفاوضات الآن تجري بين الحوثيين والسعودية". وقال التحالف يوم الثلاثاء إنه أطلق سراح 200 سجين من الحوثيين لدعم جهود السلام الرامية إلى إنهاء الحرب، ووصل 128 منهم فقط وصلوا إلى صنعاء يوم الخميس.
كما قال في بيان نشر على وسائل الإعلام السعودية إنه سيخفف القيود المفروضة على المجال الجوي اليمني للسماح للرحلات الجوية من العاصمة الحوثية صنعاء، بنقل الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي في الخارج.
وقال المصدر الحوثي "كانت هناك محادثات بين السعودية والحوثيين في عمان حول فتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن اليمن". وأضاف "لكن حكومة هادي لم تشارك في المحادثات لأن السعودية تبحث عن مصالحها الخاصة ولا تهتم بمن يعملون لصالحها".
الحكومة "غير منخرطة" في المحادثات
وقال مستشار الرئيس هادي عبد العزيز جباري في وقت سابق من هذا الشهر إن حكومته ليست على علم بالمحادثات الجارية بين الحوثيين والسعودية. وحذر السعودية من التوقيع على أي اتفاق من شأنه أن يبقي صنعاء وغيرها من المحافظات تحت سيطرة الحوثيين.
وقال عبد الغني راجح، القائد العسكري الموالي لهادي في تعز، إن المعارك لا تزال مستمرة على عدة جبهات في المدينة ولم تتوقف سوى الغارات الجوية. وتابع "خلال الشهر الماضي، توقفت الغارات الجوية التي تقودها السعودية عن استهداف الحوثيين، في حين أن الحوثيين لا يزالون يستهدفون المدنيين في المدينة".
وقال "هدأت المعارك على الحدود السعودية ولكن ليس على الجبهات المحلية". وقال راجح إن المحادثات بين السعودية والحوثيين استبعدت حكومة هادي.
السعوديون "يعطون الأولوية لأرضهم"
محمد علي، صحفي من تعز، قال "إن السعودية ليست على استعداد للسماح للحوثيين باستهداف اقتصادها وأراضيها. وأنها تعطي الأولوية لسلامة مواطنيها واقتصادها في جميع القضايا الأخرى، ومن الطبيعي أن نرى أنها تجري محادثات مع الحوثيين لحماية أراضيها".
وقال لموقع «Middle East Eye» "إن السعودية لا تناقش أي حل مع الحكومة اليمنية "الضعيفة". وهي تتعامل فقط مع الحوثيين، الذين لديهم القدرة على تهديدها. وتابع بالقول "الحكومة اليمنية وهادي ليسا سوى أتباع عاجزين للمملكة العربية السعودية. وهذا هو نتيجة صمتهم خلال السنوات الأخيرة".
ويعتقد على أن الرياض تبذل قصارى جهدها من أجل أمن السعوديين، في حين لم تتخذ الحكومة اليمنية أي خطوات لتجنب معاناة اليمنيين نتيجة الحرب. وقال "تحاول السعودية إيجاد مخرج من الفخ الذي سقطت فيه، بينما تعيش الحكومة اليمنية وكبار المسؤولين خارج بلادهم ولا يهتم أيا منهم باليمنيين".
وختم بالقول "آمل أن أرى اليمنيين داخل اليمن يعقدون محادثات مع الحوثيين وبالتالي يتم التوصل إلى مصالحة داخلية. سوف تأتي الحلول من داخل اليمن، وليس من بلد آخر".
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 27 نوفمبر, 2019
الغارديان: تقدم المحادثات السعودية ـ الحوثية "لن تكون سهلة" رغم جهود إنهاء الصراع في اليمن (ترجمة)
الخميس, 14 نوفمبر, 2019
بوساطة مسقط.. "اسوشيتد برس" تكشف أهم نقاط المحادثات غير المباشرة بين السعودية والحوثيين (ترجمة)
الأحد, 10 نوفمبر, 2019
الاندنبندنت: ماهي دوافع السعودية لإجراء محادثات مع الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)