في الطقس الحار الخانق يبحث الناس على "نسمات الهواء الباردة" للتخفيف على أنفسهم حيث يتجهون إلى "المكلا" بحضرموت (شرق اليمن) للاستماع بشواطئها، وحضور "موسم نجم البلدة السياحي" الذي يتوافد إليه الزوار من كل مكان، ويعد أكبر موسم سياحي والذي يعود بفائدة اقتصادية كبيرة للمدينة.
وتحرص السلطة المحلية والجهات الأمنية وخفر السواحل على تأمين المدينة وتأمين السواحل وشواطئ البحر، وتوفير وسائل السلامة لمرتادي البحر وتنصب خيام للإسعاف والإنقاذ نظراً لما تشهده المدينة من ازدحام شديد.
وأعدت السلطة برنامجاً يتضمن فعاليات، وإقامة مهرجانات مختلفة في مختلف مديريات الساحل منها، الثقافية والسياحية والاعلامية والشبابية والرياضية والعلمية والفنية بالإضافة إلى الفعاليات الأدبية والرياضية، ويمتد البرنامج على مدى اسبوعين في محاولة لمواكبة الحدث، وحتى تتناغم مع مختلف الثقافات التي تأتي في هذا الموسم.
فعاليات جديدة ومتنوعة
وقال المدير العام لمكتب وزارة الثقافة بساحل حضرموت نائب ورئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان البلدة، خالد أحمد القحوم "تختلف الفعاليات الخاصة بمهرجان البلدة السياحي، وهذا الموسم قمنا بإعداد برنامج وفعاليات جديدة تتناسب مع الوضع الجاري، وتختلف بقوالبها عن المواسم السابقة".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" أن هناك فعالية العلمية التي سيتم من خلالها تنظيم معرض للبيئة البحرية الحضرمية، وكذا الندوة الأدبية التي تدور محورها حول البحر في التراث الأدبي، أن البرنامج يشمل استحداث ليالي مسرحية، وأيضاً مشاركة قطاع المرأة وتنظيم مجموعة من الخيم الخاصة.
وأشار القحوم "أن فعاليات المهرجان سيتضمن مباراة كأس البلدة التي تجمع نادي التضامن بالشعب بمدينة المكلا، وستقدم فيه لأول مرة لوحة تراثية غنائية بين شوطي المباراة، حول أهمية الرياضة وتلاحم وتكاتف أبناء حضرموت في هذه المرحلة".
ولفت "تم تشكيل لجنة رئيسية تحضيرية للمهرجان، ولجنة أخرى فرعية مصغرة تتولى إعداد الخطة العامة، هاتين اللجنتين قاما بتقديم العديد من الأفكار الثقافية حيث تم اعتماد أكثر من 60 في المائة من تلك الانشطة حتى الآن".
وقال القحوم "لدينا خطة طموحة بتطوير هذا المهرجان مستقبلاً، حتى نتمكن من تقديم صورة جميلة ومشرقة لمدينة المكلا بشكل خاص ولحضرموت بشكل عام ولمئات الوافدين والزوار".
الانقلاب المائي وبرودته
في فصل الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة يبحث الناس عن البرود وخاصة في المناطق مرتفعة الحرارة والرطوبة، وما يميز سواحل المكلا في حضرموت هو "الانقلاب المائي" الذي يتدفق من خلاله تيار بادر من البحر.
وقال الدكتور سالم ربيع بازار - اختصاصي في العلوم البيئية والأحياء البحرية - أن الانقلاب المائي الذي يحدث في المكلا، ويتميز ببرودته نتيجة لعوامل وأسباب، منها الرياح الجنوبية الغربية لها تأثير كبير في خلق الانقلاب المائي في سواحل حضرموت.
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن الرياح التي تهب موازية للخط الساحلي تعمل على إزاحة المياه السطحية، وهذا بدوره يؤدي إلى تحريك المياه البعيدة إلى الساحل، مما يؤدي إلى خفض المياه السطحية قرب الساحل، وبالتالي ينتج عن ذلك ضغط تجاه الخط الساحلي وينتج برود.
وأردف بازار "بشكل مبسط فإن هناك نظرية تقول إن دفع المياه السطحية باتجاه الساحل يؤدي إلى حدوث فراغ تملأه المياه القاعية الباردة المتحركة من الأعماق، بينما يتجه التيار الصاعد الحار مرتداً إلى القاع بعد اصطدامه بالساحل".
وأشار "بالنسبة للتيارات الباردة القادمة من المحيطات المفتوحة، تتزامن حركتها مع حركة هذين التيارين، وذلك على عمق بين 200-400م، وهي تصعد إلى السطح كلما اقتربت من الساحل".
صحة وسياحة
ويقول الدكتور سالم بازار "بأن مياه البحر في موسم البلدة تتميز بالفوائد الصحية الكثيرة، نتيجة لاغتسال الناس فيها، وهناك الكثير من العادات والأقوال التي ارتبطت بالوصفات الشعبية، والطب الشعبي في تأثير هذه المياه".
وأوضح لـ "يمن شباب نت" التي يتوقع أن تكون هذه المغذيات المعدنية مع درجة الحرارة المنخفضة لهذه المياه سبباً في الشفاء من أمراض مختلفة، كالمفاصل والروماتيزم والنقرس والأمراض الجلدية وآلام الظهر".
ويعتبر هذا النشاط العام والكثير من هذه المعالجات أصبح شيئاً مألوفاً للمواطنين في هذه المنطقة، وارتبط بتغيرات فلكية تتعلق بالنجوم ومنها نجمة البلدة.
من جانبه يقول المواطن أشرف دومان "عندما يبدأ الحديث في وسائل الاعلام عن موسم البلدة منذ الأيام الأولى من شهر يوليو من كل عام، ويبدأ الناس في الاستعداد والتهيئة تامة لهذا الموسم، وبعدها يأتي الوافدين والزوار من المحافظات المجاورة ومن خارج اليمن في منتصف الشهر، فتكون المدينة مزدحمة في فنادقها وشوارعها وسواحلها فيشكل ذلك جانباً سياحياً.
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" في الفترة الأخيرة أخذ موسم البلدة طابعاً آخر، وهو أن السلطة تحتفي به وتقوم بتنظيم مهرجان اجتماعي سياحي فتي تراثي وتعكس الواقع الذي يعيشه أبناء محافظة حضرموت في جميع الجوانب من خلال هذه الفعاليات.
غير أن كثرت حوادث الغرق في البحر جعلت الناس تعيش في قلق دائم من موسم البلدة، فلا يكاد يخلو كل عام من موسم البلدة من حوادث الغرق، كما يقول بن دومان لـ"يمن شباب نت".
وأوضح "أن هذا جعل الناس تعيش في خوف وقلق " ولفت "أن خفر السواحل بدورها تقوم منذ بدء الموسم في الانتشار على طول سواحل المكلا ومديرياتها المختلفة، ويكون التحذير عبر الاعلام بوسائله المختلفة، بالأماكن الخطيرة والابتعاد عنها حتى لا يحدث ما يعاكس ذلك".