كشف تقرير استخباراتي أمريكي زيف ادعاءات الاعلام الايراني ـ الحوثي حول حوادث إسقاط مقاتلات حربية سعودية في الأجواء اليمنية، خلال السنوات الماضية من الحرب الجارية في البلاد.
وقال موقع «The Aviation Geek Club» الامريكي - المتخصص بالشؤون العسكرية - في تقرير له ترجمة "يمن شباب نت" عدم وجود أي علاقة للحوثيين بحوادث سقوط مقاتلات سعودية فوق الاجواء اليمنية مضيفاً " أن الحوثيين ومن ورائهـم وسائل الاعلام الايرانية بادروا بربط تلك الحوادث بصواريخ من طراز "سام" التي سبق استخدامها في محاولة اسقاط مقاتلات.
ويُظهر مقطع الفيديو، الذي نشرته وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحوثيون في 7 يناير 2018، أحد صواريخهم من طراز «R-27T» ونشره كصواريخ أرض جو من طواز "سـام" وهو يمر بالقرب من طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي السعودي «F15» من السرب رقم (55).
وبحلول يناير 2018، أُضعف الحوثيين وتعرّضوا لضغط هائل بسبب الضربات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده السعودية. وقد تمثلت ردة فعلهم بتكثيف حرب الدعاية: حيث شنوا حملة لنشر كل غارة جوية ينفذها التحالف على أنها تسبب خسائر مدنية.
وفي الوقت نفسه، كثف مركز أبحاث وتطوير الصواريخ، وقوة الصواريخ الحوثيـة من جهودهما لتعزيز قدراتهما الدفاعية الجوية.
وكان أحد الحلول متمثلاً بالحصول على صواريخ جو - جو من مخزون سلاح الجو اليمني السابق، ومحاولة نشرها لأغراض الدفاع الجوي. وكما أوضح توم كوبر في كتابه "الأجواء الساخنة فـوق اليمن" المجلد الثاني: الحرب الجوية فوق شبه الجزيرة العربية الجنوبية 1994-2007، فلم تكن الفكرة جديدة حيث في عام 1999 قام الصرب بتكييف صواريخ جوـ جو روسية الصنع من طراز «R-60(AA-8 Aphid)» و «R-73(AA-11 Archer)» لتصبح صواريخ أرض - جو.
وحصل اليمن على مخزون من نفس الصواريخ في الثمانينيات والتسعينيات، وعدد أكبر من «R-27(AA-10 Alamo)» و «R-77(AA-11 Adder)» عند شراء «ميغ 29 SMS» في عام 2000. وتمثل التحدي في القدرة على تحويل هذه الأسلحة لنشرها من الأرض، على الرغم من عدم وجود دعم لأنظمة توجيه الاطلاق للطائرة التي تحملها عادة.
هذه المعضلة الأخيرة أخرجت صواريخ موجهة بالرادار - مثل «R-77» و «R-27R» - من الحل بحيث أصبح نشرها يتطلب تكييف واحد على الأقل من رادارات «N019MP» وأنظمة توجيه الاطلاق ذات الصلة من طائرات «ميغ G-29S» ولم تكن تلك مهمة معقدة فحسب، بل أنه تم تدمير معظم الأنظمة اللازمة لتلك العملية في وقت مبكر خلال الحرب.
وعوضا عن ذلك، اختار مهندسو مركز أبحاث وتطوير الصواريخ الحوثية تحويل صواريخ تعمل بالأشعة تحت الحمراء كصواريخ سام. وتطلب هذا الجهد تكييف قضبان الإطلاق «ِAPU-60» و «P-12» لاستخدامها في «R-60S» و«R-73S» على التوالي - على دعامات مثبتة على شاحنات صغيرة، إلى جانب إمداد كافي من الطاقة الكهربائية، والنيتروجين السائل حتى تعمل على تبريد رؤوسها اللاقطة.
وتم نشر أول عمليات الارتجال الحوثية هذه في ساحة القتال في فبراير 2017. وبحلول يونيو/ حزيران، أعلن تحالف الحوثي ـصالح الذي كان يهيمن عليه الحوثيون إسقاط خمس قاذفات حربية، وطائرة هليكوبتر، وطائرة بدون طيار.
