في حديث نادر لأرفع مسؤول عسكري يمني، حتى الآن، كشف اللواء الركن ناصر الذيباني- رئيس هيئة العمليات العسكرية- عن المخططات الإماراتية لإسقاط الرئاسة وتمزيق اليمن بعد إسقاط عدن في العاشر من أغسطس الماضي.
وقال الذيباني في مقابلة مع قناة "يمن شباب" الفضائية- من المقرر أن تبث في وقت لاحق- إن "الإمارات وفور إسقاط عدن حركت قواتها ومليشياتها إلى أبين ولاحقت ضباط وأفراد الحماية الرئاسية المنسحبين إلى أبين، وبدأت بملاحقتهم، ثم توجهت بعد أيام قليلة إلى شبوة ووصلت هناك بعد عشرة أيام فقط من إسقاط عدن".
حجم القوة العسكرية التي جهزتها أبوظبي لإسقاط شبوة
يقول اللواء الذيباني إن الإمارات جهزت أكثر من ثلاثمائة آلية مدرعة وستمائة طقم قتالي، وأكثر من عشرة آلاف وخمسمائة مجند موزعين على قطاعات عسكرية محكمة، لإسقاط عتق، وشرعت في نصب نقاط في مداخل عتق، كل نقطة منها قوامها كتيبة كاملة.
وأشار إلى أن الرئيس هادي والحكومة لم تكن تتوقع أن تطلب الإمارات من محافظ شبوة محمد صالح بن عديو أن يغادر المحافظة خلال اثني عشرة ساعة فقط، وأن تلجأ للحرب لفرض مخططاتها. إلا إن ذلك حصل فعلا، وبدأوا بمهاجمة اللواء 21 ميكا المتمركز في عتق.
وقال إن محوري بيحان وعتق طالبا الرئاسة بالتدخل لدى التحالف لإيقاف المخطط الإماراتي لكن ذلك لم يوقف الهجوم، كاشفا عن أن هجوم أغسطس الماضي جاء بعد سلسلة من المضايقات والاختطافات والقتل تعرض لها أفراد وضباط محور عتق.
الوساطة السعودية في شبوة
وعن الوساطة السعودية، قال اللواء الركن ناصر الذيباني إن السعودية أرسلت لجنة عسكرية للوساطة في شبوة، تمركزت في مطار عتق، إلا أن أبوظبي رفضت وساطتها وواصلت القتال والهجوم على مركز المدينة. الأمر الذي أضطر الرئيس هادي إلى الدفع بالتعزيزات العسكرية من المناطق العسكرية في مأرب وسيئون، وغيرهما، والتدخل إلى جانب محوري عتق وبيحان، وهو ما مكن من النصر الحاسم في ظرف يومين.
هزيمة شبوة مفاجأة مدوية للإمارات
وعن نتيجة المعركة، أكد الذيباني أن أبوظبي تفاجأت بشدة، وصدمت بهزيمة مليشياتها المدربة والمسلحة في عتق، لكن الجيش واصل تقدمه ووصل إلى بلحاف في ظرف يومين، وقمع كل الكمائن التي كانت تعترضه في الأيام اللاحقة.
تغيرات الواقع العسكري في شبوة ووصول الجيش الوطني إلى بلحاف، دفع بالقوة العسكرية الإماراتية هناك للاستنجاد بالسعودية، وطلبوا منهم التوسط بأن يظلوا في مواقعهم ببلحاف، فوافقت القوات اليمنية على ذلك شرط أن يكونوا ضيوفا فقط ولا يتدخلون بالشؤون اليمنية.
الخطط الإماراتية لإسقاط مأرب
وعن الموقف الإماراتي من مأرب، كشف رئيس العمليات اللواء ناصر الذيباني عن مخطط إماراتي لإسقاط المحافظة بيد المليشيات الحوثية الانقلابية، وذلك عبر عدة محاولات، إحداها أنها زودت جبهة صرواح بـ65 طلقة معدل، فقط، لخوض معركة، ثم منعت الغذاء والأسلحة من الدخول إلى الجبهة، حيث كانت مشرفة على هذه الجبهة، واستطاع الحوثي أن يستعيد عدة مواقع. لكنه لم يتمكن من التقدم أكثر.
