نشر موقع «Middl Eeast Eye» البريطاني، تقريراً حذر فيه من تصاعد التوتر بمحافظة شبوة (شرق اليمن) بعد تحشيد الانفصالين المدعومين من قبل الإمارات قواتهم في محاولة للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
وقال التقرير الذي ترجمه "يمن شباب نت" في الوقت الذي تسحب فيه دولة الإمارات العربية قواتها من اليمن، يحتشد الانفصاليون الجنوبيون المدعومون منها في محافظة شبوة الغنية بالنفط، مما يفاقم التوترات مع القوات الحكومية المدعومة من السعودية.
وكشف التقرير "أن قوة جديدة تطلق على نفسها "المقاومة الجنوبية" وشكلها المجلس الانتقالي الجنوبي، -وهو كيان يتحدى حكومة هادي في جميع أنحاء المحافظات الجنوبية - تقوم بتجنيد آلاف المقاتلين خلال الأشهر الأخيرة".
[للمزيد إقرأ: شبوة: مواجهات بين قوات مدعومة اماراتياً ومسلحين قبليين في "مرخة"]
ونقل التقرير عن الحقوقي ناصر الخليفي، قوله "لقد شرعوا (الانتقالي الجنوبي) بالتجنيد منذ أبريل/ نيسان، وما زال ذلك مستمراً لحد الان". مضيفاً "أن هذا التحرك يمهد الطريق لصراع على السلطة في المحافظة مع قوات موالية لنائب الرئيس هادي علي محسن الأحمر".
وقال "بأن مقاتلو ما يسمى بالمقاومة الجنوبية ومن خلال العمل مع ميليشيا أخرى مدعومة من الإمارات موالية للمجلس الجنوبي الانتقالي تعرف باسم "النخبة الشبوانية "يسعون إلى انتزاع السيطرة على المحافظة من القوات الموالية للأحمر".
وقال القيادي في النخبة الشبوانية شاهر السليماني في مقابلة مع «MEE» "النخبة الشبوانية والمقاومة الجنوبية تخضعان لتعليمات قيادة الانتقالي الجنوبي مؤكداً استمرار إنشاء تلك القوات". والهدف، كما أوضح السليماني هو "فرض السيطرة على أرضنا [وتخليصها من قبضة الإخوان المسلمين ومؤيدي علي محسن [الأحمر]"ـ حسب قوله.
وأضاف "أن النخبة الشبوانية قامت بتوسيع قواتها في شرق شبوة لحماية البنية التحتية للنفط".
وكانت شبوة، وحضرموت المجاورة لها من جهة الشرق تعد من أكبر محافظات اليمن المنتجة للنفط قبل اندلاع الحرب في عام 2015، حيث كانتا تنتمي إلى ما كان يعرف سابقًا باسم جنوب اليمن، وهي جمهورية اشتراكية تم حلها، وانضمت في وحدة اندماجية إلى الشمال في عام 1990.
وأستدرك التقرير بالقول "غير أن أيا من المدينتين لم تستفد من مبيعات النفط منذ الوحدة: حيث أن معظم هذه العائدات كانت تتدفق إلى حكومة صالح المركزية، والقادة العسكريين الذين نشرهم للسيطرة على حقول النفط".
ويشكك "نزار هيثم" الناطق بلسان الانتقالي الجنوبي، في رغبة هادي والإصلاح في محاربة الحوثيين، متهماً إياهم بالتركيز أكثر على "مصالحهم الاقتصادية والسياسية" وفق تعبيره.
وقال لموقع «MEE»"لا ينحرف مسار الصراع السياسي في شبوة فقط عن الحرب ضد الحوثيين، ولكنه يثبت أيضًا للتحالف العربي أن حكومة هادي ليست شريكًا موثوقًا به فيما يتعلق بالهدف الأساسي للحرب: المتمثل بالنصر المكتمل على الحوثيين".
تبدل الأولويات
وقال موقع «Middl Eeast Eye» ربما انحرفت أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن بعيداً عن الحرب ضد الحوثيين. إذ ناقش مسؤولون غربيون لم يتم تحديد هويتهم، لصحيفة وول ستريت جورنال، الأسبوع الماضي أن أبو ظبي باتت تسعى الآن "لتركيز جهودها في اليمن على محاربة تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتطرفة".
[إقرأ أيضاً: "الانتقالي الجنوبي" يدفع بتعزيزات عسكرية إلى شبوة في إطار مساعيه للسيطرة عليها]
ويرى السليماني، القيادي في النخبة الشبوانية، أنه في إحكام السيطرة على شبوة وحضرموت من "القوات الشمالية" جزء من مهمة مكافحة الإرهاب.
وذكر الموقع البريطاني بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يعتبر "الإصلاح" كمنظمة إرهابية، في حين أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتان تتخوفان من الجماعات الإسلامية مثل "الإصلاح"، صنفت جماعة "الإخوان المسلمين" كجماعة إرهابية في عام 2014.