لكن حقيقة ما إذا كان أي من تلك الصواريخ الحوثية قد نجح بالفعل في الاستهداف "ما زال غير واضح". والحقيقة هي أن صواريخ جو - جو مصممة ليتم إطلاقها من طائرات سريعة الحركة محمولة بالفعل في الجو: وبالتالي، فإن محركاتها صغيرة نسبياً وخفيفة بالمقارنة مع المحركات الكبيرة والثقيلة والأقوى بكثير للمحركات السطحية. أما صواريخ أرض ـ جو، فمصممة لإطلاق الصاروخ من الأرض وتفقد سرعتها تماما عندما تكون مرتفعة في الجو.
وبدون مثل هذه المحركات، يكون المدى الفعال لصواريخ جو-جو التي يتم إطلاقها من الأرض أقصر بشكل كبير مما لو تم إطلاقها من الجو. ومما لا يقل أهمية عن مسألة التحكم بالإطلاق هي حقيقة أن توجيه صاروخ موجه نحو هدفه وإطلاقه تظل غير كافية، حيث تعمل صواريخ «R-60S» و«R-73S» بشكل أفضل إذا تم توجيها على الهدف قبل الإطلاق.
وجد مهندسو مركز البحث والتطوير الصاروخي الحوثي حلاً لتلك المعضلة، من خلال دمج واحد من ثلاثة أبراج «FLIR، ULTRA» وأنظمة «الترا8» أمريكية الصنع - من تلك التي تم تسلمها اليمن في عام 2008 - مع أدوات تحكم مؤقتة لصواريخ سام الجديدة الخاصة بهم. وأحدها مكنهم من إطلاق صاروخ «R-27T» الذي أخطأ بفارق ضئيل طائرة «بوينغF-15SA » الجديدة من السرب رقم 55، التابعة لسلاح الجو الملكي السعودي والتي كانت تحلق فوق صنعاء، في 7 يناير عام 2018.
ومن المفارقات ـوفق الموقع ـ هو أن التقارير أشارت فقط إلى إطلاق الصاروخ، ووسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وسارعت جميع وسائل الإعلام الإيرانية في "تحويل" ما جرى إلى ادعاء أن الطائرة «F-15» المستهدفة قد أُسقطت.
حدث شيء مشابه في حالة طائرات تورنادو التابعة للقوات الجوية السعودية التي سقطت فوق محافظة صعدة الشمالية في نفس اليوم. حيث تعطل نظام الأكسجين الخاص بالطائرة، مما تسبب في حريق داخل قمرة القيادة، واضطر الطاقم إلى الهبوط.
وعلى الرغم من هبوطه في منطقة تخضع لسيطرة الحوثي، إلا أنه تم استعادة أفراد الطاقم بسرعة في عملية بحث وإنقاذ قتالية أدارتها ثلاث طائرات هليكوبتر من طراز «SA.532» وطراز "كوغر"، تدعمها ثماني طائرات من طراز «F-15S» وثلاث طائرات من طراز «AH-64».
ومع ذلك، فقد ربطت وسائل الإعلام الحوثية والإيرانية هذه الخسارة على الفور بمسألة نشر الحوثيين لـ "صواريخ سام جديدة". وفي الواقع، كان الصاروخ الذي أطلق على مقاتلة «F15-SA» فوق صنعاء في 7 يناير 2018 - أول صاروخ يقترب من هدفه على الإطلاق.
أخبار ذات صلة
السبت, 29 يونيو, 2019
«وول ستريت جورنال» تكشف: الهجوم على انبوب النفط في السعودية مصدره العراق وليس اليمن (ترجمة خاصة)
الخميس, 26 أبريل, 2018
وول ستريت جورنال الأمريكية تكشف كيف يزيد الحوثيون قدراتهم العسكرية الصاروخية؟ (ترجمة خاصة)
الاربعاء, 29 مايو, 2019
موقع أمريكي: إيران تلعب دوراً بارزاً لإطالة حرب اليمن من خلال تطوير صواريخ الحوثيين (ترجمة)