وكشف عن أن ذلك المخطط تزامن تماما بنفس التوقيت مع مخطط إسقاط عتق، وكانت قوات النخبة تسيطر ناريا على آبار النفط في مأرب من مواقعها في مديرية عسيلان، وتسيطر على خط العبر، وتحاصر مأرب من كل الطرق، وتمنع عنها الذخيرة والسلاح والتنقل والإسعاف.
وفي سياق الخطط الإماراتية لإسقاط مأرب، أيضا، تحدث الذيباني بتفصيل عن إبادة الإمارات لكتيبة كاملة في صرواح كانت بعيدة عن الجبهة، كما قصفت المدفعية الإماراتية كتيبة أخرى للجيش اليمني وقتلت منهم أربعين جنديا دفعة واحدة في صرواح أيضا، إضافة إلى أنها شنت غارات على المواقع الدفاعية في "صلب"- غربي مأرب، وقتلت عددا من الضباط في مناطق تبعد عن الجبهة أكثر من عشرين كيلو..
الموقف السعودي
وعن الموقف السعودي من تلك الضربات والغارات الجوية على الجيش اليمني في عدة مناطق بمأرب، كشف الذيباني إن ممثل السعودية، جمال الحربي، احتج بشدة على القصف الإماراتي على عدد من الضباط في الجبهات والمواقع العسكرية. وأستدرك: لكن يبدو أن تلك الاحتجاجات لم تؤثر في موقف الإمارات.
وشهدت مأرب منذ يونيو الماضي محاولات مستمرة لإسقاط المحافظة، أشهرها التمرد الذي قادته خلايا حوثية في يونيو الماضي واستمر أسبوعا كاملا، انطلاقا من المنين ومأرب القديمة، والذي تمكنت الشرطة والجيش من القضاء إخماده في حينه.
الخطة الإماراتية لإسقاط سيئون والمنطقة العسكرية الأولى
وبحسب الذيباني فإن المخطط الإماراتي في مواجهات أغسطس الماضي، كان يقضي، بعد السيطرة على عتق، بالوصول إلى كل من بيحان والمنطقة العسكرية الأولى في وادي وصحراء حضرموت والجزء الشمالي من المهرة، على أن تتشكل لاحقا سلسلة من المليشيات والنخب لا تعمل تحت سيطرة الدولة وتخضع هذه المناطق والمحافظات لحكم مباشر من أبوظبي.
كيف وصلت قوات الجيش إلى عدن؟
وعن سرعة تمدد قوات الجيش إلى عدن، بعد عتق في ظرف أيام، قال اللواء الذيباني إن الرئيس هادي كلفه بقيادة العملية لمنع الانتهاكات في أبين بحق ضباط وأفراد الحماية الرئاسية، ولاستعادة سيطرة الدولة على المؤسسات الحكومية، وخاض الجيش في طريقه عدة معارك صغيرة في العرقوب، وشقرة، وقرن الكلاسي، حيث تتمركز قوات الجيش هناك حتى الآن، ثم معركة زنجبار ودوفس، لافتا إلى أن الجيش حسم تلك المعارك في ساعات فقط، ثم وصل إلى عدن، وتحديدا إلى ساحة المطار وجولة السفينة وعددا من المناطق القريبة.
وكلف الرئيس هادي اللواء الذيباني باستلام معاشيق وتأمين مؤسسات الدولة ومنع الفوضى، الأمر الذي جعل القوة المتمركزة في عدن ترابط في مكانها لتنسيق الدخول ومنعا للفوضى والأعمال الانتقامية بعد انهيار شامل لمليشيات الانتقالي، غير أن أبوظبي شنت ثلاث غارات ليلية على قوات الجيش، وغارة (خاطئة) على مليشيات الانتقالي.
فتح ملف الغارات الإماراتية "الخاطئة"
في التاسع والعشرين من أغسطس، وبينما كانت قوات الجيش في حالة استراحة، شنت الإمارات غارات عدة على قوات الجيش، الأمر الذي فتح ملف الضربات الخاطئة، كما يقول الذيباني، الذي دعا الحكومة إلى ضرورة أن تحصل على إجابة عن سبب الضربات، ما لم سيتم فتح ونشر كل الضربات المدفعية والجوية ضد الجيش منذ البداية.