وأوضح بالقول "بأن الرياض مع ذلك، وعلى الرغم من معارضتها للإخوان المسلمين، فإنها تدعم الإصلاح في اليمن باعتبار الحزب يمثل جزءاً من تحالفها المناهض للحوثيين".
ويرى التقرير "بأن الأساس المنطقي للمملكة الخليجية هنا ذو شقين. أولاً، يمثل الحزب أحد حلفاء الرياض القلائل المناهضين للحوثيين في شمال اليمن. وثانياً، يساعد دعم الرياض للحزب في ضمان عدم قيام الإصلاح بتحالف مع قطر خصم المملكة العربية السعودية".
وكان حزب الإصلاح أعلن أنه منفصل عن جماعة الإخوان المسلمين في أواخر عام 2017 قبيل اجتماع لبناء الثقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي. كما التقى ممثلو الإصلاح بن زايد في أواخر العام الماضي.
تسوية الحسابات القديمة
وحذر تقرير «Middl Eeast Eye» ما وصفه بـ "النهج العدواني للقوات الموالية للانتقالي الجنوبي في شبوة" في وقت حرج ومحفوف بالمخاطر بالنسبة للرياض وأبو ظبي. ولغاية الآن كان تركيز تحالف الخليج منصباً على ميناء الحديدة في اليمن على ساحل البحر الأحمر.
وهناك.. تم إنشاء قوة قوامها حوالي 20 ألف مقاتل تدعمهم الإمارات، معظمهم من جنوب اليمن، والتي تتمركز هناك منذ أشهر في انتظار أوامر بشأن اقتحام المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون، أو الانسحاب من المنطقة كجزء من خطة ستوكهولم التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والرامية إلى تجنب المزيد من إراقة الدماء.
وقال مسؤول إماراتي بارز لم يكشف عن اسمه لرويترز، إن الانفتاح السياسي المرافق لتنفيذ اتفاق الأمم المتحدة "لعب دورا في الانسحاب العسكري الإماراتي".
[إقرأ أيضاً: شبوة: قوات موالية للإمارات تمنع لجنة حكومية من التحقيق في تفجير خطوط النفط والغاز]
وقال الخبير في مجموعة الازمات الدولية ببروكسل بيتر سالزبري "إنه في حال أدى غياب القادة الإماراتيين على الخطوط الأمامية حول الحديدة إلى تخفيض عدد القوات اليمنية التابعة له هناك، فقد يعزز المقاتلون جبهات القتال في أماكن أخرى عبر الجنوب والتي قد تشمل شبوة وحضرموت".
ويبدو أيضًا أن الإمارات والسعودية تسعيان لتقليل الاحتكاك بين قواتهما الوكيلة.
لكن.. ووفقًا لتصريحات صدرت مؤخراً عن أحد كبار قادة هادي فإن القوات الانفصالية "لن تضيع بسهولة أي فرصة لاستعادة الأراضي الجنوبية من القوات الشمالية" كما أن القوات لن تغادر المنطقة الغنية بالنفط دون قتال.
وفي اجتماع مع القوات المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة في مايو، دعا رئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي قادة الميليشيات الانفصالية "تحرير شبوة وحضرموت". وحينها قوبل ذلك التهديد بالرفض، من قبل قائد قوات الرئيس هادي في المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، العميد صالح طيمس.
وصرح صادق المقرري، المتحدث باسم العميد طيمس، في مقابلة مع «MEE» بالقول: بأن أي محاولات لإزاحة قواته من حضرموت الشمالية ستكون "معركة خاسرة قبل أن تبدأ".
وقالت إليونورا أرديماجني - زميلة ابحاث مشاركة في معهد الدراسات السياسية الدولية في إيطاليا- "إنها لا تتوقع أن تتحرك قوات الانتقالي الجنوبي في حضرموت في التي تستمر جبهات القتال ضد الحوثيين حول الحديدة وفي محافظة الضالع القريبة نشطة".
وأضافت لموقع «MEE» "إن أي هدوء محتمل في القتال ضد الحوثيين قد يقلب بالفعل المقاتلين المدعومين من السعودية والإمارات ضد بعضهم البعض".
وأشارت "إذا دخلت هذه المعارك في طريق مسدود جديد، أو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار على المستوى المحلي، فإن الموقف قد يصعد من عنف أجندات المعارضة والقوات الأخرى في حضرموت".
وتابعت "إذا أدركت الإمارات أن الإصلاح يحصل على قوة عسكرية في شبوة أو حضرموت، فإن القوات المدعومة منها ستحاول منع حدوث ذلك".
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 10 يوليو, 2019
الغارديان: رغم إعلان الإمارات انسحابها من اليمن لكنها ستستمر بدعم الانفصاليين (ترجمة خاصة)
الإثنين, 26 فبراير, 2018
أبعاد اقتصادية وراء تحريك الإمارات ورقة" النخبة الشبوانية" بشبوة (تقرير خاص)
السبت, 18 مايو, 2019
بالانفوجرافيك.. «ACLED» الأمريكي يستعرض في تحليل معمق التشظي بمحافظتي شبوة وحضرموت (ترجمة خاصة)