كشف مركز أبحاث اقتصادي عن استمرار اليمن في تصدير النفط الخام حيث بلغ نحو 38,000 برميل في اليوم خلال الربع الثاني من العام الجاري 2019، رغم استمرار النزاع في الدولة التي مزقتها الحرب مازالت تصدر كميات متواضعة من النفط.
وقال مركز ابحاث الشرق الاوسط الاقتصادية «MEES» - في تقرير ترجمة "يمن شباب نت" - أن ما تم تصديره، اشترت الصين التي تعتبر المشتري الأكثر شيوعاً للنفط اليمني، قرابة 34000 برميل في اليوم (كما هو موضح في الرسم البياني).
حيث اشترت الصين 67000 برميل يومياً خلال شهر يونيو على وجه التحديد. كما استوردت النمسا شحنة واحدة فقط من نفط اليمن الخام عبر ميناء تريست الإيطالي، حيث كانت تلك الشحنة تتبع شركة OMV النمساوية، المشغلة لقطاع S2 شرق اليمن.
ويعيش قطاع النفط الخام في اليمن حالة من التقلب في الوقتا الحاضر. وقد نجحت شركة "بتـرومسيلة" لحكومية اليمنية في إنتاج وتصدير كميات من حقل المسيلة (شرق اليمن) وذلك في الفترة منذ عام 2016، كما تمكنت شركة OMV النمساوية من العودة لليمن، حيث أنتجت حوالي 10,000 برميل يوميًا من حوض شبوة المركزي. الاضافة الى ذلك أعلنت شـركة "ميدكو إنيرجي" الاندونيسية مؤخراً عن اعتزامها العودة مجدداً الى اليمن.
لكن ما هو أكثر من ذلك هو أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليـاً سعت جاهدة من أجل جذب الشركات للعودة مجدداً الى البلاد، والاسبوع الفائت أصدر وزير النفط والمعادن اليمني أوس عبد الله العود وثيقة يدعوا فيها تلك الشركات المنخرطة في عقود لاستكشاف وانتاج النفط في اليمن "لاستئناف عملية الإنتاج والوفاء بالتزاماتها التعاقدية".
وباعتبار المسألة أسهل على الورق من إمكانية تنفيذها على ارض الواقع، فإن معظم الحقول المنتجة للنفط في السابق في اليمن تقع، وبشكل لا يبعث على الاطمئنان بطبيعة الحال قـرب مناطق لاتزال عالقـة وسط الصراع. كما أن مسألة الوصول لمحطات التصدير الواقعة غرب البلاد لاتزال مستحيلة بسبب استمرار سيطرة المتمردين الحوثيين على الكثير منها.
ومع وجود مشروع يهدف للوصول الى تصدير ما يصل اجمالي تكلفته 4.5 مليار دولار، أي ما يعادل 6.7 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال في منطقة الساحل الجنوبي لليمن، فإن استئناف الانتاج يصبح مستحيلاً في ظل غياب مخزون احتياطي داعم من قبل القطاع «18 في صافر» الذي ما تزال الصراعات القبلية تشكل عائقاً أمامه.
وفي ظل غياب أي وقف لإطلاق النار في اليمن، أو تحول بارز في الصراع سيبقى من غير المحتمل أن تتمكن الحكومة اليمنية من تحقيق أي تحول بارز، سواء من حيث عملية انتاج النفط أو زيادة الشركات العاملة في البلاد.