"لبيك اللهم لبيك" يهتف المسلمين من كل انحاء العالم وهم في طريقهم لإداء مناسك الحج، حيث يبدأون التجهيز للسفر قبل نحو شهر إلى "مكة" حاملين أمتعتهم وردائهم الأبيض الموحد للجميع، وتستعد أرواحهم للسمو والتطهر والتفرغ للعبادة وأداء مناسك الحج.
في اليمن انطلقت حملة تفويج الحجاج في 20 يوليو الجاري، السابع عشر من ذي القعدة. حيث دخل نحو 13 ألف حاج من مختلف المحافظات اليمنية حتى صباح امس السبت، عبر منفذ الوديعة البري الوحيد الحدودي الرابط بين اليمن والمملكة العربية السعودية، من بين ثلاثة منافذ هي حرض، البُقْع، عَلبين، التي تم اغلاقها بسبب الحرب الدائرة في البلاد، ولوقوعها في مناطق سيطرة الحوثيين.
يرافق الحجاج الشباب المتطوعين، الذين يعملون خلال 24 ساعة لخدمة الحجاج تسهيلاً لحركتهم من أجل مرورهم من المنفذ البري الوحيد بكل سلاسة ويسر، ولمنع ما قد يطرأً في المنفذ في أي لحظة من أي عملية تكدس وغيره، بسبب الإقبال الكبير في الوقت ذاته.
كيف تتم عملية تفويج الحجاج؟
تمر عملية تفويج حجاج بيت الله الحرام بعدة مراحل وهي الإعداد والتهيئة، وتسجيل المتطوعين، وحشد الدعم اللازم لهذه الحملة، من إمكانيات مادية ومالية، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة، وتشكيل فرق لمباشرة العمل التي تنفذ هذا العمل.
وقال شكرى عوض بن مقدّم ـ المدير التنفيذي لحملة تفويج الحجاج - بأن المتطوعين المشاركين في الحملة، يتوجهون لمنفذ الوديعة، وتبدأ عملية الاستعداد وتجهيز المخيم الذي سيقدم خدماته للحجاج.
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" خلال أيام الحملة، يتم تقديم الماء والعصائر، والوجبات الخفيفة، بالإضافة إلى عيادة متنقلة تقدم العلاجات والاسعافات الأولية وفي حالة المرض الشديد يتم اسعاف المريض إلى المستشفيات المجاورة".
وقال "أن الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو تقديم خدمة متميزة يتمتع بها ضيوف الرحمن وتشرّف أهلنا حجاج بيت الله الحرام، من خلال تقديم وتسهيل لهم خدمات مختلفة".
ولفت المقدم "أن الحملة جاءت بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، وبسبب الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وانقلابهم على الشرعية، حيث أن منفذ الوديعة هو المنفذ البري الوحيد الذي يمر من خلاله جميع الحجاج، من مختلف المحافظات اليمنية".
وتابع "أن منفذ الوديعة صحراوي ويتكبد الحجاج معاناة كبيرة جراء الحر الشديد، وأيضاً ضعف الامكانيات المتاحة، فب نفس الوقت ازدحام شديد حيث في أيام معدودة يدخل منه عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام".
لجنة خاصة
وقال المهندس هشام محمد السعيدي الوكيل المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء بحضرموت "تم تشكيل لجنة خاصة بتفويج حجاج بيت الله الحرام على غرار الأعوام الماضية، وتعمل بوتيرة عالية وتواصل بشكل كبير مع المختصين".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت " أن هذا العام يختلف بشكل كبير عن الأعوام السابقة، فتم فيه الإعداد الجيد وتم تكليف مدير تنفيذي لتفويج الحجاج يكون متواجد في منفذ الوديعة، ويقوم بالإشراف المباشر والتنسيق مع كل الجهات المعنية، وكذا الاشراف المباشر على العمل في الموقع.
وأوضح السعيدي "كان الترتيب والتنسيق لهذا العام أفضل بكثير من الأعوام السابقة، وبالتالي فكل سنة نزداد فيها خبرة واستفدنا من سلبيات الأعوام الماضية، والعمل يبدو الأن واضحاً".
وعقد اللجنة الخاصة بتفويج الحجاج اجتماعات مكثفة تقديم خدمات بشكل أفضل، كما يؤكد السعيدي، ويضيف "تم التواصل مع جميع الجهات سواء في المؤسسات والجمعيات الخيرية، أو سلطات رسمية، وتم ترتيب الجانب الصحي، وجانب الصناعة والتجارة، والتواصل مع المصانع الداعمة، وكذا الغرفة التجارية".
مساهمة المتطوعين
تعتمد لجنة تفويج الحجاج في منفذ الوديعة على المتطوعين بشكل رئيسي في تقديم خداماتها حيث يعملون بجهد مضاعف من أجل مساعدة الحجاج والتواجد معهم بشكل متواصل لمعرفة احتياجاتهم، وتقديمها لهم في أسرع وقت.
وقال وكيل محافظة حضرموت السعيدي "أن الشباب المتطوعين، يبذلون جهوداً كبيرة بجانب السلطة، وخدمة الحجاج ونحن نعوّل على هذه الجهود الخيّرة والمتطوعة، ولا يمكن أن ننسى ذلك الجهد، وهم على تواصل معنا بشكل مباشر".
من جانبه قال شكري عوض بن مقدّم "لدينا قرابة 150 متطوع يعملون على تقديم المياه والخدمات اللازمة، ومساعدة الحجاج في الكشف الطبي، وكذلك مساعدتهم في جانب التغذية إيجاد أماكن للاستراحة في المنفذ مجهزة الماء البارد والتكييف والفرش النظيفة".
من جانب آخر يقول صالح سالمين ـ رئيس الفرق التطوعية بمدينة تريم - نحرص ونعمل على تقديم خدمة متميزة للحجاج بيت الله الحرام، مشيراً "بأن العمل بجانب المتطوعين له طعم آخر" وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" أن هذا العام هو العام الثالث الذي يشارك فيه الشباب في هذه الخدمة، وشارك خلال العامين الماضيين 80 شابا متطوعاً.