نقل موقع petapixal الأمريكي تجربة مصور أمريكي تحدى المصاعب وغامر بزيارة جزيرة سقطرى اليمنية من أجل زيارة شجرة دم الأخوين الشهيرة التي لا تتواجد في أي مكان بالعالم سوى فوق هذه الجزيرة.
وقال الموقع في تقرير له: إن"اليمن ليست تماماً وجهة شعبية بالنسبة للمصورين هذه الأيام.حيث نصحت حكومة الولايات المتحدة بعدم السفر للبلاد، محذرة من وجود خطر الإرهاب والاضطرابات المدنية والمخاطر الصحية والخطف والنزاع المسلح".
لكن المصور مارسيل فان أوستين سافر مؤخرًا إلى جزيرة سقطرى اليمنية "جوهرة البحر العربي" لتصوير شجرة دم التنين ( دم الأخوين).
وتقع جزيرة سقطرى على بعد 240 ميلاً (380 كم) جنوب اليمن و 150 ميلاً (240 كم) شرق الصومال، وتُعرف أيضًا باسم "جالاباجوس الشرق الأوسط" -كما ?ن الجزيرة معزولة لدرجة أن 37% من الأنواع النباتية هناك (حوالي 700 منها) لا توجد في أي مكان آخر على الأرض. وأحد تلك الأنواع هي شجرة دم الأخوين التي سافر المصور فان أوستين إلى هناك من أجل رؤيتها وتصويرها.
شجرة دم التنين هي شجرة غريبة على شكل مظلة تأتي تسميتها من المادة الحمراء الموجود عليها, والتي كان يُعتقد بأنها دماء التنين قديماً.
رحلة المصور فان أنتجت فيلماً وثائقي مدته 18 دقيقة من إنتاج المخرج ?وي ريبليستا باستخدام كاميرتي Nikon Z6 المتطورة.
وكتب المصور أوستن يقول "اليمن كان بلداً غير مستقر منذ عقود" مضيفاً "فهناك الحروب الأهلية، الثورة، القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والمجاعة أيضاً.
وتابع بالقول: بدأت الحرب الأهلية الحالية في عام 2015 وأودت بحياة أكثر من 20 ألف مدني. وكنتيجة لذلك، كان من المستحيل زيارة الجزيرة لسنوات عديدة - ولم تكن تغامر الطائرات أو القوارب بالتوجه إلى هناك لكنني حاولت حتى سنحت لي فرصة مفاجئة وانتهزتها."
وقال"اتضح أن زيارتي لسقطرى مثلت واحدة من أكثر مشاريع حياتي إجهاداً وتأثيراً على الإطلاق."
وتصنف شجرة دم التنين على أنها مهددة من قِبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) - حيث أن تغير المناخ (الجفاف خارج الجزيرة والطقس الموسمي غير المنتظم)، والأشخاص (الذين يستخرجون الراتنج ( المادة الصمغية )لاستخدامها في الطب والمكياج والطلاء)، بالإضافة للحيوانات (الماعز المدجن التي تأكل الشتلات) هي ثلاثة أشياء كبيرة يقال إنها تهدد مستقبل الأشجار على الجزيرة.
ووفقاً للمصور أوستن" أصبحت سقطرى من مواقع التراث العالمي منذ عام 2008، الأمر الذي أدى إلى تلقيها مستويات عالية من الحماية البيئية، ولكن التحدي سيكون إقناع السكان المحليين بإبقاء ماعزهم خارج المناطق المحمية" .
وكان موقع "ميدل ايست مونيتور" البريطاني، تحدث قبل يومين, عن أن صوراً ومقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أشجار "دم الأخوين" أو "دم التنين" المهددة بالانقراض، معروضة في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة على الرغم من أن هذه الشجرة لا توجد سوى في جزيرة سقطرى اليمنية.
وأضاف أن هذا يؤكد التقارير السابقة التي تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة التي ينظر اليها السكان المحليون كقوة احتلال ربما كانت تسرق شجرة دم الاخوين المحمية من اليونسكو.
وأشار الموقع إلى تقارير انتشرت في العام الماضي حول نهب أحجار الشعاب المرجانية والطيور النادرة من الجزيرة مع بدء وصول القوات الإماراتية إلى الجزيرة في 2018 ابريل/نيسان بدون تنسيق مسبق مع الحكومة اليمنية.
ومن المعروف أن أشجار دم الاخوين التي تعتبر أيقونة الجزيرة، المعروفة محلياً أيضاً باسم "عرهيب" لديها مجموعة واسعة من الاستخدامات الطبية، والتي أشار إليها القدماء باسم "سينابار" وتم استخدامها منذ ما قبل 60 سنة قبل الميلاد. حسب الموقع.
وأشار التقرير إلى أحد الفيديوهات المتداولة علي نطاق واسع ويظهر فيه رجلا إماراتيا يملك شجرة دم الأخوين تزين مدخل منزله، ويمكن الاستماع إليه وهو يؤكد بأن مصدرها من سقطرى اليمنية.
وينقل التقرير عن موقع Uprising Today، القول إن العديد من اليمنيين لديهم الانطباع بأن "عقدة الدونية في الإمارات لعدم وجود أي تاريخ وحضارة خاصة بهم، يدفعهم إلى سرقة ما يمكن أن يجدوه من الحضارة القديمة في اليمن".
وتعتبر هذه الأشجار، المعروفة محليا باسم "دوم الاخوين" أو "دم التنين"، واحدة من أهم معالم جزيرة أرخبيل سقطرى.