قال موقع بريطاني "إن وصول مئات من القوات اليمنية المدعومة من الإمارات الى جزيرة سقطرى اليمنية الأسبوع الماضي أدى إلى إذكاء الاحتجاجات وتعزيز الانقسام بين سكان الجزيرة الصغيرة".
 
وأضاف موقع «Middle East Eye» في تقرير ترجمه "يمن شباب نت" القول بأنه "أن كثير من أبناء سقطرى بما فيهم محافظ الجزيرة رمزي محروس، يعتبرون تلك القوات جزء من جهد إماراتي أوسع لاحتلال الجزيرة، الواقعة في أحد أكثر ممرات الملاحة ازدحامًا في العالم".
 
أما على الجانب الآخر، فهناك سكان محليون ممن يشيرون إلى المساعدات الغذائية والاستثمار في البنية التحتية، التي قدمتها الإمارات ويتهمون حزب الإصلاح، بتأجيج النزعات المعادية للإمارات العربية المتحدة ـ وفق ما قاله الموقع.
 
وذكر التقرير "بأن العام الماضي كان شاهداً على بروز توترات بين الإمارات والسعودية التي تقود التحالف: حـول من سيهيمن على سقطرى".
 
وتابع التقرير "حالياً تمددت ديناميكيات جنوب اليمن حيث يصارع حزب الإصلاح بدعم من الرئيس اليمني المتواجد في الخارج، عبد ربه منصور هادي، ضد تواجد قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً لتشمل الجزيرة أيضا".
 
وبدأت التوترات الأخيرة الأسبوع الماضي عقب نشر دفعة جديدة من قوات يمنية دربتها الإمارات في معسكر للجيش الإماراتي في الجزيرة.  ووقعت اشتباكات بين القوات المدعومة من الإمارات وتلك المتحالفة مع الرئيس هادي والحكومة اليمنية.
 
ويوم الأحد الماضي، تظاهر المئات وسط حديبو -عاصمة الجزيرة - ورددوا شعارات مناهضة الميليشيات الإماراتية وداعمة للحكومة اليمنية.
 
وقال المتظاهرون إنهم يعتبرون الوجود الإماراتي المستمر في الجزيرة التي تبلغ مساحتها 80 ميلًا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 60000 نسمة، غزوًا اماراتيا لا علاقة له بالحرب.
 
وقال محمد المزراقي، أحد السكان المحليين الذين شاركوا في احتجاجات يوم الأحد: "سقطرى هي الجزيرة اليمنية التي لم تشهد أي قتال. ولذلك ليست هناك حاجة لوجود عسكري داخلها". مضيفاً بأن "الجزيرة لم تشهد قط أي وجود للقوات العسكرية كما يجري هذه الأيام".
 
وتابع بالقول "الحوثيون لم يغزوا سقطرى.. ولكن الإماراتيين فعلوا - ولذلك سنقف ضد هذا الغزو بكل صنوف المقاومة حتى نحرر جزيرتنا من الغزاة الجدد".
 
لكن سكان آخرين يشيرون إلى الأموال التي استثمرتها الإمارات في البنية التحتية والإغاثة في حالات الكوارث منذ وصولها.
 
وقال مبارك أحد قاطني الجزيرة "تبني الإمارات المستشفيات والمدارس، وساعدت المحتاجين في الحصول على الغذاء والمال.  لقد ساعد الإماراتيون ضحايا إعصار موناكو، فكيف يمكننا أن نطالبهم بالرحيل؟
 
 
غزو الجزيرة؟

ونشرت الإمارات لأول مرة مقاتليها في سقطرى في أبريل الماضي.  وحتى ذلك الحين، كانت الجزيرة لاتزال خالية من الحرب التي اندلعت في باقي اليمن.
 
في الوقت الراهن تشرف القوات الإماراتية على مطار الجزيرة وميناءها البحري، مما يعني أنه لا يمكن لأحد الدخول إلى الجزيرة حتى يتم تفتيشه بواسطة القوات المدعومة من الإماراتيين.
 
وقال مصدر في مكتب المحافظ تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "صحيح أن الإمارات ساعدت سكان الجزيرة، لكن ذلك كان مجرد جزء من استراتيجية اماراتية تهدف الامارات من ورائها إحكام قبضتها على الجزيرة".
 
وأضاف المصدر "هذا ما يفعله الغزاة عادة لكسب دعم الناس، لكن المتعلمين فقط يعرفون أن تلك هي الخطوة الأولى للغزو".
 
وقال إن أحد الاعتراضات الرئيسية: هي أن الإمارات تستخدم القوات اليمنية. ولذلك إذا ما اندلعت اشتباكات، فهي ستقع بين اليمنيين، بينما يستمر الإماراتيون بالحصول على الأراضي من مسافة آمنة.
 
ويعتقد المصدر إن طرد الإماراتيين من سقطرى بالقوة "أمر مستحيل"، مضيفاً "لذلك نأمل أن تتمكن قيادتنا من التوصل إلى اتفاق لتحريرنا من الإمارات".
 
وتحدث الصحفي اليمني محمد علي لـ "ميدل ايست آي" بالقول بأن الاستراتيجية الإماراتية في سقطرى تشبه الطريقة التي تصرفت بها في أجزاء أخرى من البلاد: حيث أنها على استعداد لخسارة الأموال في محاولة لتأمين الأراضي الاستراتيجية، لكنها ليست مستعدة لخسارة جنودها.
 
وقال على "الإمارات ليست على استعداد لخسارة المزيد من الجنود سواء في سقطرى أو في أي محافظة أخرى. لذلك يقومون بتدريب المقاتلين اليمنيين ويطلبون منهم تنفيذ أجندة الإمارات".
 
وتابع "فرضت دولة الإمارات العربية المتحدة قوات الحزام الأمني في عدن لذا لا يمكن لأي شخص معارضتها بسهولة هناك. واليوم يعيدون نفس السيناريو في سقطرى لكي لا يعارضهم أحد فيها".
 
ويأتي وصول القوات الجديدة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، في الوقت الذي قال فيه دبلوماسيون غربيون إن الإماراتيين يسحبون قواتهم ومعداتهم من ميناء عدن الجنوبي والساحل الغربي لليمن ،نظراً لمخاوف من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج.